داخل إحدى الورش الصغيرة بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، وبأنامل ماهرة تتوارث الحرفة جيلاً بعد جيل، تُصنع آلة العود، واحدة من أقدم وأهم الآلات الموسيقية في العالم العربى، وتُعرف هذه الآلة بصوتها العذب الذي يلامس القلوب، وهي ليست مجرد أداة موسيقية، بل رمز ثقافي يعكس تاريخ الشعوب وتراثها الموسيقي العريق.
وتمر صناعة العود بمراحل دقيقة تبدأ باختيار الأخشاب المناسبة مثل الجوز، الأبانوس، والماهوجني، والتي تُمنح العود جودته الفريدة وصوته المميز، بعد ذلك تأتي مرحلة النحت والتشكيل، حيث يُنحت الجسم الخارجي بعناية فائقة لتحقيق التوازن المثالي بين الشكل والصوت، ثم يتم تركيب الوجه المصنوع من خشب السويد أو الأرز، وهو الجزء الذي يحدد نقاء الصوت وقوته، يلي ذلك تركيب الأوتار وضبط الدساتين، وهي العملية التي تحتاج إلى دقة عالية لضمان نقاء النغمات وانسجامها.
ورغم التطور التكنولوجي، لا تزال صناعة العود تعتمد بشكل كبير على الحرفية اليدوية، حيث يضيف كل صانع لمساته الخاصة، مما يجعل كل عود قطعة فنية فريدة، وتواجه هذه الحرفة العديد من التحديات، منها ندرة الأخشاب الفاخرة وارتفاع تكاليف الإنتاج، إلا أن شغف الحرفيين وإصرارهم على الحفاظ على هذا الإرث الفني يجعلهم مستمرين في تقديم آلات تجمع بين الأصالة والجمال.
يقول إبراهيم عنوس أحد صانعي العود، أنه يعمل في تلك المهنة منذ طفولته وتعلمها على يد شقيقه الأكبر الاسطي أشرف عنوس، والذي استطاع من خلاله أن يتعلم كل أساسيات وفنيات المهنة، حتى أصبح من أشهر صانعي آله العود.
وأضاف أن العود يصنع من عدة أنواع من الأخشاب مخصصة لذلك، منها خشب الجوز والماهوجني، والأبانوس، والتي تخرج منها أشكال وأنواع متميزة من آله العود.
وأشار إلى أن العود الشرقي المصري كان ومازال المتربع على العرش رغم التطور الكبير الذي حدث في تلك المهنة، فمازال محافظا على مكانته ورونقه، مضيفا أن الصناعة تمر بعدة مراحل وتنفذ كل مرحلة بدقة كبيرة وبمقاسات محددة حتي يتكون الهيكل بكل دقة للخروج بالشكل النهائي للآله، لتدخل بعد ذلك في مرحلة الطلاء وتركيب المفاتيح ثم الأوتار.
وأوضح أن الأوتار يقوم على تركيبها متخصصون لضبط الشدة والنغمة، ثم يتم بعد ذلك عمل التجربة بالعزف للتأكد من جاهزية العود للعزف.
وأضاف الأسطي أشرف عنوس، أنه يعمل في مجال صناعة العود منذ أكثر من 40 عاما، اكتسب خلالها كل خبرات وأساسيات المهنة، وتعلم وتدرب تحت يده العشرات من الصنايعية المهرة الذين دخلوا لسوق العمل بعد أن تعلموا الصنعة.
وأوضح أن الصناعة تحتاج لدقة ومهارة عالية لإنتاج عود يتناسب مع العازف بدون أي أخطاء، مبيناً أن العود الشرقي المصري هو الأساس رغم التطور الذي شهدته تلك الصناعة.
.jpg)
العود
.jpg)
صناعة العود من الخشب
.jpg)
العود بعد صناعته
.jpg)
رحلة صناعة العود
.jpg)
صناعة العود من الخشب
.jpg)
رحلة صناعة العود من الخشب
.jpg)
صناعة العود
.jpg)
رحلة صناعة العود من الخشب
.jpg)
العود
.jpg)
صناعة العود