أوروبا تدخل مرحلة عسكرية جديدة.. الاتحاد الأوروبى يقدم على مسار تاريخى بإعادة التسلح لمواجهة ترامب.. صدام بين ألمانيا وفرنسا.. 19 مارس الموعد النهائى لتقديم زيادة الإنفاق.. والمجر وسلوفاكيا أبرز المعارضين

الإثنين، 10 مارس 2025 03:00 ص
أوروبا تدخل مرحلة عسكرية جديدة.. الاتحاد الأوروبى يقدم على مسار تاريخى بإعادة التسلح لمواجهة ترامب.. صدام بين ألمانيا وفرنسا.. 19 مارس الموعد النهائى لتقديم زيادة الإنفاق.. والمجر وسلوفاكيا أبرز المعارضين دونالد ترامب - الرئيس الأمريكى

فاطمة شوقى

تدخل أوروبا عصرا جديدا، عصر إعادة التسلح، وسط حالة من عدم اليقين العالمى فى مشهد جيوسياسى مشتعل، حيث لم يعد الحلفاء القدامى، مثل الولايات المتحدة، حلفاء، وأصبح الأعداء، مثل روسيا، ينمون بسبب اهتزاز النظام العالمى القائم على القواعد.

وقالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية فى تقرير لها أن أوروبا الآن تراهن على إعادة التسلح، وذلك لمواجهة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ، وت تفاخر باستقلالها عن الولايات المتحدة من خلال المضى قدماً فى خطط إعادة التسليح لدعم أوكرانيا بقيادة الفرنسى إيمانويل ماكرون والبريطانى كير ستارمر، اللذين يشعران بالحنين إلى إمبراطوريتين تأملان فى النهوض من رماد الحرب التى اختار دونالد ترامب الهروب منها.

ووفقا لماكرون فقد وصف فى خطاب له، روسيا بأنها تهديد لأوروبا واقترح قوة الردع النووية التى يمكن أن تقدمها فرنسا كـ "عرض"، وفى جوهره، كان ذلك بمثابة صفعة فى وجه المملكة المتحدة، التى لا يستطيع نظام أسلحتها النووية أن يعمل من دون الدعم الأمريكى. ومن المفهوم أن ستارمر استقبل فى الأسبوع السابق فولوديمير زيلينسكى فى 10 داونينج ستريت بوعد بجعل صناعته الحربية تعمل بكامل طاقتها.

وأعلن رئيس الوزراء العمالى عن تخصيص حوالى 2 مليار دولار "لحماية البنية التحتية الحيوية وتعزيز قوة أوكرانيا"، وقال ستارمر أن هذه الأموال هى من الأموال الروسية التى تم الاستيلاء عليها فى أوروبا لشراء صواريخ مصنعة فى بلفاست "والتى ستخلق فرص عمل فى قطاع الدفاع الرائع لدينا"، على حد تعبير ترامب.

وكان رد فلاديمير بوتن أمس السبت، موجها بشكل مباشر إلى غرور ماكرون، وقال "لا يزال هناك أشخاص غير قادرين على الجلوس ساكنين، وقال الرئيس الروسى، دون أن يذكر نظيره الفرنسى، "لا يزال هناك أشخاص يريدون العودة إلى زمن نابليون، ناسين كيف انتهى الأمر". وأضاف بوتين فى إشارة إلى جيوش نابليون: "إنهم قللوا من شأن شخصية الشعب الروسى وممثلى الثقافة الروسية بشكل عام".

وقبل يومين، اجتمع رؤساء دول الاتحاد الأوروبى البالغ عددها 27 دولة لوضع استراتيجية مشتركة. لقد ترك تحول واشنطن مع إدارة ترامب هؤلاء فى حالة عرى صريح وهم يحاولون يائسين إنقاذ ماء الوجه، على الرغم من أن هذه الخطوة تخاطر بزيادة فرص اندلاع حرب عالمية جديدة، حيث كان لدى الاتحاد الروسى اتفاقية تعاون واسعة النطاق مع الصين منذ 20 يومًا قبل العملية العسكرية الخاصة فى أوكرانيا، فى عام 2022.

وفى بروكسل، اقترحت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، وهى ألمانية أيضا، أى أنها من إمبراطورية أخرى اجتاحها التاريخ، خطة إعادة تسليح أوروبية من شأنها أن تزيد الإنفاق الدفاعى إلى 800 مليار يورو، ومن المتوقع أن يتم تقديمه رسميًا فى 19 مارس من قبل مفوض الدفاع الأوروبى الليتوانى أندريوس كوبيليوس وممثلة الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية الإستونية كايا كالاس.

ومن المقرر فى الوقت الحالى تخصيص 150 مليار دولار لزيادة ميزانية الأسلحة، أما الأصوات المعارضة فى هذا الحفل العسكرى هى أصوات رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان ورئيس الوزراء السلوفاكى روبرت فيكو، اللذين يقترحان مناقشة القضية الأوكرانية بشكل مباشر مع بوتين.
أصبحت الخطة المقترحة لضخ 150 مليار يورو فى صناعة الدفاع للاتحاد الأوروبى نقطة صدام جديدة لمسيرة الخلافات الطويلة بين قطبى الاتحاد فرنسا وألمانيا، حول دافع إعادة التسليح للقارة الأوروبية ومدى الاستعانة بعتاد عسكرى لدول من خارج التكتل.

على أية حال، خلال الأسبوع، ارتفعت أسهم الشركات العسكرية بأرقام مزدوجة فى البورصات الأوروبية، وعلى سبيل المثال، شهدت شركة Rheinmetall AG، أكبر شركة لصناعة الذخائر فى أوروبا، مكاسب تجاوزت 10% وارتفعت بنسبة 85% حتى الآن هذا العام. كما ارتفعت أسهم شركة ساب السويدية بأكثر من 10%، ومن المتوقع أن تتجاوز 50% بحلول عام 2025. وفى هذا المجال، هناك سوق للجميع: ولم تتخلف شركة ليوناردو الإيطالية، التى تصنع المروحيات والطائرات بدون طيار، عن الركب. ولا ينطبق الأمر نفسه على شركة "سافران"، وهى الشركة المصنعة للمحركات لصناعة الطيران، كما أفاد التشيلى ماكسيميليانو فيلينا فى صحيفة "لا تيرسيرا". كما قدمت
فى 16 يناير، وقع ستارمر وزيلينسكى اتفاقية مدتها 100 عام فى قصر ماريانسكى فى كييف "لتشكيل حقبة جديدة من السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط".

وقال المركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، أن هناك مناخ جيوسياسى متغير وتحولات عالمية متسارعة وهى التى تلقى بظلالها بشكل مباشر على السياسات الدفاعية دوليًا، بداية من التسلح التقليدى مرورًا بالإنتاج العسكرى وصولًا إلى التسلح النووى، هذه العوامل وضعت دول الاتحاد الأوروبى فى مأزق، من أجل إعادة ترتيب أولوياتها وميزانيتها لمواكبة هذه التحولات بعد أكثر من عامين على اندلاع الحرب الأوكرانية.

وأضاف المركز الأوروبى فى تقرير نشرته صحيفة لاراثون الإسبانية، أن متغيرات المشهد العالمى لم تتوقف عند هذا فحسب، بل امتدت إلى تجدد الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، بجانب توترات المشهد بين الصين والولايات المتحدة، والتكهنات بشأن مصير المعاهدات الدولية للحد من انتشار الأسلحة النووية، ومستقبل حلف الناتو فى ضوء وجود الرئيس الامريكى دونالد ترامب.

ووفقا لتقرير صدر من معهد ستوكهولم الدولى لدراسات السلام SIPRI فإن الأسلحة النووية لم تلعب مثل هذا الدور البارز فى العلاقات الدولية منذ الحرب الباردة، هو دليل على أن التهديد النووى لا يزال قائما، وفى نهاية مايو الماضى، أجرت روسيا مناورات نووية تكتيكية بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة