-
سكان شمال القطاع : دماء الشهداء أضاءت ليل غزة المظلم
-
فى غزة العيد بدون فسح ولا لبس جديد
-
إغلاق المعابر تكسر فرحة عودة النازحين وتهدد بالمجاعة مجددا
-
المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة: إسرائيل تواصل حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزب مع قرب عيد الفطر
-
أحد سكان شمال غزة: من أراد الدعاء لغزة فليقل اللهم لا يأتى عليهم العيد إلا وأطفأت نار حربهم
-
صحفى فلسطيني: إغلاق المعابر تكسر فرحة عودة النازحين وتهدد بالمجاعة مجددا
-
سكان حان يونس: اختفت أجواء وفرحة الاستعداد للعيد بسبب تصعيد الاحتلال الإسرائيلى
يستعد المسلمون فى كافة أنحاء العالم لصلاة العيد إما فى المساجات أو بالساحات، بينما هناك بقعة أخرى فى هذا الكوكب يختبئ سكانها فى الخيام يخشون الخروج فى الشوارع، أو حتى الشعور بسعادة هذه المناسبة، وأطفالهم ليس مثل أطفال العالم الذين يذهبون إلى المنتزهات للاحتفال، بل يشعرون بالخوف والرعب ودائمى البكاء بسبب صوت القصف المستمر ومشاهد الشهداء والجرحى المنتشرة فى الطرقات.
سكان غزة الذين عاشوا النصف الثانى من شهر رمضان فى حالة رعب بسبب تجدد القصف الإسرائيلى على القطاع ليس كسابقه بل أشد طراوة وحدة مما تسبب فى سقوط مزيد من الضحايا خاصة من الأطفال والنساء والشيوخ، بينما إصرار تل أبيب على غلق كافة المعابر ومنع دخول المساعدات زاد من خطورة الأوضاع الكارثية لسكان القطاع، خاصة مع تحذير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فى 25 مارس من خطر بقاء أكثر من مليون شخص فى قطاع غزة بدون سلال غذائية، موضحة فى بيان لها أن أكثر من مليون شخص فى غزة معرضون لخطر تركهم بدون طرود غذائية، إذا لم يُسمح بدخول الإمدادات، كما أن الحصار المستمر يزيد الأزمة الإنسانية سوءا.
إحصائية
سكان شمال القطاع : دماء الشهداء أضاءت ليل غزة المظلم
نجوى محمد، إحدى سكان شمال القطاع، توضح تلك الصورة القاتمة التى يعيشها أهالى غزة مع استقبال عيد الفطر المبارك، قائلة أن الدماء الذكية أضأت ليل غزة المظلم، وتغيرت الوجوه إلى البؤس واختفت وجوه كثيرة، ورحلت عشرات النساء والصبايا ممن كانوا يتسابقون للصف الأول فى الصلوات.
فى غزة العيد بدون فسح ولا لبس جديد
وتضيف فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" من داخل القطاع :" لا عيد فى غزة، ولا يوجد سيولة لدى أى أسرة لشراء ملابس العيد للأسرة وخاصة للأطفال، ولا قدرة على شراء الفسيخ الذى اعتاد أهل القطاع على شرائه فى تلك المناسبة".
فى 26 مارس، أى قبل العيد بأيام قليلة، أكد المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان، أن كل 24 ساعة، "إسرائيل" تقتل أكثر من 103 فلسطينيين وتُصيب 223 آخرين منذ استئنافها تنفيذ الإبادة الجماعية فى قطاع غزة فى 18 مارس الجارى، موضحا فى تقرير له أن أكثر من 200 ألف نازح جديد خلال أسبوع فقط، ولا يزال آلاف آخرون يستعدون للنزوح ويبحثون عن أماكن إقامة مؤقتة فى وقت ينعدم فيه الأمان، كما أن استهداف المنازل مستمر، أو ما تبقى منها، فضلًا عن الخيام التى احتمى بها المدنيون بعد أكثر من 18 شهرًا من الإبادة الجماعية، وبات يشكّل جريمة يومية ينفذها جيش الاحتلال دون أى ضرورة عسكرية.
هنا يؤكد عماد زقوت، الصحفى الفلسطينى المقيم فى غزة، ضرورة سماع صوت الشعب الفلسطينى فى القطاع لكل صاحب قرار، خاصة أن هذا الشعب المكلوم عانى الويلات خلال عام ونصف من قتل ودمار ونزوح وأسر وحصار، ويجب أن يكون للشعب الفلسطينى الكلمة العليا ولا صوت يعلو عليه، لأنه قدم كل شئ ومازال يقدم من عمره ولحمه.
ويضيف أن صورة الوضع فى قطاع غزة، بعد شن غارات إسرائيلية واسعة هو قصف، وقتل، وتشريد، وتجويع، وتعطيش – فى إشارة إلى الأوضاع المعيشية الكارثية التى يعيشها أهالى القطاع – متابعا: "أقضى يومى باحثًا عن طعام لعائلتى أو واقفًا لساعات طويلة فى طابور المياه، نعود للمجاعة رغم أنها لم تنتهى إلا لأيام قليلة".
إحدى الإحصائيات
المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة، وصف أن إغلاق الاحتلال لمعابر القطاع جريمة إنسانية كُبرى تدفع بالأوضاع نحو كارثة غير مسبوقة وتهدد حياة 2.4 مليون فلسطينى، موضحا فى بيان الصادر فى 26 مارس، أنه منذ 18 شهرًا، تواصل إسرائيل حربها الإجرامية ضد الشعب الفلسطينى، مستخدمة سياسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقى،
وأشار إلى أنه فى مطلع مارس 2025، صعّد الاحتلال من جرائمه باتخاذ قرار تعسفى بإغلاق جميع المعابر المؤدية إلى غزة، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وشاحنات الوقود بشكل كامل، وبموجب البروتوكول الإنسانى الموقع ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، كان من المفترض دخول 600 شاحنة مساعدات يوميًا و50 شاحنة وقود، إلا أن إسرائيل انقلبت على الاتفاق، مما فاقم الكارثة الإنسانية، حيث كان من المفترض منذ بدء مارس الجارى دخول 15,000 شاحنة مساعدات، وكذلك 1,250 شاحنة وقود، إلا أن ذلك لم يدخل مُطلقًا مما ينذر بكارثة حقيقية وأزمة إنسانية عميقة.
وأوضح أن الإغلاق الكامل للمعابر يعد جريمة ضد الإنسانية وانتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية، بما فيها القانون الدولى الإنسانى، محملا الاحتلال المسؤولية الكاملة عن التداعيات الكارثية لهذا القرار غير القانونى، مؤكدا فقدان 85% من المواطنين لمصادر الغذاء الأساسية بسبب توقف التكيّات الخيرية والمساعدات الغذائية، بجانب خلو الأسواق من السلع التموينية، ما يهدد بمجاعة وشيكة، وهذا سيكون له تداعيات خطيرة جدًا.
الأوضاع الكارثية لم تتوقف عند هذا الحد، بل شملت توقف إنتاج الخبز بعد إغلاق عشرات المخابز فى جميع محافظات غزة بسبب نفاد الوقود ومنع الاحتلال دخوله إلى القطاع، بجانب تفاقم أزمة الغذاء بشكل خطير خلال الأيام المقبلة بسبب منع إدخالها من قبل الاحتلال، وكذلك أصبح أكثر من 90% من الأهالى بلا مصدر مياه نظيفة، بعد تدمير 719 بئر مياه و330,000 متر طولى من شبكات المياه.
جانب من الانفوجرافوأشار المكتب الإعلامى الحكومى إلى انهيار الخدمات البيئية والصحية، بعد توقف برامج فتح الشوارع وإزالة الركام بسبب انعدام الوقود، وتراكم النفايات فى مئات الشوارع، مما ينذر بكارثة صحية، وانتشار البعوض والحشرات الضارة وانتشار الأمراض، موضحا أن توقف المخابز والمطابخ، مما يزيد من معاناة أهالى غزة، بجانب حدوث شلل شبه تام فى القطاعات الحيوية المرتبطة بالطاقة والكهرباء.
وأكد تدمير الاحتلال لعدد 34 مستشفى و80 مركزًا صحيًا وإخراجها عن الخدمة، بجانب استهداف عشرات المؤسسات الصحية و140 سيارة إسعاف، وحرمان 22,000 مريض وجريح من العلاج بالخارج، من بينهم 12,500 مريض سرطان، و تفاقم معاناة 350,000 مريض بأمراض مزمنة بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، ومنع إدخال الأدوية والعلاجات والمستلزمات الطبية، وكذلك منع دخول الوفود والجراحين المتخصصين إلى قطاع غزة.
كارثة تواجه غزة قبل حلول عيد الفطر
ولفت إلى أن هناك كارثة إنسانية للنازحين تتمثل فى منع الاحتلال إدخال الخيام والكرفانات، مما ترك 280,000 أسرة بلا مأوى، واهتراء 110,000 خيمة على مدار حرب الإبادة الجماعية، مما زاد من معاناة النازحين، بجانب انهيار قطاع النقل والمواصلات، وتوقف شبه تام لحركة النقل والمواصلات بسبب انعدام الوقود وغاز الطهى، وتدمير 2.8 مليون متر طولى من شبكات الطرق والشوارع.
وأشار إلى الانهيار الكامل فى شبكات الصرف الصحى والكهرباء، بعد تدمير 655,000 متر طولى من شبكات الصرف الصحى، وارتفاع منسوب المياه العادمة وغرق عشرات المنازل، ومنع الاحتلال إدخال وقود محطة توليد الكهرباء الوحيدة، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائى منذ 18 شهرًا، - تدمير 3,700 كيلومتر من شبكات الكهرباء و2,105 محولات التوزيع.
وأكد قطع الاحتلال الكهرباء عن محطة تحلية المياه فى دير البلح مما أدى إلى توقف توريد 20,000 كوب من المياه يوميًا لمحافظتى الوسطى وخان يونس، وهو ما يُهدد بتفاقم أزمة العطش، وزيادة انتشار الأمراض المُعدية والجلدية، فى ظل بيئة صحّية مُتدهورة ونقص فادح فى الخدمات الطبية.
صحفى فلسطيني: إغلاق المعابر كسرت فرحة عودة النازحين وتهدد بالمجاعة مجددا
الصحفى الفلسطينى يحيى يعقوبى، المقيم فى وسط القطاع، يكشف حجم الأوضاع الكارثية التى يعيشها القطاع فى الفترة الراهنة، لافتا إلى أنه فى أكثر الأوقات سكونًا وهدوءًا فى ساعات الفجر الأولى، تعيش غزة صخبًا مستمرا، حيث أصوات قذائف مدفعية تضرب المدينة بين وقت وآخر، فتصدر بعد دوى انفجار كبير هزات متتالية يتردد صداها فى سماء المدينة، وجدران بيوتها المدمرة، وهكذا فى كل مرة، ولا تحب رشاشات أن تظل فى خانة المتفرجة، فتفح نيرانها وتمطر المدينة المدمرة، الطائرات تشارك فى القصف.
ويشرح أيضا الوضع فى المنطقة التى يعيش فيها قائلا :"على امتداد شارع الوحدة بمدينة غزة، تفترش خيام النازحين القادمين من شمال القطاع جانبى الطريق، وبجانب مكب النفايات، وبمحيط مراكز الإيواء وعلى جدران أسوار المدارس، وبأى مساحة فارغة، وبداخل مراكز الإيواء المتكدسة بالنازحين قبل موجة النزوح الأخيرة، فى رحلة تشرد جديدة متزامنة مع عملية تجويع بإغلاق المعابر ومنع إدخال السلع والمستلزمات الأساسية.
ويوضح أن النازحين فروا من الموت الذى كسر فرحة عودة لم تستمر طويلًا لمنازلهم بعد رحلة نزوح طويلة لجنوب القطاع، ليعيشوا فصلا جديدا من المعاناة والمأساة، ينزحون تحت القصف والأحزمة النارية، ويغادرون خيامهم أو أجزاء استصلحوها من بيوتهم المهدمة، حتى النزوح لم يكن سهلًا مع انعدام المواصلات نتيجة أزمة الوقود، فأجبر بعضهم على المشى وهو يحمل بعض الأمتعة والحقائب، أو استخدموا عربات كارو وصولًا لغرب مدينة غزة التى امتلأت شوارعها ومراكز الإيواء فيها بالنازحين.
وفى 23 مارس، حذرت المديرية العامة للدفاع المدنى بغزة من خطر محدق يتهدد أرواح ما يزيد عن 50,000 مواطن فى منطقة البركسات غرب محافظة رفح بعد أن تم محاصرتهم من قبل قوات الاحتلال، محذرة فى باين لها من المساس بطواقم الدفاع المدنى التى تعرضت للحصار فى ذات المنطقة بعد تدخلها لإنقاذ طواقم من الهلال الأحمر، وما زال الاتصال بهم مفقودًا، وداعية الصليب الأحمر والمنظمات الدولية للقيام بمسؤلياتها فى حماية المواطنين والطواقم المحاصرة.
المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة: إسرائيل تواصل حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزب مع قرب عيد الفطر
فى ذات اليوم خرج المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة، ليؤكد أنه فى ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية والعدوان الذى ينفذها جيش الاحتلال الوحشى على القطاع، يواجه أكثر من 2,4 مليون فلسطينى كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث تواصل إسرائيل تنفيذ سياسة الإبادة الجماعية والقتل اليومى بحق المدنيين العزل، مستهدفة البشر والحجر والشجر دون أى رادع من المجتمع الدولي.
وأوضح أن إصرار الاحتلال على إغلاق المعابر المؤدية من وإلى غزة، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية، يُعمّق من الأزمة المتفاقمة، فى وقت يعانى فيه الشعب الفلسطينى من سياسة تجويع ممنهجة، إذ تمنع تل أبيب دخول شاحنات الغذاء والدواء، مما يؤدى إلى ارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية، لا سيما بين أكثر من مليون طفل وكذلك بين كبار السن.
وأشار إلى استمرار الاحتلال سياسة التعطيش وتدمير آبار المياه، ويُصعّب حصول المدنيين على المياه، ما أدى إلى أزمة مياه خانقة تهدد حياة شعبنا الفلسطينى، فى ظل انعدام مصادر المياه الصالحة للشرب وتفشى الأمراض بسبب التلوث وانعدام الخدمات الصحية الأساسية، بجانب منع إدخال غاز الطهى والوقود بشكل عام إلى غزة، مما تسبب فى توقف عمل المخابز والمرافق الحيوية، وشلّ قطاع المواصلات، الأمر الذى جعل التنقل داخل القطاع شبه مستحيل، وزاد من معاناة المرضى والجرحى الذين يحتاجون إلى الوصول للمستشفيات والمراكز الطبية.
وتابع: "إننا أمام كارثة إنسانية مركبة، تتصاعد خطورتها مع استمرار هذا الحصار الخانق، والمجتمع الدولى مطالبٌ اليوم، أكثر من أى وقت مضى، بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، والتحرك الفورى لوقف هذه الجرائم التى ينفذها الاحتلال بأريحية ونحمل الاحتلال "الإسرائيلي" والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم المستمرة بحق المدنيين، ونطالب كل دول العالم بالضغط على الاحتلال لوقف هذه الجرائم وفتح المعابر وإدخال المساعدات فورًا وقبل فوات الأوان".
أحد سكان شمال غزة: من أراد الدعاء لغزة فليقل اللهم لا يأتى عليهم العيد إلا وأطفأت نار حربهم
جمال ذيب، أحد سكان شمال غزة، اضطر أيضا أن ينزح مرة أخرى من الشمال بعد أن استقر فيها عقب وقف إطلاق النار فى 19 يناير الماضى، فبعد أن كان يستعد لقضاء عيد الفطر مع أسرته فى مقر سكنهم جاءت عودة الحرب لتفرقهم من جديد، وهو ما عبر عنه قائلا :" نزوح جديد حسبى الله ونعم الوكيل".
ويضيف جمال ذيب :"من أراد أن يدعو لڠـزة فليقل؛ اللهم لا يأتى عليهم العيد إلا وقد أطفأت نار حربهم، فغزة الآن ريحٌ ومطر وقصفٌ وموت، وخوف ورعب".
من لم يستطع العيش فى مراكز النزوح والمخيمات، أخذ يبحث عن منزلا يأويه من بين المبانى التى لا زالت قائمة وهى قليلة للغاية، أصبح مهدد الآن أيضا بأن يصبح فى الشارع، وهو ما كشفه المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة فى 17 مارس الماضى، أى قبل تجدد الحرب بيوم واحد، بعدما حذر من انهيار مئات المبانى الآيلة للسقوط جراء قصفها أو حرقها من قبل الاحتلال خلال الحرب، بما تشكله من خطر داهم على حياة آلاف المواطنين الذين يعيشون داخلها أو فى محيطها، مثلما حدث من انهيار مبنى فى منطقة الفاخورة بمعسكر جباليا يتكون من ثلاثة طوابق، ولولا العناية الإلهية لأصبحت فاجعة لوجود عشرات يقطنون المنزل المنهار.
وذكرت الطواقم الفنية لوزارة الأشغال العامة والإسكان والدفاع المدنى، أنها تفحص المبانى والأبراج المقصوفة، حيث تم تحديد 220 مبنى آيل للسقوط حتى الآن، وجرى إخلاء ساكنيها وتحذير المحيطين بها، ومع منع الاحتلال إدخال المعدات والآليات الثقيلة، وتأخر عملية إعادة الإعمار، يعيق مساعى تحييد خطر هذه البنايات، ويؤخر جهود توفير المأوى البديل لساكنى هذه البنايات؛ ما يضطر المواطنين للبقاء فى هذه المبانى، رغم كونها مهددة بالانهيار فى أى لحظة، مطالبة بضرورة رفع الحصار وإدخال المعدات والآليات الثقيلة للتعامل مع هذه البنايات الآيلة للسقوط، وتسريع بدء مشاريع إعادة إعمار قطاع غزة، لانهاء معاناة أكثر من 280 ألف أسرة فقدت المأوى بسبب تدمير منازلهم.
سكان حان يونس: اختفت أجواء وفرحة الاستعداد للعيد بسبب تصعيد الاحتلال الإسرائيلى
يتحدث عاهد الريس، أحد سكان مدينة خان يونس عن انعدام استقبال أهل غزة للعيد واختفاء فرحة الاستعداد لتلك المناسبة المهمة، موضحا أنه لا يوجد أى أجواء لهذا العيد فى القطاع بشكل كامل لأن الوضع أصبح صعبا للغاية فى ظل التصعيد الإسرائيلى والإخلاءات التى ينفذها الجيش ضد العديد من المدن.
ويضيف أن أهم أمنياته أن تتكثف الجهود لوقف إطلاق النار قبل العيد كى يتمكن أطفال غزة من الإحساس بالبهجة والأمان بتلك المناسبة السعيدة، مختتما تصريحاته قائلا: "اللهم لا يأتى علينا العيد إلا وقد أطفأت نار الحرب".
اختطاف كوادر طبية
تدخل غزة العيد ولا زال الاحتلال يمارس جرائمه ضد القطاع الصحى الفلسطينى بل ويختطف كوادر طبية التى لن تستطيع الاحتفال مع أسرتها بعيد الفطر، مثلما فعل فى 23 مارس الماضى عندما اختطف 15 من أفراد طواقم الإسعاف والطوارئ والدفاع المدنى فى محافظة رفح جنوب القطاع، أثناء تأدية واجبهم الإنسانى فى إنقاذ الأرواح وإغاثة المنكوبين.
استهداف المنشآت الصحية فى غزة
ليست هذه هى الحالة الوحيدة للانتهاكات الإسرائيلية على القطاع الصحى بالقطاع، بل لا زال يواصل استهداف العديد من المستشفيات مع عودة الحرب كان أخرها فى 23 مارس عندما استهدفت تل أبيب بشكل مباشر ومتعمد قسم الجراحة بالمستشفى فى خان يونس مما أدى إلى استشهاد فلسطينيين اثنين ممن كانوا يتلقون رعاية طبية، وحينها خرج منير البرش المدير العام بوزارة الصحة الفلسطينية ليؤكد فى بيان أن هذا الاعتداء يمثل جريمة حرب جديدة تُضاف إلى سجل الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة ضد المدنيين والمنشآت الطبية، والتى تُنتهك بشكل صارخ قواعد القانون الدولى الإنسانى والمواثيق الدولية التى تحظر استهداف المستشفيات والعاملين فى القطاع الصحي.
القانون الدولى يحذر استهداف المنشآت الصحية ويعتبرها جريمة حرب
المنشآت الصحية محمية وفقا للقانون الدولى، حيث تنص المادة 18 من اتفاقية جنيف الرابعة أنه لا يجوز بأى حال من الأحوال أن تكون المستشفيات المدنية المنظمة لتقديم الرعاية للجرحى والمرضى والعجزة والأمهات هدفا للهجوم، بل يجب على أطراف النزاع احترامها وحمايتها فى جميع الأوقات، كما أن أى خرق لحماية هذه المؤسسات الصحية، من خلال هجمات تؤدى لمفاقمة معاناة الموجودين فى هذه المؤسسات، أو تتسبب فى إصابتهم أو جرحهم تعتبر خرقا خطيرا للقانون الدولى أو جريمة حرب، ويمكن أن تؤدى بمن يقترفها إلى مواجهة تهم جنائية حسب القانون الدولي.
وكذلك تنصف البروتوكولات الإضافية لاتفاقية جنيف سنة 1977، على حماية المستشفيات، بعدما نصت المادة 12 على أن الوحدات الطبية يجب أن تكون محمية، ويتم احترامها فى جميع الأوقات، ولا يمكن استهدافها تحت أى ظرف، فيما تنص المادة 8 من نظام روما الأساسى للمحكمة الجنائية الدولية، على أن الهجوم المتعمد ضد مستشفيات وأماكن يوجد فيها أشخاص مرضى وجرحى، ولا يوجد دليل أنها أهداف عسكرية يعتبر جريمة حرب.
المواطن الفلسطينى محمد أبو مازن، يتحدث هو الأخر عن الحالة المذرية غير المسبوقة التى يعيشها مع باقى مواطنين القطاع، مشيرا إلى أن غزة الحقيقية ليست التى تشاهدونها فى فعاليات المبادرين والفيديوهات المزخرفة التى تُظهر "جمالية الركام والدمار"، بل أصبحت بلا كهرباء ولا مياه ولا نظافة ولا أكل ولا انترنت ولا حياة.
ويضيف أن غزة مكان مدمر وتفاصيله مرعبة ومخيفة وإظهار العكس أمر مشبوه، وبحاجة إلى العمل