فيسبوك
واتساب
أكثر من 35 سنة مرت فى خدمة أهالى مدينة الأقصر وخاصة مع قرب قدوم شهر رمضان المبارك، لتجهيز وتزيين وتجميل فوانيس رمضان العربية التراثية، داخل محل وورشة عم حمودة كتانة البالغ من العمر حوالى 66 سنة، والذي يوفر أنواع وأحجام مختلفة من الفوانس المبهجة للأطفال والكبار والمنازل والمحلات في شارع المدينة المنورة بوسط مدينة الأقصر.
وفى هذا الصدد رصد "تليفزيون اليوم السابع" أجواء البهجة والفرحة قبل قدوم شهر رمضان المبارك في محل وورشة الحاج حمودة كتانة ابن مدينة الأقصر، والذي يعمل في هذا المجال منذ 35 سنة مضت، حيث يقوم كل عام قبل دخول شهر رمضان بأسابيع قليلة بعمل جولته المعتادة في الورش القديمة التاريخية في منطقة الحسين ومصر القديمة لتوفير وجلب الفوانيس من تلك الورش لأهالى الأقصر، وهى التي تصنع عبارة عن اسطمبات نحاسية بنظام المكابس، ويقوم في ورشته بالأقصر بتجميعها بنظام الزجاج وعمل ديكورات مميزة داخلها، كما يقوم بتركيب الفصوص والشرائط والأشكال الذهبية والفضي والسوداء والزجاج المطبوع والكلمات الدينية للشهر الكريم، وذلك لتوفير الفانوس العربى الأصيل التراثي للجمهور الذي يعشقه ويضعونه جميع الأهالي فى منازلهم وبالشوارع.
ويقول الحاج حمودة أشهر وأقدم بائع فوانيس في مدينة الأقصر، لـ"اليوم السابع"، إنه بدأ فى تلك المهنة والصنعة منذ شبابه، فهو يقوم بإستكمال مراحل الزينة والتجميل لكل فانوس بيديه داخل ورشته، لتخرج بشكلها النهائي المميز للجمهور لتزين المنازل والمحلات والشركات والفنادق والمطاعم وغيرها خلال الشهر الكريم، موضحاً أنه توجد أنواع مختلفة منها "الشمامة والشويبس والبرج وأبو الأولاد وبلوتس ومقرنص ومصحف" وغيرها من الأسماء الشهيرة لفوانيس رمضان التاريخية، أما عن العمل فى الفوانيس وتصنيعها وتجهيزها للجمهور، فيقوم وأبناؤه وأحفاده بعمل الدهانات اللازمة للفانوس ويدخل عليه بعض التطويرات حالياً من لمبات ليد وزينة مختلفة، فيقوم بتجميل الصاج للفانوس بدعمه بألوان ذهبية وفضية وفصوص مختلفة من الزجاج والبلاستيك والكريستال، وأن الفانوس الحديد يعبر عن الأصالة المصرية ويتم تصنيعه بالكاوية والتناية ومنه أشكال كثيرة، مؤكداً أن الفانوس الصاج هو الأساس والذى تربى عليه صانعي الفوانيس والأطفال من الأجيال المختلفة على مر العصور المختلفة.
جدير بالذكر أن "فانوس رمضان" له ذكريات مميزة مع المصريين، ولظهور الفانوس قصة منذ دخول المعز لدين الله الفاطمي مدينة القاهرة قادما من الغرب، وكان ذلك فى يوم الخامس من رمضان عام 358 هجريا، حيث خرج المصريون في موكب كبير جدا اشترك فيه الرجال والنساء والأطفال على أطراف الصحراء الغربية من ناحية الجيزة للترحيب بالمعز الذي وصل ليلا، وكانوا يحملون المشاعل والفوانيس الملونة والمزينة وذلك لإضاءة الطريق إليه.
وهكذا بقيت الفوانيس تضئ الشوارع حتى آخر شهر رمضان لتصبح عادة يلتزم بها كل سنة ويتحول الفانوس رمزا للفرحة وتقليدا محببا في شهر رمضان، وانتقلت فكرة الفانوس المصري إلى أغلب الدول العربية وأصبح جزءا من تقاليد شهر رمضان، لاسيما في دمشق وحلب والقدس وغزة وغيرها، وتعد مدينة القاهرة من أهم المدن الإسلامية التي تزدهر فيها هذه الصناعة، وهناك مناطق معينة مثل منطقة تحت الربع القريبة من حي الأزهر، والغورية، ومنطقة بركة الفيل بالسيدة زينب من أهم المناطق التى تخصصت فى صناعة الفوانيس.
جانب-من-أحجام-الفوانيس-المختلفة-فى-الأقصر
عم-حمودة-أكثر-من-35-سنة-شغل-يدوى-في-رمضان
عم-حمودة-خلال-تزيينه-للفانوس-العربي-التراثى
فوانيس-رمضان-على-كل-شكل-ولون-بالأقصر
فوانيس-عربية-تراثية-فى-ورشة-عم-حمودة-بالأقصر
