أحمد جمعة

خطة إسرائيلية أمريكية لتفتيت الشرق الأوسط

الإثنين، 24 مارس 2025 07:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تستغل حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية حالة عدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة لتنفيذ أجندتها التوسعية على حساب دول عربية، وهي الخطة التي يدعمها عدد من وزراء حكومة بنيامين نتنياهو التي تحشد المستوطنين المتطرفين لدعم الخطة التي تهدف لقضم المزيد من أراضي الضفة الغربية في فلسطين المحتلة، ومحاولة فرض واقع سياسي وجغرافي وأمني جديد في سوريا ولبنان.


خطة المتطرفون الإسرائيليون الذين يديرون حكومة نتنياهو تهدف لإعادة تقسيم منطقة الشرق الأوسط وتفتيت عدد من الدول، وذلك باستغلال حالة عدم الاستقرار المؤسساتي والأمني في عدة دول عربية من بينها سوريا، وذلك بذريعة العمل على مكافحة التهديدات التي تشكل تحديا لما يعرف بـ"أمن إسرائيل".
ومنذ أحداث السابع من أكتوبر الماضي تعمل الحكومة الإسرائيلية مع الولايات المتحدة على تفتيت المنطقة وإعادة رسم الخارطة، مستغلين في ذلك تطورات الأوضاع الأخيرة في غزة لتهجير أكبر عدد ممكن من المواطنين الفلسطينيين وضم أجزاء من القطاع، بالإضافة لمحاولة العبث بأمن واستقرار سوريا بالعمل على تحريض الأقليات للانقلاب على الدولة السورية، وغاراتها الجوية المستمرة خلال الأشهر الماضية على عدة مناطق في سوريا.

حلم التوسع الإستيطاني الإسرائيلي يراود إسرائيل منذ عقود وهو أحد أبرز أسباب عدم وجود حدود معروفة للكيان المحتل الذي يسعى للتوسع على حساب الأراضي العربية، وهو المخطط القديم الذي وضعته الصهيونية الدينية التي لا تعترف بأية حقوق فلسطينية أو عربية وتسعى لضم أكبر عدد ممكن من الأراضي خلال الفترة المقبلة، بمساعدة ودعم من الولايات المتحدة الأمريكية التي ترى في إسرائيل الأخت الصغرى لها ودعمها في أي خطط تعتمدها، وهو ما يدفع الكيان الغاصب لاستغلال الدعم الأعمى من الولايات المتحدة لتنفيذ أجندته التوسعية الاستيطانية.

الأزمة في غزة هي جزء من الملفات التي تعمل عليها حكومة نتنياهو لتهجير الفلسطينيين من أجل ضم مزيد من الأراضي المحتلة، فضلا عن الرفض الإسرائيلي الانسحاب من خمس مناطق في لبنان بذرائع واهية رغم قبولها باتفاق وقف إطلاق النار، الأمر نفسه يقوم به المحتل في جنوب سوريا بذريعة وجود تهديدات من الإدارة السورية الجديدة ضد الأقليات وطرح ذرائع واهية بهدف شرعنة وجود الاحتلال في سوريا.

أكثر من 150 ألف شهيد ومصاب هي حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، بينما سجل لبنان استشهاد وإصابة ما يقرب من 16 ألف شخص، بالإضافة لعدد الضحايا السوريين الذين سقطوا نتيجة تدخل إسرائيل عسكريا خلال مرحلة النزاع المسلح في سوريا والتي امتدت لأكثر من عقد مع استمرار الاحتلال في قصف المدن والبلدات السورية حتى الآن.

السلوك الإسرائيلي المتطرف يحتاج إلى وقفة عربية جادة وموقف موحدة وحازم يلجم الاحتلال ويدفعه للتراجع عن خططه التوسعية "الترامبية" التى تسعى لسرقة ونهب المزيد من الأراضي العربية، لذا يجب على الدول العربية توحيد صفوفها وإعادة التفكير في تشكيل قوة مشتركة تكون قادرة على ردع أي محاولات إقليمية أو دولية للعبث بأمن واستقرار الإقليم.

تظن إسرائيل بأن التصعيد العسكري في الإقليم سيحقق لها ما تريده من أمن واستقرار واندماج في المنطقة لكن العكس هو ما سيحدث لأن الجرائم الإسرائيلية أحدثت حالة من الغضب الواسع بين المواطنين العرب، وتركت لدى كل فلسطيني ولبناني وسوري يقين لا يقبل الشك بأن إسرائيل هي العدو الأول ويجب الثأر منها لما اقترفته من جرائم بحق الأبرياء في فلسطين وسوريا ولبنان، وستفشل خطة المحتل الاسرائيلي في فرض خطط التطبيع مع الدول العربية بالقوة فلا مجال للمساومة على الحقوق الفلسطينية المشروعة بإقامة دولتهم المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتمسك العرب أيضا بضرورة تفعيل مبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية في قمة بيروت عام 2002.

الواقع الحالي يفرض على العرب ضرورة استحضار تحالفات كبرى للعب دور في حل الأزمات السياسية لأن الولايات المتحدة لم تعد الوسيط النزيه الذي يمكن أن يلعب دورا محايدا في تسوية الأزمة بمنطقة الشرق الأوسط، وهو ما يستدعي دورا روسيا صينيا لدعم استقرار الإقليم والتصدي لأي خطط تخريبية تستهدف الإقليم، المؤكد أن احتكار الولايات المتحدة لتسوية الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين أصبح جزء من الأزمة وهو ما يتطلب استبدال الدور الأمريكى بدور آخر أكثر حيادية ونزاهة لتفعيل عملية السلام في الشرق الأوسط سواء بدور دول عظمى أخرى أو تفعيل دور الرباعية في تفعيل عملية السلام.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة