ازدهار الموسم السياحى الشتوى في المعابد والمراكب النيلية بالأقصر.. إقبال مميز من سياح العالم على البالون الطائر.. زيارات مبهجة للمعابد نهارا ومساءً.. ورحلات الفلوكة والمراكب متعة لا تتوقف.. صور

الإثنين، 03 فبراير 2025 02:00 ص

استمتاع السياح فى مقبرة توت عنخ امون

الأقصر – أحمد مرعى

أجواء من السحر والجمال يعيشها سياح العالم الذين يزورون الأقصر وأسوان وسط إقبال كبير هذا العام أفضل من السنوات السابقة، حيث تعتبر مدينة الأقصر تعتبر الوجهة الأولى للسياحة الثقافية في مصر والمشتي السياحي الرئيسي، والتى تشهد حالة من الارتفاع الكبيرة في نسب الإشغال الفندقي خلال الموسم الشتوي الحالي.

وفي هذا الصدد يقول محمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالأقصر وأسوان، التقارير في الموسم الشتوى إلى أن نسب الإشغال في الفنادق العائمة والثابتة تتجاوز 85%، مدفوعة بتوافد السياح من الجنسيات الأوروبية والآسيوية، حيث أن النجاح الكبير الذي تحققه السياحة الثقافية في الأقصر نتيجة تضافر كافة الجهود على مدار الفترة الماضية، ولا تزال الأقصر تحتاج لسلسة من الأنماط السياحية الجديدة للترفيه عن الأجانب.

وعن أهم الدول المصدرة للسياحة، يضيف رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالأقصر وأسوان، إن العام الحالى شهد ارتفاعا فى عدد الدول المصدرة للسياحة من 25 دولة إلى 36 دولة، ومن أهمها إنجلترا بعد عودة رحلات الشارتر بين المدن الإنجليزية والأقصر والتى كانت متوقفة منذ 11 عاما تقريبا، وعودة السياحة اليابانية التى غابت عن الأقصر منذ 2011 هذا بالإضافة إلى عدة دول من جنوب شرق اسيا ومن مجموعة الدول الإسكندنافية.

وتبدأ بهجة سياح العالم في أول اليوم قبل بزوغ الشمس بالتوجه صوت أرض مطار البالون الطائر للتحليق في السماء على متن رحلات المغامرة الأبرز بالمحافظة، حيث إنه لدى زيارات السياح للأقصر يحجز الجميع رحلات البالون الطائر، والتي يبدأ منها يومه السعيد من قلب مطار البالون الطائر فجراً بالتوجه عبر المراكب النيلية للبر الغربى للإستمتاع بالتحليق في أعلى نقطة بالسماء، وتحصل الشركات فجراً على إشارة البدء بالتجهيز من الشركة المصرية للمطارات ويتم بدء ملء البالونات بالهواء البارد ثم الهواء الساخن.

ويتم الإقلاع للسماء حيث تصل الرحلات لارتفاع 650 متر بحوالى 2000 قدم من سطح البحر، وتكون الرحلة من حوالى 20 لـ40 دقيقة، حيث يستمتع السياح بمشاهدة معابد الملكة حتشبسوت ومدينة العمال ومعبد الرامسيوم وتمثالى ممنون وشريط النيل والزراعات من الأعلى، موضحاً إنه يتهافت السائحون على إلتقاط الصور التذكارية في أرض المطار وداخل باسكت البالون للإستمتاع بها كذكرى تاريخية فى حياتهم بتلك الرحلات المبهرة، وتخرج رحلات البالون من وقت شروق الشمس وتستمر حتى قبل الظهيرة لتحلق بسياح العالم فى الرحلات للاستمتاع بسحر المشهد من السماء للطبيعة الساحرة والمعالم الأثرية والسياحية شرقاً وغرباً فى عاصمة مصر القديمة الأقصر، وتضم محافظة الأقصر حالياً أكثر من شركة تعمل فى خدمة السائحين عبر البالون الطائر، ويوجد لديها 8 موديلات من باسكت البالون والتى تضم حمولة تبدأ من 2 ركاب و6 و12 و16 و20 و24 و28 و32 راكب.

وبعد رحلات البالون يتوجه السياح إلى المعابد في زيارات نهارية ومسائية لإستكمال يومهم السعيد بالأقصر، حيث تعانق قلوبهم سحر خاص لا يضاهيه سحر في أحد أهم وأقدم دور العبادة الدينية التاريخية في مدينة الأقصر، وهو معبد الأقصر الذي يضم سلسلة من التماثيل البديعة للملك رمسيس الثانى ونقوش تسرد تاريخه وبطولات الجيش المصرى في العصور المصرية القديمة والانتصارات في الحروب، بجانب المسلات والأعمدة المنقوشة والتي حصلت على دفعة تطوير كبيرة مؤخراً، والتي تجذب ضيوف العالم من السائحين في فترات النهار وفى الليل عقب قرار إضاءة المعبد حتى 12 ليلاً في الموسم السياحى الشتوى.
وتشهد منطقة معبد الأقصر على كورنيش النيل بوسط المدينة، حالة من الإقبال السياحى المميزة من الأفواج السياحية القادمة من حول العالم للاستمتاع بسحر الإضاءة الليلية داخل المعبد عقب قرار محافظ الأقصر، حيث يتوافد السياح على أعمدة ومقصورات المعبد لإلتقاط الصور التذكارية المميزة نهاراً وليلاً ومعرفة تاريخ المعبد الأهم في المدينة.

ومع دفء الشمس الصباحى والتحسن الكبير في حالة الطقس في الموسم السياحى الشتوى بالأقصر، تشهد منطقة وادى الملوك والملكات في جبل القرنة غرب محافظة الأقصر، حالة من الإقبال السياحى الكبيرة والمميزة للأفواج القادمة من حول العالم للاستمتاع بسحر وعظمة القدماء المصريين، رغم مرور آلاف السنين على إنشاؤها فى قلب الجبل لحماية مقابر ملوكهم وملكاتهم من السرقات.

وتعتبر مقابر وادى الملوك والملكات فى غرب الأقصر هى المكان الذي تم داخله دُفن معظم ملوك الأسرات الثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرين من عصر الدولة الحديثة حوالي 1550 - 1069 ق.م، حيث ينقسم وادي الملوك إلى الواديان الشرقي والغربي، والجزء الشرقي الأشهر لوجود المقابر الأهم داخله، ويضم الوادي الغربي عدد قليل من المقابر، ويضم وادي الملوك إجمالاً أكثر من 60 مقبرة، بالإضافة إلى 20 مقبرة غير مكتملة لا تزيد عن كونها حفر، حيث تم إختيار المكان من العصور القديمة لاعتقاد الفراعنة بأن إله الشمس ينزل "يموت" في الأفق الغربي من أجل أن يولد من جديد، ويتجدد شبابه في الأفق الشرقي، ولهذا السبب ارتبط الغرب بالمفاهيم الجنائزية وكانت معظم المقابر المصرية القديمة تقع عمومًا على الضفة الغربية لنهر النيل لهذا السبب.

وخلال تواجدهم في البر الغربى يتوافد السياح لشراء الهدايا التذكارية من منطقة مصانع الألباستر المترامية في جبل البر الغربي، للإستمتاع بإبداع فنى كبير يقدمه أبناء قرى ونجوع غرب الأقصر، عبر صناعة التحف الفرعونية المقلدة والأواني والأدوات اللازمة لتجهيز منازلهم بذكريات سعيدة من مصر عقب نهاية رحلتهم المبهجة داخلها، حيث أن تلك المهنة هى حرفة متوارثة منذ آلاف السنين، وهى صناعة التحف والتماثيل الفرعونية المقلدة من أحجار الألباستر التي يتم جلبها من جبل القرنة ليخرج منها صناع تلك التحف أمام السياح من التماثيل والتوابيت والزينة والهدايا.

وقد كان الألباستر يستخدم لنحت تماثيل السيدات في العصور الفرعونية القديمة والتي كانت تبرز وتصف جمال المرأة، وأن تمثال سيتى الأول بمتحف الأقصر الكبير هو تمثال من الألباستر الخام بالحجم الطبيعى، يظهر جمال الجسد ورونقه، ويضيف أن النحت نوعان على الحجر الجيري والألباستر، وتعتبر مدرسة "الرامسيوم" التي بناها رمسيس الثانى، بمعبد سيتى الأول في القرنة، أشهر مدرسة أيام الفراعنة.

وللإستجمام والإرتاحة من زيارات المعابد والمقابر يتوجه السائحين إلى المراكب النيلية والشراعية لقضاء وقت مبهج في قلب نهر النيل، وسط حالة من السحر التي تدب في قلوبهم خلال الإنطلاق بصورة يومية في رحلات المراكب النيلية والشراعية في قلب مدينة الأقصر، وهى الرحلات المبهجة التي تشهد حالة من الرواج السياحية الكبيرة عبر ضفتى شريط نهر النيل، وتعتبر الرحلات النيلية عبر المراكب الشراعية والمراكب بالموتور أحد أهم وسائل الترفيه عن السائحين، حيث يقوم أصحاب المراكب بتجهيزها بالفرش الصعيدي والطراز المميز، بجانب توفير الفاكهة والمأكولات والمشروبات التى يحبها السياح، وتتنوع خدمات المراكب ما بين نقل السياح من الشرق للغرب والعكس، أو رحلات تمتد من نصف ساعة لأكثر من ساعة حسب الطلب من الفوج السياحى لإلتقاط الصور التذكارية وقت الصباح والغروب.