متحف كفر الشيخ منارة ثقافية وعلمية وحضارية لعرض التراث الإنساني لحضارات مصر المتنوعة منذ أقدم العصور وحتى العصر الاسلامي، يقع المتحف ببناءه الحديث في موقع متميز بمدينة كفر الشيخ بحديقة صنعاء وبجوار جامعة كفر الشيخ، يلقى دعم من اللواء الدكتور علاء عبد المعطي، محافظ كفر الشيخ، ومتابعة وإشراف الدكتور أسامة فريد، مدير المتحف.
وترجع فكرة إنشاء المتحف إلى عام 1992 بعدما خصصت محافظة كفر الشيخ قطعة أرض بمساحة 6800 متر مربع داخل حديقة صنعاء لإنشاء متحف قومي للمحافظة، حيث بدأت الأعمال الإنشائية للمتحف بواسطة المجلس الأعلي للأثار منذ عام 2002، ولكنها توقفت في عام 2011 نظراً للظروف السياسية التي مرت بها مصر خلال هذه الفترة، ثم استكملت الأعمال في عام 2018 بعد توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة السياحة والآثار ومحافظة كفر الشيخ في عام 2017، وتم الانتهاء من بناء وتجهيز المتحف في عام 2020.
ويسرد المتحف الدور التاريخي لمدن كفر الشيخ عبر العصور القديمة، والتي تعتبر واحدة من أهم محافظات الوجه البحرى من الناحية الأثرية فهي تحتوي علي العديد من المواقع الأثرية التي ترجع إلى مختلف العصور والتي تقع ضمن الإقليم السادس من أقاليم مصر السفلي، والتي تميز عدد منها بكونه عاصمة لمصر وكان من أبرزها مدينتي بوتو وسخا، فقد ارتبطت مدينة بوتو القديمة بالملكية المصرية وكانت من أقدم العواصم السياسية في عصور ما قبل الأسرات المصرية.
كما كانت مدينة سخا عاصمة للأسرة الرابعة عشر والتي عاصرت احتلال الهكسوس لمصر، فقد لعبت كفر الشيخ دوراً حضارياً هاماً عبر العصور التاريخية القديمة منذ عصور ما قبل الاسرات الفرعونية مروراً بالحضارة المصرية القديمة على مدار عصورها المختلفة ثم العصرين اليوناني والروماني والعصر الاسلامي، ويظهر ذلك من خلال العديد من القطع الأثرية المميزة بدءً من الأدوات الحجرية والأواني الفخارية والأختام الطينية التي تعود إلى عصر ما قبل الأسرات، والعصر العتيق والتي تعكس الحياة اليومية والحرف والصناعات عند المصريين القدماء، مروراً بالعديد من القطع الأثرية التي تعبر عن الحضارات المتعاقبة التي مرت بها المناطق الأثرية في نطاق محافظة كفر الشيخ، ويحتوي المتحف على عدد 2200 قطعة أثرية يتم عرض عدد 735 قطعة أثرية بقاعات عرض المتحف معظمها يتم عرضه للمرة الأولى.
يهدف المتحف إلى عرض التاريخ الإقليمي لمحافظة كفر الشيخ من خلال العديد من القطع الأثرية التي تم الكشف عنها بمحافظة كفر الشيخ، حيث يشتمل المتحف على ثلاث قاعات عرض رئيسية.
أسطورة أوزوريس وإيزيس والصراع بين حورس وعمه ست
لمحات من أسطورة أوزوريس وايزيس والصراع بين حورس وعمه ست والتي تمثل رؤية المصري القديم للصراع بين الخير والشر، وذلك من خلال عرض العديد من القطع الأثرية التي تصور المعبودات الرئيسية للأسطورة "أوزير وايزيس وحورس"، بالإضافة إلى بعض القطع التي تصور بعض المعبودات التي قامت بمساعدة حورس مثل المعبود "تحوت".
قاعات المتحف
القاعة الأولى: تمثل الموضوع الرئيسي لسيناريو العرض المتحفي بمتحف كفر الشيخ من خلال تجسيد أسطورة أوزيريس وإيزيس.
والقاعة الثانية: تحتوي على العديد من القطع الأثرية التي تم الكشف عنها بمدينة بوتو القديمة من منطقة المعابد لتلقي الضوء على تاريخ هذه المدينة التي كانت عاصمة لمصر السفلي قبل قيام الملك "نارمر" بتوحيد القطرين.
القاعة الثالثة فتلقي الضوء على العديد من الموضوعات المتنوعة والمقسمة موضوعياً وتاريخياً حسب العصور التاريخية، فتبدأ بعرض مجموعة من الأدوات الحجرية والأواني الفخارية والأختام الطينية والصلايات وأدوات الزينة التي تعود إلى عصر ما قبل الأسرات، كما تلقي الضوء على الأدوات التي كانوا يستخدمونها والعلوم التي برع فيها المصريون القدماء مثل الطب والصيدلة وغيرها من العلوم.
عرض قطع أثرية مسار العائلة المقدسة
كما عرض بعض القطع الأثرية التي تعود إلى أشهر الملوك المصريين من عصر الدولة الحديثة مثل تمثال للملك "تحوتمس الثالث" وتمثال للملك "رمسيس الرابع"، ثم عرض بعض القطع الاثرية التي تعود للعصرين اليوناني والرومانى.
كما تسلط الضوء على مسار العائلة المقدسة إلي مصر من خلال مدينة "سخا" إحدى المدن التي عبرت منها العائلة المقدسة إلي الجهة الغربية خلال تواجدها في مصر، كما يعرض المتحف بعض القطع الأثرية التي تعود للعصر الإسلامي وتكشف عن روعة الفن والتراث الاسلامي وربطها بمدينة فوه التي تعتبر ثالث مدينة تراثية بعد القاهرة ورشيد وإحدى المدن المزدهرة اقتصادياً خلال العصور الإسلامية.
وقاعة العالم الآخر: تلقي الضوء على المعتقدات الجنائزية للمصريين القدماء ورؤيتهم لمفهوم البعث والحساب وسعيهم للخلود الأبدي في العالم الآخر حيث تضم مومياء وتابوت خشبي ملون ومجموعة من الأقنعة الجنائزية التي توضح تطور الممارسات الجنائزية المصرية حتى العصر الروماني.
والمتحف يحتوي على نحو 2500 قطعة أثرية، يتم عرض 735 قطعة منها بشكل دائم، بينما يتم إعداد معارض مؤقتة لعرض القطع المتبقية، وذلك للاحتفال بالمناسبات الدينية والقومية والعالمية على مدار العام، والمتحف يستقبل جميع الزائرين من المصريين والأجانب يوميًا طوال العام من الساعة 9 صباحًا حتى 4 مساءً، بما في ذلك أيام العطلات الرسمية والإجازات.