سلطت مجلة "cosmosmagazine" الأسترالية، الضوء على اكتشاف جديد يسطره مركز "المنصورة للحفريات" بجامعة المنصورة، والذى أسسه الدكتور هشام سلام عالم الحفريات الفقارية، حيث تمكن الفريق البحثى فى المركز من التوصل لكشف عالمى جديد لآكلات لحوم شرسة استوطنت غابات مصر قبل 30 مليون سنة، وسميت بـ"باستيت" و"سخمت" وهى مفترسات ما قبل التاريخ.
وقالت الدكتورة شروق الأشقر عضو الفريق البحثى المصرى، والمؤلف الرئيسى للدراسة: "إن اكتشاف الباستيودون يعد إنجازًا كبيرًا في فهم تنوع وتطور حيوانات الهينودونت وتوزيعها العالمي، موضحة أن الدراسة النظرية تدعم أن أقارب الجنسين الجديدين انتشروا من أفريقيا فى عدة موجات، حيث وصل نسلهم إلى آسيا وأوروبا والهند وحتى أمريكا الشمالية".
وأشار الدكتور هشام سلام إلى أن بداية الاكتشاف ترجع إلى ربيع عام 2020، وخلال رحلة استكشافية لفريق إلى منخفض الفيوم، حيث عكفت خلالها البعثة على الاستكشاف لعدة أيام بين طبقات الصخور التي يعود عمرها إلى حوالي 30 مليون عام.
وخلال رحلة البحث لفت انتباه "بلال سالم"، أحد أعضاء الفريق، بعض الأسنان البارزة، لتبدأ عملية استخراج الحفرية، وتظهر الحفرية لجمجمة ثلاثية الأبعاد كاملة محفوظة في حالة استثنائية، خالية من أي تشوهات، مما يُعَد اكتشافًا نادرًا وحلمًا لأي باحث في مجال الحفريات.
وتابع "سلام" أن العمل استمر في صمت على مدار 5 سنوات لاستكمال اكتشاف وتسمية جنس جديد من الثدييات المفترسة التي عاشت في مصر، وإعادة تسمية جنس آخر مُكتشف منذ 120 عامًا، وفي إطار تعاون دولي بقيادة مصرية نجح الباحثون في كشف هوية الكائن صاحب تلك الجمجمة، حيث أظهرت الدراسات التشريحية والتحليلات الإحصائية والمورفولوجية أن الجمجمة تعود إلى جنس جديد من آكلات اللحوم المنقرضة تُعرف بالـ"هينودونتات"، والتي تطورت قبل زمن بعيد من ظهور القطط والكلاب والضباع وبقية آكلات اللحوم التي تعيش بيننا اليوم، وكانت هي المفترسات المسيطرة على بيئات القارة الأفرو-عربية بعد انقراض الديناصورات، إلى أن انقرضت هي الأخرى.
الدكتورة شروق الأشقر
