دندراوى الهوارى

من المصريين إلى المقيمين فى تل أبيب.. انزعاجكم من جيش مصر يسعدنا ويطربنا

الأحد، 02 مارس 2025 12:00 م


منذ ما يقرب من 3575 سنة، انزعج هؤلاء الرعاة «الهكسوس» من الحراك القوى لجيش مصر فى جنوب البلاد «طيبة» وحالة الانتفاضة الثورية ضدهم، فقرر مدعى الملك الهكسوسى «أبوفيس» أن يبعث برسالة قلقة ومتوترة من هذا الحراك القوى كان نصها: «إن أفراس النهر تزعجهم فى أواريس» فجاء الرد قاسيا وعنيفا من جيش مصر بقيادة «أحمس» وطردهم شر طردة، إلى ما بعد سيناء، وقتل الملك المتجاوز «ببلطة» لم ينس أحمس أن يخلدها فى لوحة إنجازاته بمعبد الكرنك، وأعاد توحيد البلاد، مؤسسا الأسرة الفرعونية الـ18 والتى أنجبت أعظم ملوك مصر قاطبة، وازدهرت فيها مصر وتمددت لتصبح إمبراطورية كبرى.

اليوم يقولها المصريون، طربا وفرحا، وفخرا وعزة، لحكومة بنيامين نتنياهو، وكل المتشددين من النخب الإسرائيليين والمسؤولين السابقين: «انزعاجكم من جيش مصر العظيم، صاحب التاريخ الناصع، والمبادئ والقيم السامية الرفيعة، والحامل فوق أكتافه حضارة اقتربت من 6 آلاف عام، يسعدنا ويطربنا، ويزيدنا فخرا وعزة، فتاريخ جيش مصر مليئة صفحاته بالملاحم البطولية، والانتصارات المدوية، ويتمتع بعقيدة عظيمة، قائمة على الدفاع عن أرضه ومقدرات شعبه وأمته، ببسالة وشرف وكبرياء، ولا تحمل هذه العقيدة القتالية، أطماعا فى مقدرات الغير، أو اغتصاب حقوق شعوب أخرى، أو قتل الآلاف من النساء والأطفال العزل بدم بارد، أو ترويع الآمنين، أو القضاء على الحرث والنسل وتدمير المدارس والمستشفيات!
نقول ذلك، ردا على حالة الضجيج المزعجة فى وسائل الإعلام الإسرائيلية بكل مشاربها، على ألسنة مسؤولين وعسكريين حاليين وسابقين، من قوة جيش مصر، واعتادوا ترديد السؤال البائس الذى كان يردده أسوأ من مر على الأمة، جماعة الإخوان ومن لف لفهم، المتعاطفون على أنفسهم: «لماذا تشترى مصر كل هذه الأسلحة، المتطورة والحديثة، القادرة على السيطرة جوا وبحرا وبرا؟»
الإسرائيليون الذين يناصبون مصر العداء، يرددون الآن وبقوة، نفس السؤال بنفس الكلمات وعددها، فى تطابق مثير، يندثر من بين حروفها الشك، ويبرز اليقين، بأن أبواق الجماعة ما كانت سوى ترجمة حرفية لكل ما يُملى عليها من أعداء الأمة، سواء كان بطريقة مباشرة، أو من خلال وسطاء يعملون فى الخفاء، وفى الحالتين، خيانة كارثية.

وجدنا هرتسى هاليفى، رئيس أركان الجيش الإسرائيلى، المستقيل منذ أيام، يتحدث عن قوة جيش مصر، تدريبا وتسليحا، ويبدى قلقه الشديد من غضبة الجيش المصرى، وهو التصريح المفاجئ، الذى يؤكد أن الحكومة الإسرائيلية ومؤسستها العسكرية، يحملون من النوايا السيئة، والمخططات الخبيثة، الكثير.

أيضا لا يمكن أن ننسى التساؤل الذى طرحه مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة دانى دانون عن أسباب اقتناء الجيش المصرى معدات عسكرية حديثة رغم عدم مواجهة البلاد أى تهديدات، معتبرا أن ذلك يدعو للقلق.

الطرح هنا يأتى على لسان مسؤول إسرائيلى رفيع المستوى عن أسلحة الجيش المصرى، وذلك خلال تصريحاته لإذاعة «كول بارما» الدينية الإسرائيلية، مضيفا: «لماذا يحتاج المصريون إلى كل هذه الغواصات والدبابات؟ يجب أن يكون هذا مدعاة للقلق».

الرد المصرى كان سريعا، قويا، مفعما، على لسان مندوب مصر الدائم فى الأمم المتحدة، أسامة عبدالخالق، من خلال تصريحات لقناة «القاهرة الإخبارية» قائلا: «إن الدول القوية والكبرى مثل مصر تلزمها جيوش قوية وقادرة على الدفاع عن أمنها القومى بتسليح كاف ومتنوع»، موضحا أن الردع وتوازن القوى فى أنحاء العالم كافة يضمنان السلام والاستقرار، والشرق الأوسط ليس استثناء».

 مندوب مصر فى الأمم المتحدة أكد أن التزام مصر بالسلام باعتباره خيارا استراتيجيا، وأنها أول من أرسى دعائم السلام فى الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن مصر قادرة على الدفاع عن أمنها القومى بجيش قومى وتاريخ يمتد لآلاف السنين، والعقيدة العسكرية المصرية دفاعية، كما أنها قادرة على الردع».

أى متابع مبتدئ للشأن الإسرائيلى، يكتشف بسهولة، أن انشغال الزمرة الحاكمة، ونخبتها فى تل أبيب، بجانب سخطها وغضبها، يكشف نواياهم الحقيقية، من أطماع لا سقف ولا حدود لها، ويرون فى جيش مصر العقبة الحقيقية أمام تحقيق هذه الأهداف، سواء بتصفية القضية الفلسطينية، وطرد سكان غزة، أو التمدد شمالا، فى لبنان، وشمال شرق، سوريا، ومتواجدة هناك بقوة حاليا، وشرق الأردن، دون أن تنسى الجنوب الغربى، سيناء!
فلينزعج من ينزعج، فالدولة المصرية، لا تحتاج لتبرير، فسياستها واضحة جلية، تدافع عن أمنها القومى، وأمن أمتها، وتنشد السلام العادل وتجعله خيارا استراتيجيا.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب