أعلنت وزارة التضامن الاجتماعي عن أسماء الأمهات المثاليات لعام 2025، وجاءت سميرة شعبان حسن المرسي، من محافظة شمال سيناء، أم مثالية لابن من ذوى الإعاقة، تقديرًا لكفاحها الاستثنائي في مواجهة الصعاب، ورحلتها الملهمة في تربية أبنائها، خاصة ابنها الأكبر من ذوي الإعاقة، حتى أصبح نموذجًا للإبداع والنجاح.
تزوجت سميرة شعبان عام 1991، وعاشت حياة أسرية مستقرة مع زوجها، ورُزقا بأربعة أبناء، لكنها لم تكتفِ بدورها كأم، بل التحقت بوظيفة حكومية بالشهادة الإعدادية، ثم استكملت تعليمها حتى حصلت على بكالوريوس التجارة عام 2002، إيمانًا منها بأهمية التطوير الذاتي والاعتماد على النفس.
لكن في عام 2009، تغيرت حياتها تمامًا إثر حادث سير مأساوي أثناء عودتهم من إجازة نصف العام، حيث فقدت زوجها وابنها الأصغر، وأصيبت بكسور شديدة الخطورة في الوجه واليد والقدم، خضعت على إثرها لـ13 عملية جراحية وتجميلية، وتركيب شرائح في اليد اليسرى والقدم اليمني، فيما تعرض ابنها الأكبر لإصابة بالغة في الحبل الشوكي أدت إلى شلل كامل، كما أصيبت ابنتها الثانية بكسر مضاعف في القدم.
سميرة شعبان حسن المرسي
رغم الألم، لم تستسلم الأم بل بدأت رحلة علاج ابنها الأكبر، فكانت تصحبه إلى مراكز التأهيل في محافظة أخرى، وتوفر له جلسات علاج طبيعي مكثفة ليتمكن من الجلوس على كرسي متحرك، رغم التكلفة الباهظة. كما تكفلت برعايته بالكامل، من مأكل وملبس ونظافة، وكانت ترافقه يوميًا من وإلى المدرسة، ثم إلى الجامعة، حتى حصل على كارنيه الخدمات المتكاملة، مما سهل عليه التنقل واستكمال دراسته.
لم يكن دعمها لأبنائها مقتصرًا على الرعاية فقط، بل كانت القوة الدافعة وراء نجاحهم جميعًا، حيث:
- حصل ابنها الأكبر، رغم إعاقته، على منحة دراسية مجانية في كلية الإعلام، وتخرج ليصبح مخرجًا للأفلام القصيرة.
- التحقت ابنتها الثانية بالمعهد الهندسي، ثم أصبحت معيدة في الجامعة.
- التحقت ابنتها الثالثة بكلية طب الأسنان، وتخرجت لتصبح معيدة بالجامعة.
لم يكن الطريق سهلًا، لكنها صبرت على الابتلاء حتى جازاها الله خير الجزاء، ونجحت في استكمال رسالتها بتعليم أبنائها وتزويجهم والاطمئنان على مستقبلهم. اليوم، تكرمها الدولة اعترافًا بكفاحها وتضحياتها، لتكون نموذجًا مشرفًا للأم المصرية التي تحول الألم إلى نجاح، والمعاناة إلى قصة ملهمة للأجيال القادمة.