صاحب إنجازات.. عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق ضمن مشروع حكاية شارع

الأربعاء، 19 مارس 2025 05:00 م
صاحب إنجازات.. عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق ضمن مشروع حكاية شارع الإمام عبد الحليم محمود

كتبت بسنت جميل

أدرج الجهاز القومى للتنسيق الحضارى برئاسة المهندس محمد أبو سعدة، اسم الإمام عبد الحليم محمود، فى مشروع حكاية شارع، حيث تم وضع لافتة تحمل اسمه وكل المعلومات على أحد الشوارع محافظة بورسعيد.

ولد عبد الحليم محمود بعزبة أبو أحمد قرية السلام مركز بلبيس بمحافظة الشرقية في 12 مايو 1910، لأسرة محبة للعلم والأزهر الشريف، حفظ القرآن الكريم والتحق بالأزهر الشريف عام 1923، حصل على الشهادة الثانوية في عام واحد؛ حيث كان النظام وقتئذٍ يسمح أن تُختصر المرحلة الثانوية في عام واحد، إذا كانت علوم الطالب ومعارفه تتخطى حدود المقررات في هذه المرحلة، وحصل على شهادة العالمية سنة 1932، ثم سافر إلى فرنسا على نفقته الخاصة؛ لاستكمال دراساته العليا، حتى حصل على الدكتوراة في الفلسفة الإسلامية عن الحارث المحاسِبي سنة 1940

عمل الشيخ عبد الحليم محمود بعد عودته من السفر مدرسًا لعلم النفس بكلية اللغة العربية، وبعدها تولى العديد من المناصب، منها: تعيينه أستاذًا للفلسفة بكلية أصول الدين سنة 1951، ثم تولى عمادة كلية أصول الدين سنة 1964، ثم الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية، تولى بعدها وكالة الأزهر الشريف 1970، ثم عين وزيرًا للأوقاف وشئون الأزهر.

تولى الشيخ عبد الحليم محمود مشيخة الأزهر فى عام 1973 فى ظروف بالغة الحرج، وذلك بعد مرور أكثر من 10 سنوات على صدور قانون الأزهر سنة 1961، الذى توسع في التعليم المدني ومعاهده العليا، وألغى جماعة كبار العلماء، وقلص سلطات شيخ الأزهر، وغل يده في إدارة شئونه، وأعطاها لوزير الأوقاف وشئون الأزهر، وهو الأمر الذي عجل بصدام عنيف بين الشيخ محمود شلتوت، شيخ الأزهر الذي صدر القانون في عهده، وبين تلميذه الدكتور محمد البهي الذي كان يتولى منصب وزارة الأوقاف، وفشلت محاولات الشيخ الجليل في استرداد سلطاته، وإصلاح الأوضاع المقلوبة، بحسب موقع حكاية شارع.

لم يكن أكثر الناس تفاؤلا يتوقع للشيخ عبد الحليم محمود أن يحقق هذا النجاح الذي حققه في إدارة الأزهر، فيسترد للمشيخة مكانتها ومهابتها، ويتوسع في إنشاء المعاهد الأزهرية على نحو غير مسبوق، ويجعل للأزهر رأيًا وبيانًا في كل موقف وقضية، حيث أعانه على ذلك صفاء نفس ونفاذ روح، واستشعار المسئولية الملقاة على عاتقه، وثقة في الله عالية، جعلته يتخطى العقبات ويذلل الصعاب.

كان الإمام عبد الحليم محمود ذا رؤية إدارية واضحة، وفن قيادة، وقرار إصلاحي واع في جميع المواقع التي أدارها، فكان له بصمات وإنجازات نذكر منها:

اهتم خلال توليه وزارةَ الأوقاف بترميم وتجديد المساجد العتيقة والأثرية، كمسجد عمرو بن العاص -رضي الله عنه-، وكلف الشيخ محمد الغزالي بالخطابة فيه، كما ضم عددًا من المساجد الأهلية إلى وزارة الأوقاف، استرد أملاك الوزارة وأوقافها من هيئة الإصلاح الزراعي، وأسند إدارتها لهيئة الأوقاف التي أنشأها داخل الوزارة، قدم خدمات دعويةً جليلةً أثناء توليه مجمعَ البحوث الإسلامية، أهمها: وضعُ الهيكل التنظيمي والإداري الحديث لمجمع البحوث، وتخصيصه المقر الحالي للمجمع بمدينة نصر، عمل على تطوير مكتبة الأزهر وإمدادها بالكتب والمؤلفات، توسع في إنشاء المعاهد الأزهرية بمراحلها المختلفة، في أنحاء الجمهورية.

وترجم العديدَ من كتب الفلسفة اليونانية والأخلاق من الفرنسية إلى العربية، مثل: الفلسفة اليونانية أصولُها وتطورها لألبير ريفو، والأخلاق في الفلسفة الحديثة لأندريه كريسون.

بعد حياة زاخرة بالعطاء والإصلاح في كل ميدان، وخدمة قضايا الإسلام في كل مجال؛ ختم الشيخ حياته بزيارة للأراضي المقدسة، وفي صبيحة يوم الثلاثاء 27 أكتوبر 1977، عقب عملية جراحية أجراها؛ فاضت روح الشيخ إلى بارئها، تاركا ذكرى طيبة ونموذجًا لما يجب أن يكون عليه شيخ الأزهر.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة