فيسبوك
واتساب
تزداد وتيرة أعمال العنف في السودان، بشكل كبير، إذ تواصل ميليشيا الدعم السريع استهدافها للمدنيين في السودان، ومخيمات النازحين، والمرافق الحيوية، وبالتزامن مع الانتصارات العسكرية التي يحققها الجيش السودانى في العاصمة الخرطوم، وعدة ولايات أخرى، واصل عناصر الدعم السريع توجيه نيرانهم للمدنيين في قصف ممنهج ومتعمد.
وشنت الدعم السريع، قصف مدفعى عنيف، على مخيم أبو شوك الذى يضم آلاف النازحين في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وهو ما أسفر عن سقوط أكثر من 80 شخصا بين قتيل ومصاب.
ويتعرض المخيم الذى يأوي ما يزيد عن نصف مليون نازح ويقع في الجزء الشمالي من مدينة الفاشر، بشكل يومي للقصف المدفعي من قوات الدعم السريع، مما أدى إلى نزوح نحو 70% من سكانه.
ونتيجة للقصف العنيف، تدمرت آلاف المنازل وموارد المياه والمرافق الطبية.
وأوضح المتحدث باسم مخيم أبو شوك، أن القذائف المدفعية طالت سوق المعسكر الرئيسي، وهو موقع مكتظ بالمدنيين، بالإضافة إلى منازل المواطنين والملاجئ التي أنشأها النازحون للاحتماء من الصواريخ الموجهة.
وأشار إلى أن غالبية الضحايا من النساء والأطفال وكبار السن، ووصف الوضع في المخيم بالكارثي جراء النقص الحاد في الأدوية المنقذة للحياة وتوقف المراكز الصحية عن العمل بسبب انعدام الأمن.
وفي ديسمبر الماضي، أعلن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي وقوع مجاعة في مخيم أبو شوك ضمن خمس مناطق أخرى في السودان.
وفى نفس السياق، كشفت شبكة أطباء السودان في بيان رسمي لها، أن قوة تابة للدعم السريع، هاجمت منطقتي "أبوديلك" و"أم غبيشة" بولاية شمال دارفور وقامت بتصفية 8 أشخاص وأصابت 46 آخرين فيما تسبب الهجوم في تشريد المواطنين من المنطقة وحرق الأسواق عقب نهبها.
وعبرت شبكة أطباء السودان عن أسفها البالغ لتحول الصراع بين الدعم السريع والجيش إلى عمليات تصفية ممنهجة ضد مواطني قرى ولاية شمال دارفور في أكبر موجة انتقامية تمارسها الدعم السريع ضد المواطنين على أساس إثنى بسبب اتهامهم بالانتماء للجيش والقوات المشتركة.
وناشدت شبكة أطباء السودان المنظمات الإقليمية والدولية لاتخاذ قرارات رادعة ضد الدعم السريع بسبب تزايد انتهاكاتها في دارفور ومحاولتها النيل من المواطنين بولاية شمال دارفور المحاصرة لأكثر من عام مع تزايد الهجمات والقصف المدفعي.
وفى استهداف جديد للمنشآت والمرافق الحيوية، شنت ميليشيا الدعم السريع، هجوما جديدا بالطائرات المسيرة، الثلاثاء، مستهدفة محطة كهرباء مروى للمرة الثالثة خلال شهر، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائى عن أجزاء واسعة من الولاية الشمالية في السودان.
ومن جهتها، أكدت إدارة الإعلام والعلاقات العامة بشركة كهرباء السودان، في بيان رسمي، أن المحطة التحويلية بمروى تعرضت لهجوم بطائرات مسيّرة، مما أدى إلى تضرر المحول الرئيسي المغذي للولاية الشمالية.
وأشارت الشركة إلى أن الاستهداف المتكرر لمحطات الكهرباء يؤثر سلبًا على الخدمات الأساسية للمواطنين، خاصة في شهر رمضان المبارك.
ومن جهته أكد الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، وقائد القوات المسلحة السودانية، أنه تم طرد عناصر الدعم السريع من أجزاء واسعة من البلاد، مضيفا :"نعمل على القضاء عليهم في بقية المناطق".
وأكد البرهان خلال كلمته أمام القمة العربية الطارئة في القاهرة الثلاثاء، طرح خارطة طريق للتحول المدني والدستوري، تتضمن هذه الخارطة إتفاقاً على الثوابت الوطنية، وتنص على تعيين حكومة مدنية من المهنيين المستقلين، وإطلاق حوار سوداني _ سوداني شامل لا يستثنى أحداً، بما يضمن مشاركة كافة الأطياف الوطنية في صياغة مستقبل البلاد ويمهد الطريق لإقامة انتخابات حرة ونزيهة.
وحدد البرهان شروطه لتنفيذ وقف فورى للعمليات العسكرية، ورهن خطوة وقف إطلاق النار بانسحاب ميليشيا الدعم السريع المناطق التي تحتلها ورفع الحصار عن الفاشر وبقية مدن دارفور، وتتجمع في مناطق محددة كبداية لتجريدها من السلاح ومعالجة أمرها عسكرياً.
