تعيش مدن الضفة الغربية مشاهد عسكرية لم تعرفها منذ نهاية الانتفاضة الثانية قبل 20 عامًا، حيث تعيث دبابات وآليات الاحتلال في كل مكان، في إطار عملية السور الحديدي التي بدأتها إسرائيل قبل أكثر من شهر والتي شملت مدن جنين وطولكرم وطوباس والخليل ونابلس، والعديد من مدن ومخيمات شمال الضفة.
ولا تزال الأوضاع الإنسانية والمعيشية في قطاع غزة تتردى على الرغم من مرور 38 يوماً على بدء تطبيق اتفاق التهدئة، حيث يعاني مواطنون من آثار العدوان وتبعاته، وينهش البرد أجسادهم.
ووسط معاناة المواطنين والنازحين في ظل موجة البرد القارس الحالية، ارتفع عدد وفيات الأطفال من البرد إلى 7 رضع، خاصة مع تدهور حالة الخيام وتمزقها، وعودة المواطنين لمنازل متضررة، بلا جدران أو نوافذ، تقيهم البرد.
ووفق وزارة الصحة في قطاع غزة، فإنه ومنذ بداية موجة البرد الحالية، توفي 7 أطفال جراء البرد الشديد، خلال 3 أيام فقط، كما جرى التعامل مع عدة حالات من الأطفال حديثي الولادة أدخلوا المستشفيات في الفترات الماضية.
استشهاد فلسطينيى بغزة وإصابة آخرين
واستشهد مواطن، وأصيب 3 آخرين بجروح متفاوتة، جراء سلسلة اعتداءات اسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة في القطاع، في حين جرى انتشال جثمانين متحللين.
وأطلقت قوات الاحتلال المتواجدة في عدة مناطق جنوب، ووسط، وشرق، وشمال القطاع، النار بصورة متواصلة، مستهدفة مواطنين حاولوا الوصول لمنازلهم وأحيائهم السكنية في القطاع، ما تسبب بسقوط شهيد وجريحين.
وما زالت رفح، جنوب القطاع، تشهد اعتداءات ومناورات إسرائيلية متواصلة، حيث تقدمت دبابات عند أكثر من محور جنوب ووسط المحافظة، بالتزامن مع إطلاق نار مكثف من آليات عسكرية، وطائرات مسيرة، ما تسبب بإصابة مواطنين اثنين على الأقل.
ووفق التقرير المحدث، الصادر عن وزارة الصحة في قطاع غزة، فقد وصل مستشفيات القطاع، شهيدان، بينهم شهيد انتشال، وشهيد برصاص الاحتلال، إضافة إلى مصابيْن، خلال الـ 24 ساعة الماضية، فيما أصيب مواطن ثالث، مساء أمس، كما جرى انتشال جثمان متحلل ثانٍ.
وأكدت وزارة الصحة بغزة أن عددا كبيرا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم. فيما ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 48.348 شهيدا، إضافة إلى 111.761 إصابة منذ السابع من تشرين الأول للعام 2023.
وهدمت جرافات إسرائيلية مساحات واسعة من مخيم جنين للاجئين الذي أصبح الآن خاليا تقريبا، بعد أن نزح 40 ألف فلسطيني على الأقل عن منازلهم في جنين ومدينة طولكرم منذ بدأت إسرائيل عمليتها بعد يوم واحد فقط من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بعد 15 شهرا من اندلاع الحرب.
كما شنت إسرائيل بالفعل حملة لتقويض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إذ منعت موظفي الوكالة من دخول مقرها السابق في القدس الشرقية، وأمرتها بوقف عملياتها في جنين.
الاحتلال يواصل المداهمات والاعتقالات في غزة
ودفع جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، بتعزيزات عسكرية إلى مدينة جنين ومخيمها، في وقت شنت قوات الاحتلال حملة اقتحامات لمناطق متفرقة من الضفة الغربية، تخللتها اعتقالات، عقب مداهمة عشرات المنازل وتفتيشها والعبث بمحتوياتها وإخضاع قاطنيها لتحقيقات ميدانية.
ويستمر الاحتلال للشهر الثاني الاستيلاء على عدد من منازل الفلسطينيين وتحويلها لثكنات عسكرية، خاصة في البنايات القريبة والمطلة على مخيم جنين، فيما يواجه سكان المنازل والبنايات القريبة منها صعوبات في الدخول والخروج والحركة بسبب تواجد القناصة بشكل دائم وهو ما يعرض حياتهم للخطر.
ووفق مصادر في بلدية جنين ومركز خدمات مخيم جنين فإن الاحتلال هدم قرابة 120 منزلاً بشكل كامل، إضافة إلى هدم عشرات المنازل والممتلكات بشكل جزئي داخل المخيم.
إلى ذلك، واصلت قوات الاحتلال عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها وعلى مخيم نور شمس لليوم، وسط تعزيزات عسكرية وإخطارات هدم للمنازل.
وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حتى صباح الأربعاء حملة اعتقالات وتحقيق ميداني واسعة، طالت 50 فلسطينيا على الأقل من الضفة الغربية، بينهم أطفال، وأسرى سابقون.
وتوزعت عمليات الاعتقال والتحقيق الميداني في محافظات الخليل، طولكرم، قلقيلية، نابلس، رام الله، بيت لحم، أريحا، وطوباس، على ما أفاد بيان مشترك صادر عن نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى والمحررين.
كما دهمت قوات الاحتلال عدة بنايات في محيط جامعة القدس المفتوحة، وسط انتشار واسع في المنطقة، والاستيلاء على تسجيلات الكاميرات، وواصلت تشديد إجراءاتها على الحواجز المنتشرة في محيط المدينة، ونصبت حاجزين آخرين على طريق الباذان - نابلس، وطريق الـ17 شمالا.
وفي محافظة نابلس أيضا، أُصيب مواطنون بينهم طلبة مدارس بحالات اختناق، خلال اقتحام قوات الاحتلال قرية اللبن الشرقية، جنوب المدينة.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال لاحقت طلبة المدرسة الثانوية في القرية، وألقت قنابل الصوت والغاز صوبهم وصوب منازل المواطنين، ما أدى لإصابة العديد منهم بحالات اختناق.
وفي القدس، نفذت قوات الاحتلال عمليات هدم وتجريف طالت منزلاً وعدة ممتلكات في بلدة العيسوية، شمال شرقي المدينة.
وأفادت محافظة القدس، بأن قوات الاحتلال اقتحمت المنطقة الشرقية من البلدة، وهدمت منزلاً يعود للمواطن أمجد علي، بذريعة عدم الترخيص.
كما هدمت آليات الاحتلال بيوتاً بلاستيكية زراعية وحظائر لتربية الماشية، وجرفت أراضي وأسواراً استنادية واقتلعت عدداً من الأشجار.
تعميق الحصار البحري
كما تواصل بحرية الاحتلال تعميق الحصار البحري المفروض على قطاع غزة، رغم دخول اتفاق التهدئة أسبوعه السابع، وتواصل زوارق حربية إسرائيلية انتشارها في البحر بالشكل مُكثف، وتطلق النار والقذائف باستمرار باتجاه الشاطئ، إما تجاه قوارب للصيادين، أو إطلاق نار روتيني، لمنع أي شخص من دخول البحر.
الاحتلال يسحب صلاحية إدارة العمل بالحرم الإبراهيمي من الأوقاف الفلسطينية
فيما أبلغ الارتباط الإسرائيلي إدارة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل ، بأن الأعمال في الحرم قد تم نقلها من وزارة الأوقاف الفلسطينية إلى ما تسمى هيئة التخطيط المدني الإسرائيلي.
وبموجب القرار الذي أعلنت الأوقاف الفلسطينية رفضه، سيتم استئناف العمل بسقف المنطقة المعروفة باسم "الصحن" الخاص بالحرم الإبراهيمي.
وكان مستوطنون وضعوا خيمة في مكان الصحن قبل 20 عاما، وخصصوها مكانا للعبادة وبقيت قائمة حتى اليوم، حيث يطالب المستوطنون بسقف الصحن لتخصيصه مكانا للعبادة.
وأكدت وزارة الأوقاف الفلسطينية أنها صاحبة السيادة على الحرم الإبراهيمي في الخليل، معتبرة أن أي محاولة لتغيير هذا المعلم الديني تعد اعتداء على مقدس من المقدسات الإسلامية.
الاحتلال يعتدي بالضرب المبرح على الأسرى في "جلبوع"
من ناحية أخرى، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بأن قوات الاحتلال في السجون الإسرائيلية اعتدت بالضرب على عدد من الأسرى داخل سجن "جلبوع".
ولفتت في تصريح مقتضب صدر عنها أن الاحتلال يجري تفتيشات ليلية مستمرة داخل أقسام السجن.
وصعد جيش الاحتلال من قمعه وممارساته الوحشية ضد الأسرى الفلسطينيين في كافة السجون بعد هجوم الـ7 من أكتوبر بوتيرة أكثر من السابق.
ويتكوف: إسرائيل سترسل وفدًا لمفاوضات المرحلة الثانية
من ناحية أخرى، أعلن مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الأربعاء، أن وفدا إسرائيليا غادر للمشاركة في مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدا استعداده للمشاركة شخصيا في هذه المفاوضات عند الاقتضاء.
وشدد ويتكوف خلال فعالية في واشنطن على استعداده للسفر على وجه السرعة إلى الشرق الأوسط، حيث تنتهي يوم السبت المقبل في الأول من مارس المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
اتفاق ينهي أزمة تأخير الإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين
فيما أعلنت حركة حماس، أنه تم الاتفاق مع الوسيط المصري على حل مشكلة تأخير الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الذين كان يجب إطلاقهم في الدفعة الأخيرة.
وأوضحت الحركة في بيان صحفي، أن التوافق جرى على أن يتم إطلاق سراحهم بشكل متزامن مع جثامين الأسرى الإسرائيليين المتفق على تسليمهم خلال المرحلة الأولى، بالإضافة إلى ما يقابلهم من النساء والأطفال الفلسطينيين.
وقالت مصادر مطلعة، إنه ضمن المرحلة الأولى ستكون الخميس، هو يوم التبادل للجثامين المتبقية، بالإضافة إلى قائمة جديدة من الأسرى النساء والأطفال من غزة.
وأضافت المصادر نفسها، إنه سيتم الإفراج، الخميس، عن دفعة الأسرى التي جرى تأجيلها من قبل الاحتلال، السبت الماضي، والتي يقدر عددها بأكثر من 620 أسيرا، بالإضافة للدفعة الجديدة من الأسرى، لكن الاحتلال لم يلتزم بما تم الاتفاق عليه، إذ أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأجيل إطلاق سراح الأسرى المخطط له، حتى يتم ضمان إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين التالين، ومن دون احتفالات "مهينة" وفق تعبيره.
وتضمنت قائمة الأسرى الفلسطينيين السابعة، 50 أسيرا ممن صدر بحقهم حكم بالمؤبد و60 آخرين من أصحاب الأحكام العالية، بالإضافة إلى 41 أسيرا من محرري صفقة "شاليت" الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم، بالإضافة لـ 445 أسيرا من قطاع غزة اعتقلهم الاحتلال بعد 7 أكتوبر 2023.