مع اقتراب دخول الصراع السوداني عامه الثالث مازالت الهجمات الوحشية تستهدف مخيمات النازحين وسط فرار مستمر لمناطق غير مأهولة وغير صالحة للحياة بدون أى خدمات إنسانية ليصبح الوضع الإنسانى فى السودان كارثى.
الأمم المتحدة حذرت من استمرار الهجمات على النازحين التى وقعت أمس وشددت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية فى السودان، كليمنتين نكويتا سلامى على ضرورة أن تنتهى الهجمات على مخيمى زمزم وأبو شوك والفاشر الآن وأعربت المنسقة الأممية عن فزعها الشديد إزاء التقارير الواردة من مخيمى زمزم وأبو شوك للنازحين وكذلك من مدينة الفاشر فى شمال دارفور.
وقالت منسقة الأمم المتحدة فى السودان يُمثل ما يحدث فى الفاشر تصعيدًا مميتًا وغير مقبول فى سلسلة من الهجمات الوحشية على النازحين وعمال الإغاثة فى السودان منذ اندلاع هذا الصراع قبل عامين تقريبًا وحثت بشدة مرتكبى هذه الأعمال على الكف فورًا، وفقًا لما ينص عليه قرار مجلس الأمن، الذى يطالب بوقف الهجمات على المدنيين والعاملين فى المجال الإنسانى فى السودان.
وأدانت المنسقة الأممية هذه الهجمات بأشد العبارات مطالبة بمحاسبة المسؤولين عنها وأكدت أنه تُعدّ الهجمات على المدنيين، والعاملين فى المجال الإنسانى، والبنية التحتية المدنية انتهاكات جسيمة للقانون الإنسانى الدولى. قائلة هذه الأفعال بغيضة ولا تُغتفر.
ولفتت المنسقة الأممية أنه مع مرور عامين على هذا الصراع المدمر، نشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد حدة العنف، لا سيما فى زمزم وأبو شوك والفاشر وفى جميع أنحاء دارفو مطالبة بوقف فورى للأعمال العدائية فى السودان. لا يمكننا غض الطرف عن هذه الفظائع.
وقالت التقارير الأممية أنه شنت قوات تابعة لقوات الدعم السريع هجمات برية وجوية منسقة على المعسكرات والفاشر من اتجاهات متعددة مما أدى إلى عنف واسع النطاق وأسفر عن عواقب وخيمة على المدنيين.
وأفادت التقارير عن مخاوف الأمم المتحدة من أن يكون أكثر من 100 شخص، بينهم أكثر من 20 طفلاً، قد لقوا حتفهم، كما تأكدت وفاة ما لا يقل عن تسعة من العاملين فى المجال الإنسانى لقوا حتفهم أثناء تأدية مهمة لدعم الفئات الأكثر ضعفاً فيما قُتل عاملين من منظمة دولية غير حكومية أثناء إدارتهم لأحد المراكز الصحية القليلة المتبقية التى لا تزال تعمل فى المخيم.
ووفق الأمم المتحدة يُعدّ مخيما زمزم وأبو شوك من أكبر مخيمات النازحين فى دارفور، إذ يأويان أكثر من 700 ألف شخص فروا من دوامات العنف على مر السنين. هذه العائلات التى نزح الكثير منها بالفعل مرات عديدة عالقة مرة أخرى فى مرمى النيران، بلا ملاذ آمن مشددة على ضرورة أن ينتهى هذا الوضع الآن ويجب السماح لمن يحاولون الفرار بالمرور الآمن.
وطالبت الأمم المتحدة فى تقريرها انه يجب على الأطراف المشاركة فى الأعمال العدائية الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنسانى الدولى كما يجب حماية المدنيين، ومنح العاملين فى المجال الإنسانى وصولاً آمناً ودون عوائق لإيصال المساعدات المنقذة للحياة.