3 سنوات على حرب أوكرانيا.. واقعية ترامب تحرم زيلينسكى من أحضان بايدن.. دونالد يطالب كييف بـ"ثمن الدعم" وسط انفتاح على الروس.. الإعلام الأمريكى: يعيد كتابة تاريخ العلاقات مع الحلفاء.. وزيلينسكى يراهن على أوروبا

السبت، 22 فبراير 2025 05:00 ص
3 سنوات على حرب أوكرانيا.. واقعية ترامب تحرم زيلينسكى من أحضان بايدن.. دونالد يطالب كييف بـ"ثمن الدعم" وسط انفتاح على الروس.. الإعلام الأمريكى: يعيد كتابة تاريخ العلاقات مع الحلفاء.. وزيلينسكى يراهن على أوروبا ترامب

كتبت : نهال أبو السعود

أيام قليلة تفصل المجتمع الدولى عن ذكرى مرور ثلاثة سنوات علي الحرب الأوكرانية، تلك الحرب التي قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنها ما كانت لتحدث لو كان رئيساً للولايات المتحدة في ذلك الحين، ويتمسك بإنهائها بأي ثمن وفى وقت قياسي تنفيذاً لوعوده الانتخابية خلال معركة 2024 الرئاسية.

والآن وبعد 3 سنوات، تبدلت المقاعد والمواقف والأولويات، ليصطدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بواقعية ترامب التي حرمته بما لا يدع مجالاً للشك من أحضان جو بايدن الدافئة والدعم اللامتناهى الذي حصل عليه خلال الإدارة الأمريكية السابقة، والذي يطالب الأن سيد البيت الأبيض بثمن قدره بـ500 مليار دولار من المعادن والثروات الطبيعية المدفونة في التراب الأوكراني.

بعد ثلاث سنوات من وصف الولايات المتحدة لزيلينسكى ببطل المقاومة مع بداية الحرب بين بلاده وروسيا، يعيد الرئيس ترامب كتابة تاريخ الغزو الروسى لجارتها الأصغر. فأوكرانيا، وفقا لترامب ليست الضحية ولكن شريرة. وأن زيلينسكى ليس بونيستون تشرشل، ولكن ديكتاتور بدون تاريخ والذى بدأ الحرب بنفسه، ودفع أمريكا للمساعدة.

 

 

تقول نيويورك تايمز، إن التراشق بالكلمات بين ترامب وزيلينسكى هذا الأسبوع أشار إلى مدى تغير الكثير مع تنصيب رئيس جديد فى واشنطن. فحتى بالنسبة لترامب الذى لم يكن أبدا معجبا  باوكرانيا وطالما أعرب عن إعجابه بالرئيس بوتين، فإن "السموم" التى تم التعبير عنها تجاه زيلينسكى أثارت الدهشة على جانبى الأطلنطى.

قال ترامب ان أوكرانيا هي التي بدأت الحرب واتهم زيلينسكي بالتسبب في دمار بلاده التي وصفها بانها أصبحت "موقع هدم"، ضاعف ترامب من هجومه اللافت ضد "زعيم حليف" وكتب على وسائل التواصل يقول: " فكر فى الأمر، ممثل متواضع بشكل ناجح، فولوديمير زيلينسكى تحدث مع الولايات المتحدة لإنفاق 350 مليار دولار للذهاب إلى حرب لا يمكن الفوز بها"

قال الرئيس الأمريكي في مؤتمر صحفي ان أوكرانيا ما كان لها أن تبدأ الحرب مع روسيا وأشار إلى أن كييف هي المسؤولة عن الصراع، ثم ذهب ترامب إلى أبعد من ذلك في هجومه، وقال عبر منشور على تروث سوشيال أن الرئيس الأوكرانى "ديكتاتور بلا انتخابات" يحتاج إلى التحرك بسرعة أو المخاطرة بخسارة بلاده.

كتب ترامب على تروث سوشيال: "زيلينسكي يرفض اجراء انتخابات، وهو منخفض جدا فى استطلاعات الرأي الأوكرانية والشيء الوحيد كان جيدًا فيه هو لعب ببايدن مثل الكمان .. انه ديكتاتور بلا انتخابات، من الأفضل أن يتحرك زيلينسكي بسرعة وإلا فلن يتبقى له بلد. وخلال ذلك، نتفاوض بنجاح على إنهاء الحرب مع روسيا".

وضاعف ترامب هجومه خلال حصوره قمة تكنولوجية في فلوريدا قائلا إن زيلينسكي "منخفض في استطلاعات الرأى الأوكرانية الحقيقية"، وأضاف: "أعنى، كيف يمكنك أن تكون فى حالة سكر عندما يتم هدم كل مدينة؟ تبدو [المدن الأوكرانية] وكأنها موقع هدم، كل واحدة منها ".

هجوم ترامب الإشارة الأكثر وضوحا إلى أن واشنطن في عهده لن تقدم دعم لاوكرانيا بنفس الطريقة التي دعم بها جو بايدن كييف خلال ولايته، وذكرت نيويورك تايمز، أن المراجعة التى قدمها ترامب تمهد الطريق لتحول جيوسياسى لم يسبق له مثيل منذ أجيال مع شروع الرئيس فى مفاوضات مع روسيا تخشى أوكرانيا أن تكون على حسابها. ومن خلال تشويه سمعة زيلينسكى وتحويل اللوم عن موسكو إلى كييف، يبدو أن ترامب يضع الأساس لسحب الدعم عن حليف يتعرض لهجوم.

خيارات الغرب أمام صفقة ترامب

واقعية ترامب فرضت نفسها سريعا، مستغلا التفاهم الذي يجمعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو الاتجاه الذي يضع أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين في موقف حرج، وكان دافعاً للإقدام علي خطوات استباقية من بينها مناقشة تشكيل قوة أوروبية مشتركة، والشروع في فرض عقوبات جديدة ضد روسيا.

وأمام التسوية التي يراها الغرب منحازة لروسيا علي حساب أوكرانيا، أكدت وكالة الاسوشيتدبرس الأمريكية في تقرير لها مع اقتراب ذكري الحرب أن موسكو على مشارف تحقيق مكاسب في النزاع أكثر من أي وقت مضي، موضحة أن القوات الروسية تسيطر على نحو خُمس الأراضي الأوكرانية في الوقت الحالي.

وتابعت الوكالة قائلة إن مكالمة بوتين وترامب وما تلتها من المحادثات الأمريكية الروسية فى السعودية قد حطمت سياسة إدارة بايدن السابقة التى كان شعارها "لا شىء يتعلق بأوكرانيا بدونها"، حيث ألقى ترامب باللوم على كييف لفشلها فى التوصل إلى اتفاق مع موسكو كان من الممكن أن يمنع الحرب، وأشاد بالقوة العسكرية الروسية، بل إنه قال إن أوكرانيا قد تصبح روسية يوما ما.

 

 

قوة مشتركة بقيادة لندن.. الناتو يعدل خياراته بعد تحركات ترامب


ومع تنامي القلق الأوكراني الغربي ، كشف تقرير نشرته صحيفة تليجراف البريطانية أن القوة الاستكشافية المشتركة، وهي تحالف عسكري تقوده المملكة المتحدة ويضم عشر دول من أعضاء حلف الناتو، ربما تكون الحل الأمثل لفرض الاستقرار في أوكرانيا في ظل المفاوضات الحالية لوقف الحرب الروسية الأوكرانية.

ووصفت الصحيفة القوة المشتركة بـ"عالية الجاهزية" مصممة للاستجابة السريعة للأزمات التي قد تطرأ في ظل ضغوط إدارة ترامب علي كييف. وبحسب "تليجراف"، ففي ظل تردد حلف الناتو والولايات المتحدة في نشر قواتهما البرية لضمان حماية أوكرانيا، فقد يقع عبء ردع أي عدوان روسي مستقبلي على عاتق الدول الأوروبية، وأبدت عدة دول من أعضاء التحالف استعدادها للمشاركة فعلا، ومن المحتمل أن تتشكل قوة يتراوح عددها بين 40 ألفا و50 ألف جندي إلى جانب فرنسا.

ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها أن التسوية المحتملة ربما تفرض منطقة منزوعة السلاح تمتد إلى مسافة 800 ميل مع تنازل أوكرانيا عن 20% من أراضيها لصالح روسيا، وفي المقابل، سيطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بضمانات دولية لمنع أي اعتداء روسي في المستقبل

حصار أسطول الظل الروسي .. أوروبا تجدد الرهان على ورقة العقوبات


وبخلاف القوة المشتركة ، جدد الاتحاد الأوروبي رهانه علي سلاح العقوبات ضد روسيا ، حيث أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الأربعاء أن دول الاتحاد توصلت إلى اتفاق جديد لفرض حزمة العقوبات الـ16 ضد روسيا، والتي تتضمن حظرًا على واردات الألمنيوم وتشديد الإجراءات ضد أسطول الظل الروسي.

ووفقًا لتقرير نشرته الوكالة الألمانية، تستهدف الإجراءات العقابية الجديدة قائدي ومالكي السفن التابعة لأسطول الظل الروسي، وهي شبكة من السفن ذات الملكية غير الواضحة، وبعضها غير مؤمن عليه، والتي يُعتقد أنها تُستخدم للالتفاف على سقف الأسعار المفروض من الغرب على صادرات النفط الروسية.

وتشير التقارير إلى أن هذه السفن تُستخدم أيضًا في نقل "حبوب أوكرانية مسروقة" بالإضافة إلى مخاوف من إمكانية استخدامها لتخريب كابلات الاتصالات في بحريْ البلطيق والشمال.

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة