في أجواء رمضانية مبهجة، اعتادت الكثير من المناطق في محافظة الجيزة، على تنظيم موائد إفطار ضخمة تجمع شمل الأهل والأقارب والمعارف والأصدقاء دون استثناء، كتقليد سنوي يجسد روح المحبة والترابط الاجتماعي بالقرى والأحياء الشعبية في الشهر الكريم.
ما أن يحل شهر رمضان، تتسابق كل منطقة بشبابها وكبارها وأطفالها، بنفس الروح ونفس المحبة، في تزيين الشوارع وتجميلها بالزينة والأنوار، وإنهاء استعدادات تنظيم مائدة إفطار جماعي، في يوم ثابت تتحول فيه الشوارع إلى ما يشبه الكرنفال الشعبي، رافعين شعار "رمضان شهر الخير واللمة الحلوة".
مائدة المحبة فى إمبابة.. مسلم ومسيحى "متجمعين" على الخير
ما أن تطأ قدماك شارع ظاطا بسيط في منطقة البصراوي بحي إمبابة، في الجمعة الثانية من شهر رمضان، ترى الجميع يتبادل التهاني ويعمل على قدم وساق لإنهاء استعدادات أكبر مائدة إفطار في تلك المنطقة، يتشاركون جنبًا إلى جنب في تجهيز وجبات الإفطار وتزيين الشوارع وتجميلها بالفوانيس والزينة والأنوار بروح الأسرة الواحدة.

مائدة إفطار إمبابة
وعن المائدة، قال محمد أحمد، أحد القائمين على تنظيم المائدة، إن مائدتهم شكلت مشهدًا مفعمًا بالمحبة والمودة بعدما نجحوا في تنظيمها بالجهود الذاتية للعام الرابع على التوالي، مشيرًا إلى أنه يتم التجهيز لليوم منذ اليوم الأول من شهر رمضان الكريم بمساعدة كل الأهالي ودعمهم، للخروج بيوم مميز ومبهج يظهر في أفضل صورة ممكنة.

مائدة إفطار أهالي إمبابة
وأضاف خلال حديثه لـ"اليوم السابع"، أنهم يتقاسمون الأعمال فيما بينهم، فمنهم من يقوم بشراء الأطعمة وتجهيزها، ومنهم من يتولى تجهيز العصائر والمشروبات والحلويات، ومنهم من يقوم بتجميل الشارع بالزينة والأنوار، وآخرين يتولون دور الإشراف والتنظيم واستقبال الصائمين.
وأشار إلى أن المائدة نظمت هذا العام بطول حوالي 350 مترا، بإجمالي 4000 آلاف وجبة إفطار، وتجمع حولها أهالي المنطقة من الأحباب والأصحاب والجيران إلى جانب الضيوف، والكل تنافس في تقديم أفضل ما لديه لتنظيم يوم مميز ومبهج.
وتحدث خالد البدري، أحد أبناء الشارع، عن جهود الأهالي وتكاتفتهم كل عام لتنظيم المائدة في أفضل صورة ممكنة، مشيرًا إلى أن الأهالي مسلمين ومسيحيين يتكاتفون سويًا، لتنظيم اليوم، لإسعاد أنفسهم والتجمع على سفرة واحدة في أجواء مبهجة تسودها المحبة والتآخي.
إفطار أهل العمرانية.. تقليد رمضاني سنوي بجهود الشباب
وفي العمرانية الغربية، يشارك الشباب بروح تطوعية رائعة، في تجهيز مائدة إفطار جماعي، منهم من يعد الوجبات ويشرف على تجهيزها وتعبئتها، ويزين الشوارع بالأنوار والبالونات، ويجهز الطاولات والكراسي، ومنهم من ينظم فقرات ترفيهية مبهجة للأطفال وضيوف المائدة من الفنانين والشخصيات العامة، في مشهد يجسد قيم الخير والتضامن المجتمعي.

تجهيزات مائدة إفطار العمرانية
وقال أحمد عبد القوي أحد أهالي العمرانية الغربية، إنهم اعتادوا على تنظيم مائدة إفطار جماعي، باسم شباب العمرانية، يجتمع عليها الأهالي بكبارهم وصغارهم، تعبيرًا عن فرحتهم بالشهر الكريم، مشيرًا إلى أنهم يتشاركون سويًا في تجهيز الوجبات وتنظيم اليوم بما يتضمنه من إفطار جماعي وفقرات ترفيهية تُسعد أطفالهم وتشعرهم بروحانيات الشهر الفضيل.

مائدة إفطار العمرانية
وأضاف أنهم ينظمون مائدتهم الثالثة، هذا العام، السبت 22 مارس الجاري، بطول امتداد ثلاثة شوارع، ويستهدفون تجهيز حوالي 2000 وجبة إفطار، مشيرًا إلى أن الشباب القائمين على تجهيز المائدة، يشاركون بشكل دائم في أعمال تطوعية وخدمية، ودومًا ما يحرصون على المشاركة في تنظيم المائدة، كفرصة لتجميع الأهل والأصدقاء والجيران على سفرة واحدة.
وأكد سعيهم للحفاظ على تلك العادة السنوية، التي تشعرهم ببهجة الشهر الكريم وتجمعهم سويًا، مشيرًا إلى أن المائدة لا تنتهي بمجرد تناول الطعام فحسب، إنما تتخطى ذلك إلى تنظيم أنشطة وفقرات ترفيهية وفنية تعرض مواهب شبابهم.
مائدة إفطار شباب فيصل تجمع الأهالى والوافدين طول الشهر
للعام التاسع على التوالي، جمعت مائدة إفطار شباب فيصل بمحافظة الجيزة، أبناء المنطقة من الكبار والشباب، وضيوفها من الوافدين، على سفرة واحدة في شهر رمضان الكريم، وسط أجواء من المحبة والتآخي والترابط الاجتماعي.

مائدة إفطار شارع فيصل
ومن جانبه، قال أحمد البرديسي صاحب فكرة المائدة الرمضانية، إن مائدة إفطار فيصل عادة سنوية ثابتة في الشهر الكريم، يتم تنظيمها بالجهود الذاتية للشباب والأهالي وبدعم أهل الخير في شارع العشرين، ويجتمع عليها أبناء المنطقة وأشقائهم الوافدين من السودانيين واليمنيين.

مائدة إفطار شباب فيصل
وأضاف خلال حديثه لـ"اليوم السابع"، أنها ليست السنة الأولى التي ينظم فيها الأهالي مائدة إفطار جماعي، بل تقام للسنة التاسعة على التوالي، مشيرًا إلى أنهم يجهزون، يوميًا طوال الشهر الكريم، 500 وجبة إفطار، تتضمن أرز ومشويات وحلويات وفواكه وعصائر.
وتابع أن تجهيزاتهم للمائدة تنطلق قبل حلول شهر رمضان بخمسة أيام، وخلالها يتم التنسيق فيما بينهم وتجهيز احتياجاتهم وتوزيع الأدوار، وبحلول الشهر الكريم يتحولون لخلية نحل، منهم من يجهز الوجبات ويتولى مهمة التعبئة، ومنهم من يقوم بتجهيز الطاولات والكراسي واستقبال الصائمين وتوزيع الوجبات.
وأشار إلى أن بجانب الإفطار اليومي، سينظمون للعام الرابع على التوالي، إفطارًا جماعيًا، يوم 27 مارس المقبل، يستهدف 15 ألف فرد، بإجمالي 16 شارع بجانب الشارع الرئيسي، وذلك بداية من كلية التربية الرياضية وحتى شارع العشرين.
فرحة ولمة حلوة.. الآلاف يجتمعون على مائدة إفطار جزيرة الوراق
وفي يوم 28 رمضان، يتحول أهالي جزيرة الوراق، لخلية نحل، لتنظيم مائدة إفطار ضخمة، تزخر بما لذ وطاب من أصناف الطعام، ليجتمع حولها المئات من الكبار والشباب والأطفال من مختلف الأعمار، في أجواء رمضانية مبهجة تحمل روح الشهر الكريم.

أهالي جزيرة الوراق
ومن جانبه، قال محمد عبد الجليل، أحد أهالي الجزيرة، إن مائدة إفطار الجزيرة، تشهد تعاون كل الأهالي بكبارهم وصغارهم، إذ يتعاونون في تنظيمها بداية من شراء احتياجاتهم من السلع الغذائية واللحوم والعصائر والحلويات وصولًا لتجهيز الكراسي والطاولات وتزيين الشوارع.

تجهيزات مائدة إفطار الوراق
وأضاف أنهم يستهدفون هذا العام إعداد حوالي 6000 وجبة إفطار، تحوي أرز بسمتي ولحوم وسلطة وزلابية وتمور وعصائر، على مائدة إفطار تمتد لحوالي ألف متر مربع، وتجهيز ساحة كبيرة تسع لـ2000 مصلي من أبناء الجزيرة، مشيرًا إلى أنه يوم مميز بكل تفاصيله يسعدهم في الشهر الكريم، ويحرص الجميع على المشاركة فيه.
.jpeg)
تجهيزات مائدة إفطار جزيرة الوراق
وتابع أن نجاحهم في تنظيم مائدة إفطار جماعي للعام الرابع على التوالي يعود إلى جهود كل أهالي الجزيرة وتكاتفهم ودعمهم، كل حسب مقدرته واستطاعته سواءً بالمجهود أو المادة، مشيرًا إلى أن الجميع وبما فيهم الأطفال يتبرعون لإتمام الإفطار وتنظيمه، كما أن السيدات يجهزن وجبات وعصائر إضافية في منازلهن كنوع من الدعم والمساندة.

تجهيزات مائدة إفطار جزيرة الوراق

مائدة إفطار جزيرة الوراق