تدهور الأوضاع الإنسانية فى السودان.. نقص حاد فى الأدوية واعتماد المرضى على الأعشاب كبديل فى جنوب الخرطوم.. وفاة 52 شخصا بسوء التغذية فى أم درمان.. والجيش السودانى يسقط أكثر من 100 مسيرة للدعم السريع فى الفاشر

الثلاثاء، 11 مارس 2025 08:00 م
تدهور الأوضاع الإنسانية فى السودان.. نقص حاد فى الأدوية واعتماد المرضى على الأعشاب كبديل فى جنوب الخرطوم.. وفاة 52 شخصا بسوء التغذية فى أم درمان.. والجيش السودانى يسقط أكثر من 100 مسيرة للدعم السريع فى الفاشر السودان
كتبت ريهام عبد الله

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تشهد العاصمة السودانية الخرطوم، تدهورا شديدا فى الأوضاع الإنسانية والأمنية، مع ارتفاع حدة القتال بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع، إذ يواصل الجيش السودانى تحقيق انتصارات عسكرية واستعادة السيطرة على عدة مناطق فى الخرطوم وولايات أخرى ضمن عملية عسكرية بدأها سبتمبر 2024.

تصاعد القتال، والهجمات الانتقامية، من عناصر الدعم السريع، أدى لتدهور الأوضاع بشكل كبير فى العاصمة، التى تعانى المناطق التى تقع تحت سيطرة الدعم السريع من نقص حاد فى الأدوية والمواد الغذائية، وصعوبة الوصول للرعاية الصحية.
وتعانى مدينة أم درمان من تفشى سوء التغذية بين مواطنيها بشكل كبير، إذ كشف متطوعون عن وفاة 52 شخصًا جراء سوء التغذية، فيما ارتفعت حالات الإصابة بالمرض إلى 631 حالة خلال فبراير الماضي.


وكشفت متطوعة فى غرفة طوارئ أمبدة أن المكتب الطبي سجل حوالي 631 إصابة بسوء التغذية، منها 52 حالة وفاة، بينهم 42 طفلًا و10 من كبار السن، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
وأضافت أن 22 شخصًا لقوا حتفهم بسبب شظايا القذائف خلال شهر فبراير الماضي.
وأشارت إلى أنه تم تسجيل 666 حالة إصابة بحمى الضنك، و248 حالة بالعمى الليلي، و1974 حالة إصابة بالملاريا، في حين بلغ عدد الحالات المصابة بالأمراض المزمنة 168 حالة.


وكشفت عن تسجيل حالات إصابة بإصفرار العين، والذي يُرجح أن يكون بسبب التهاب الكبد الوبائي من الفئة A، نتيجة تلوث مياه الشرب ونقص اللقاحات والمحاليل الطبية.
وأشارت لوجود تحديات كبيرة تواجه العمل الطبى فى أم درمان، أبرزها النقص الحاد في الأدوية المنقذة للحياة والمعدات الطبية، وارتفاع أسعار الأدوية بشكل كبير، بالإضافة إلى زيادة الإصابات بالقذائف والأعيرة النارية في الفترة الأخيرة.


وأكدت أن عدد المطابخ التي توقفت عن العمل بلغ 55 مطبخًا من أصل 65، مما يعني أن 10 مطابخ فقط لا تزال تعمل في المنطقة.
ومن جهتها كشفت غرفة طوارئ جنوب الحزام فى العاصمة السودانية الخرطوم، عن تدهور كبير للأوضاع الإنسانية والأمنية فى أحياء جنوب الخرطوم، مشيرة لوجود نقص حاد فى الأدوية، وهو ما دفع عشرات المرضى إلى اللجوء لاستخدام الأعشاب كبديل للأدوية.


وقالت بيان رسمى إن "المنطقة تشهد أوضاعًا إنسانية متدهورة تتفاقم يومًا بعد يوم، حيث يعاني السكان من أزمة صحية خانقة، وانفلات أمني خطير، وتدهور في سبل العيش، مما يستوجب تدخلاً عاجلًا لإنقاذ الأرواح وتخفيف معاناة المواطنين".


وكشف البيان عن توقف الرعاية الصحية بعد خروج المستشفى الوحيد عن الخدمة وهو مستشفى "بشائر"، مؤكدة أنه تم إغلاق معظم العيادات بسبب عمليات النهب والتخريب، مما حرم آلاف المرضى من تلقي العلاج اللازم.
وكانت منظمة أطباء بلا حدود أعلنت تعليق أنشطتها في مستشفى "بشائر"، وهو المرفق الطبي الوحيد الذي كان يعمل في منطقة جنوب الحزام، احتجاجًا على تزايد الانتهاكات التي ترتكبها مجموعات مسلحة داخل المستشفى وتعريض حياة المرضى والكوادر الصحية للخطر.


وأوضح البيان أن النقص الحاد في الأدوية الأساسية، مثل الأنسولين وأدوية الضغط، أدى إلى تعريض حياة المصابين بالأمراض المزمنة لخطر حقيقي، مما اضطر بعض المواطنين إلى اللجوء لاستخدام الطب البديل، والاعتماد على الأعشاب للعلاج.
وأكد البيان انتشار تجارة الأدوية في السوق السوداء بأسعار باهظة، مما جعل الحصول على العلاج مستحيلا، خاصة فى حالة نقص السيولة.


وأوضحت غرفة طوارئ جنوب الحزام، أن المنطقة تُعاني من انفلات أمني مستمر، حيث تتكرر عمليات النهب والاعتقالات التعسفية وتهجير الأسر قسرًا تحت تهديد السلاح، مما زاد من تدهور الأوضاع المعيشية.
وتسيطر قوات الدعم السريع على مناطق عديدة في جنوب الحزام التي تضم أحياء "مايو، الإنقاذ، الأزهري، السلمة، وغيرها من الأحياء.


ولاحقت الدعم السريع، خلال الأسابيع الماضية، اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة طالت المدنيين في المنطقة، فى ظل التقدم العسكرى الذى يحرزه الجيش السودانى فى المنطقة.


وفى سياق آخر، أكد الجيش السودانى، أنه تمكن من تدمير نحو 47 مركبة قتالية وشاحنات نقل أسلحة، وإسقاط أكثر من 100 طائرة مسيّرة أطلقتها ميليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، خلال عشرة أيام.
وقالت الفرقة السادسة مشاة الفاشر، في بيان رسمى "بالخسائر التي مُنيت بها مليشيا آل دقلو، فإن خسائرها خلال الأيام العشرة الماضية ارتفعت إلى 27 عربة نقل تم تدميرها، منها 15 شاحنة محملة بالأسلحة والذخائر، و12 تحمل عناصر المليشيا، إضافة إلى تدمير 20 مركبة دفع رباعي بطواقمها".


وكشف البيان أن المضادات الأرضية التابعة للجيش، أسقطت أكثر من 100 طائرة مسيّرة خلال تلك الفترة.
وأوضح أن الخسائر التي منيت بها الدعم السريع شكلت ضربة قاصمة لقدراتها وأدت إلى انهيار الروح المعنوية لعناصرها التي ظلت تتكبد الخسائر تلو الخسائر في جميع المحاور.


وأكدت الفرقة السادسة مشاة أن عملية التمشيط التي أجرتها الأحد أسفرت عن تحرير وتأمين عمارات "لفة تقرو" جنوب الفاشر، والتي كانت تمثل أحد مواقع تمركز الدعم السريع والمتعاونين معها، بجانب تأمين حي السلام بالكامل.
وكشف البيان عن تصدي المقاومة الشعبية بمنطقة "ودكوتة" جنوب شرق الفاشر لهجوم نفذته عناصر من قوات الدعم السريع على المنطقة، استهدفوا من خلاله سرقة مواشي المواطنين، مما أسفرت العملية عن مقتل 15 عنصرًا من الدعم السريع، كما تمكن شباب المقاومة من الاستيلاء على عربة كاملة العتاد.


ومنذ مايو الماضي، تشهد مدينة الفاشر، مواجهات عنيفة بين الجيش وحلفائه من الحركات المسلحة ضد قوات الدعم السريع، حيث تسعى الأخيرة للسيطرة على المدينة إلا أن الجيش يواصل الدفاع عنها بضراوة.
وتسبب القتال في عاصمة شمال دارفور في مقتل أعداد كبيرة من المدنيين وتشريد أكثر من 500 ألف شخص فروا إلى طويلة وجبل مرة ومناطق في شمال السودان.
 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة