محمود عبدالراضى

حين تضيق.. كن واسعًا بالله

الأربعاء، 16 أبريل 2025 10:16 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في لحظة ما، قد تشعر أن الحياة تدور حولك بلا رحمة، وأن كل الطرق باتت مسدودة، وأن الأبواب أغلقت بإحكام وكأن لا مخرج منها إلا العجز.

حينها، لا تيأس، بل تذكّر أن تلك الزوايا الحادة التي تضغط على روحك، لم تأتِ عبثًا، بل جاءت لتُخبرك برسالة خفية: "توقّف عن التفكير الزائد، فليس لك من الأمر شيء."

تخيّل أن الله، بلطفه الخفي، يدفعك بلطف أحيانًا وبقسوة أحيانًا أخرى لتدرك أن القيادة ليست بيدك، وأنك مهما أوتيت من تخطيط وتدبير،  فلن تكون أكثر حكمة من حكيم السموات والأرض.

أحيانًا، يكون الانكسار هو أول باب للفهم، وتكون الفوضى هي نقطة البداية لترتيب داخلي ما كنت لتصله بعقلك وحدك.
الله لا ينتظر منك أن تكون عبقريًا في الحلول، بل مؤمنًا بالحلّ، لا يطلب منك أن تسير الحياة على طريقتك، بل أن تُسلّم الطريق له وتتبعه بثقة العارف أنه لا يُضيّع مَن لجأ إليه.

هو لا يريدك أن تبني سفينتك في رمال القلق، بل أن تترك له زمامها في بحر الابتلاء، يريدك أن تعي أن خُطّتك قد تُربكك، لكن خطّته تهديك، وأنك حين تفرّ منه إليه، فأنت في مأمنٍ من كل ما يُقلقك.

فكم من مرةٍ ظننت أن النهاية قد حلّت، فإذا بها بداية جديدة، لا تشبه ما تمنيت، لكنها أجمل مما توقعت، وكم من دعوةٍ تأخرت، فصارت أقرب إلى القلب حين أتت، هو وحده من يعلم متى وكيف ولماذا.

تأمل قوله تعالى: "يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ"، فهي ليست مجرد آية، بل وعد، 
ووعد الله لا يُردّ، حين تتعلم هذا الدرس، لن تُرهقك الحياة مهما ضغطت، لأنك ببساطة لم تعد تقاتلها بيدك، بل بقلبك الذي فوّض أمره لله، حينها، ستفهم أن الاستسلام لله ليس ضعفًا، بل قمة القوة، وأن القلق من الغد، لا يعيش في قلب امتلأ باليقين.

فإذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، كن واسعًا بالله، وقل بثقة:"إن معي ربي سيهدين".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة