تشهد أوروبا ارتفاع فى أسعار الغاز بعد شهرين من الاستقرار، ففى خضم الأزمة الأوكرانية ،ونشوب الخلافات بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ، ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالإضافة الشتاء القارس التى تتعرض له بعض الدول الأوروبية، ارتفع سعر الغاز الطبيعى، مما ينذر بأزمة جديدة.
وزادت العقود الآجلة بنسبة 6.7% بعد أن سجلت انخفاضا خلال الشهرين الماضيين، بالإضافة إلى تراجع كبير فى مخزونات أوروبا من الغاز بسبب موجات الصقيع التى تتعرض لها الدول الأوروبية.
وأشارت صحيفة لابانجورديا الإسبانية إلى أن أسعار الغاز الأوروبي في مؤشر "تي تي إف" الهولندي (مقياس أسعار الغاز في أوروبا) ارتفعت مع استمرار الاستهلاك بشكل كبير بسبب الشتاء القارس الذى تتعرض له الدول الأوروبية، وهو ما أدى إلى انخفاض الاحتياطى.
وحذرت صحيفة لا سيكيستا الإسبانية من أن ما يثير القلق هو حالة احتياطيات الغاز التي انخفضت إلى ما بين 35% و40% من قدرتها بسبب ارتفاع الأسعار والطلب بسبب ظروف الطقس الباردة بشكل متزايد.
وأوضحت الصحيفة أن الاحتياطى لم يعد كافيا ، حيث أن تخزين الغاز في أوروبا يبلغ 35-40% من طاقته القصوى، وهو مستوى أقل بكثير من السنوات السابقة، عندما وصل إلى 55-60% في نفس الوقت من العام.
ويأتي هذا الوضع نتيجة لعدد من العوامل، بما في ذلك فقدان الإمدادات الروسية، وشتاء بارد بشكل خاص، ونقص توليد الطاقة المتجددة من دنكلفلاوت. وعلاوة على ذلك، أدت سياسات التخزين في الاتحاد الأوروبي إلى تشويه السوق، حيث تجبر الأهداف المفروضة البلدان على شراء الغاز في نفس الوقت، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار ويثبط عزيمة التجار عن تخزين الغاز خلال فصل الصيف.
بالإضافة إلى ذلك فإن المواجهة بين زيلينسكي وترامب في 28 فبراير، والتي لم تسفر عن التوصل إلى اتفاق، لا يزال التوتر السياسي الدولي كامنا، وتترك هذه الحلقة حالة من عدم اليقين الأساسي في الأجواء: فإذا تأثرت العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا، فإن اعتماد أوروبا على الغاز الطبيعي المسال الأمريكى يصبح خطرا أكبر.
وأصبحت أوروبا تعتمد بشكل متزايد على واردات الغاز الطبيعي المسال، وخاصة من الولايات المتحدة، كمصدر رئيسي لتجديد احتياطياتها من الغاز. إذا تعطلت إمدادات الغاز الطبيعي المسال الأمريكية أو تأثرت بقضايا سياسية أو اقتصادية، فقد يواجه الاتحاد الأوروبي نقصًا حادًا في الغاز.
كما أنه فى أوروبا توقف نهاية تدفقات عبور الغاز الروسي عبر أوكرانيا في الأول من يناير الماضي مما دفع القارة إلى شراء المزيد من الغاز الطبيعي المسال والاستعداد لموسم إعادة تعبئة أكثر كثافة بين أبريل وأكتوبر حيث انخفضت المخزونات حاليا بنحو 35% مقارنة بفبراير 2024. وفي الولايات المتحدة، أدت موجات البرد في شهري يناير وفبراير إلى تعزيز الطلب على التدفئة وتوليد الطاقة.
وأدى ارتفاع الاستهلاك إلى جانب انخفاض الإنتاج في الأشهر القليلة الماضية عندما قامت شركات الغاز الطبيعي بتقليص الإنتاج استجابة لانخفاض الأسعار على مدى عدة سنوات في أوائل العام الماضي.
وقال خبراء فى مجال الطاقة فى مجموعة MET Group: "لقد أثرت الأسعار المرتفعة حتماً على القدرة التنافسية الصناعية والنتائج الاقتصادية". وبالنظر إلى المستقبل، فإن "التأخير في توسيع القدرات أو الطلب الأعلى من المتوقع من آسيا - مدفوعا بالتعافي الاقتصادي أو الطقس البارد - يمكن أن يؤدي إلى إجهاد السوق".
التحول للطاقة باستخدام الغاز الطبيعي المسال
وفى الوقت نفسه ، يدرس الاتحاد الأوروبي دعم الاستثمارات في البنية التحتية للوقود الأحفوري في الخارج والتحول إلى عقود طويلة الأجل لخفض أسعار الطاقة المرتفعة التي تضر بالصناعات الأوروبية، وهو يمثل تحولًا كبيرًا في سياسات الطاقة للاتحاد الأوروبي، مما يعزز ارتباطه بالغاز الطبيعي المسال عالي الكربون الذي كان يسعى للتخلص منه.
ويوقع الاتحاد الأوروبي، فقط ، عقودًا قصيرة الأجل للغاز الطبيعي المسال ويعمل على الحد من استخدام الأموال العامة لتوسيع استخراج الوقود الأحفوري.