قال الروائى أحمد مراد، لقد تلقيت خبر وصول رواية "أبو الهول" بمزيج بين الفخر والمسئولية، الفخر لأن الرواية وصلت لمنصة ثقافية رفيعة بحجم جائزة الشيخ زايد للكتاب، وهي جائزة تحمل اسمًا ارتبط دائمًا بدعم الإبداع والفكر في العالم العربي، والمسئولية لأن هذا الاختيار يعني أن الرواية لم تعد مجرد نص خاص بيني وبين القارئ، لكنها أصبحت تمثل صوتًا من أصوات السرد العربي المعاصر، والوصول إلى القائمة القصيرة تقدير كبير، لكنه فى الوقت نفسه دعوة للاستمرار فى البحث والتجريب والكتابة.
وأضاف أحمد مراد، خلال حواره مع "اليوم السابع"، الذى ينشر لاحقًا، تختلف رواية "أبو الهول" في كونها رحلةً مزدوجة، رحلة في أزقة القاهرة القديمة بالقرن التاسع عشر، حيث يتسلل الطاعون إلى الأرواح كعقاب إلهي، ورحلة أخرى داخل عقل سليمان السيوفي، المحقق الذي يعاني اضطراب الفصام البارانويدي، كُتبت الرواية بأسلوب اليوميات الشخصية، وبلغة ذات إيقاع شعري بسيط ومتناغم، تناسب روح ذلك العصر وتنقل القارئ إليه مباشرةً، وفي هذه الرواية لا يشاهد القارئ الاضطراب العقلي من الخارج فقط، بل يعيش داخل عقل مضطرب تختلط فيه الحقيقة بالوهم، فيصبح شريكًا في هواجس البطل وهلوساته.
وتابع "مراد" قائلا: ومع توالي الصفحات يظل السؤال مطروحًا: هل ما يقرأه تحقيقٌ جنائي حقيقي، أم مجرد اعترافات رجل يعاني الجنون؟ هكذا، لا تقدم "أبو الهول" مجرد قصة تشويق تقليدية، بل تحمل في طياتها أيضًا وعيًا إنسانيًا يتجاوز السرد الممتع، وتؤكد أن المرض العقلي ليس وصمة، بل هو باب لفهمٍ أعمق للنفس البشرية، وتترك للقارئ مهمة الفصل بين الجنون والعبقرية، وبين الحقيقة والخيال.
وكانت جائزة الشيخ زايد للكتاب أعلنت القائمة القصيرة لفرع "الآداب" والتي تضمنت ثلاثة أعمال؛ هي "أبو الهول" لأحمد مراد من مصر، الصادر عن دار الشروق عام 2023، و"ثلاثية أسفار مدينة الطين" لسعود السنعوسي من الكويت، الصادر عن دار كلمات للنشر والتوزيع - مولاف عام 2023، و"هند أو أجمل امرأة في العالم" لهدى بركات من لبنان/فرنسا، الصادر عن الآداب عام 2024.
ورواية "أبو الهول" هى "اليوميات الممنوعة من النشر" للمصور الفوتوغرافي والخبير الجنائي "سليمان أفندي السيوفي"؛ والذي دون فيها تفاصيل قضية جنائية غامضة، دارت أحداثها خلال فترة تفشي وباء الطاعون في القرن التاسع عشر بالقاهرة، بعد ظهور جثة عائمة في مياه النيل، تحمل الكثير من الأسرار.