بينما يبدأ المسيحيون الاحتفال بأسبوع ألام السيد المسيح والذي يبدأ بأحد الشعانين أو السعف ؛ ذكري دخول السيد المسيح إلى أورشليم، و اثنين البصخة والثلاثاء الكبير، وأربعاء الفصح وخميس العهد أو العشاء الأخير ، والجمعة الحزينة أو الكبيرة وينتهي بسبت النور وحد الفرح أو عيد القيامة المجيد، يواجه مسيحيو الضفة الغربية أقصى درجات انتهاك حقوق الإنسان ، حيث منعت القوات الإسرائيلية مئات من المسيحيين في الضفة الوصول إلى القدس لأداء الصلوات ، كما فرضت إجراءات عسكرية مشددة على الحواجز المحيطة في المدينة لمنعهم من الوصول إلى المدينة المقدسة ، وتشترط على الجميع للعبور سواء إلي المسجد الأقصى أو كنيسة القيامة أن يكون هناك تصريح امني للصلاة ! أو بطاقة تطلق عليها " فحصا أمنيًا " وضرورة تحميل تطبيق على الموبايل وتقديم طلب للحصول على التصريح وغالبا ما يتم رفض إعطاء التصريح .
وبالفعل تم استصدار 6 ألاف تصريح فقط لمسيحي فلسطين علما بأن عدد المسيحيين في الضفة يتجاوز ال 50 ألفا !
قال السيد المسيح لليهود " هوذا بيتكم يترك لكم خرابا " في إنجيل لوقا كما وصف إنجيل يوحنا المواجهات الكثيرة التي حدثت بين السيد المسيح واليهود في عبارته " جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله " (يو 1:11).
كما وصفهم بقسوة قلوبهم وغلاظتها ، قد يتراءى للجميع أن الصراع العربي الاسرائيلى يقتصر على اليهود والمسلمين ولكن في حقيقة الأمر إن ما يحدث في القدس اليوم هو انتهاك لأبسط حقوق الإنسان سواء من المسلمين أو المسيحيين هناك ، وأن الصراع هو بين قوات الاحتلال والفلسطينيين مسلمين ومسيحيين ، فلا يوجد دولة في العالم يستصدر فيها الإنسان تصريحًا لممارسة صلواته وشعائرها ، فالقدس مدينة المقدسات ، ملك لكل الأديان الإبراهيمية ، ليس من حق أحد أن يمنع من يريد زيارة كنيسة القيامة أو بيت لحم أو المسجد الأقصى أو مسجد قبة الصخرة ، ويجب أن تكون القدس يومًا ما تحت حماية أممية وليس سيطرة إسرائيلية .
وعلى الجانب الأخر من القضية ، لا تدخر مصر جهدًا في تدويل القضية الفلسطينية لتشهد تقدما دبلوماسيا ويعقد الاتحاد الاوروبى اجتماعًا مع الحكومة الفلسطينية ويقوم الرئيس بزيارة تشمل قطر والكويت لخلق حالة عربية موحدة ومتكاملة من أجل توحيد الموقف العربي والسعي نحو تسوية عادلة وشاملة على رأسها وقف إطلاق النار وحل الدولتين وحماية المقدسات الدينية .
فلا يمكن أن تكون القدس تحت وصاية صهيونية للعام الثاني على التوالي ، حتى لا يستطيع الحجاج من المسيحيين حول العالم الذهاب إلى كنيسة القيامة في موسم الحج ولا يمكن للاسرائليين إن يغتصبوا حق المصليين والحجاج أيضًا.
ستظل القدس دائمًا وأبدًا "لكل الأديان".