في رحلة الإنسان نحو استكشاف الفضاء، يواجه رواد الفضاء تحديات فريدة من نوعها، تتطلب حلولًا مبتكرة للتغلب على الظروف القاسية التي تفرضها بيئة الفضاء، من بين هذه التحديات، تبرز مسألة النظافة الشخصية والتطهير، التي تكتسب أهمية خاصة في ظل انعدام الجاذبية ومحدودية الموارد المتاحة، فكيف يتغلب رواد الفضاء على هذه التحديات، وكيف يحافظون على نظافتهم الشخصية في الفضاء ؟ سؤال وجه أحد المتابعين لموقع دار الإفتاء المصرية.
وجاء رد دار الإفتاء المصرية بأن تطهُّر رائد الفضاء يختلف باختلاف حاله، فإن قدر على استعمال الماء بأن كان واجدًا له فائضًا عن حاجته قادرًا على وضع قطرات الماء على أعضاء الوضوء أو الاغتسال بحيث تغمرها؛ لزمه التطهُّر به بإمراره على الأعضاء، وإن عجز عن استعمال الماء لاحتياجه إليه، أو كان فائضًا عن حاجته لكن تعذر غمر الأعضاء بقطرات الماء وجريانه عليها لزمه التيمم، بضرب باطن كفيه ضربتين على أي شيء وجد معه من جنس الأرض مما تيسر له؛ كالتراب الطاهر أو الحجر أو غيرهما، ويمسح بالضربة الأولى وجهه، وبالثانية: يديه إلى المرفقين، وإن تعذر عليه كل ذلك صلى بحسب حاله دون تطهر، وصلاته صحيحة، ولا تلزمه إعادتها.
وافتتح القرآن الكريم أولى آياته بقوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الفاتحة: 2]، ليؤكد أن هناك عوالم أخرى غير ذلك العالَم الأرضي الذي نعيش فيه، ومن إبداع الله تعالى في خلقه أن جعل لكل عالَم من هذه العوالم نُظُمَه وقوانينه التي تختص به وتختلف عن غيره، بحيث لا يسع مخلوقات عالَمٍ العيشُ في عالَم آخر غير ما خُلقت له إلا بالتجهُّز له بما يناسب ظروفه البيئية والمناخية، ومن هذه العوالم التي كشف العلم عن بعض نظمها وقوانين جريانها، وتمكن الإنسان من التجهز للعيش بها ولو لفترات قصيرة عالَم الفضاء، والذي يبدأ حيث ينتهي الفضاء الجوي لسماء الأرض بمسافة تزيد في ارتفاعها عن 100 كيلو متر عن سطح البحر والذي اختار المتخصصون أن يكون حده وبدايته خط "كارمان" من الغلاف الجوي؛ حيث تتغير عنده القوانين الفيزيائية، بحيث كلما ازداد الإنسان في الارتفاع عنه قلَّتِ الجاذبية وانعدم الأكسجين وصعب عليه التنفس دون أن يكون معه مضخات كافية لإنتاج الأكسجين، كما يختل تقدير الوقت وتتفاوت العلامات الدالة عليه، ويظل الإنسان في حالة من عدم الاتزان والسقوط الدائم حول كوكب الأرض مما يجعله يدور حولها، حتى إنه يكمل دورة كاملة كل 90 دقيقة تقريبًا.