يصر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على مخالفة القانون الدولي، بحديثه عن الاستلاء على قطاع غزة، وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ورغم الرفض العربي والدولي والإقليمية، يكرر ترامب الحديث عن خططه للسيطرة على القطاع غزة وقال: إن الخطط ستشمل شراء القطاع لتصبح ريفيرا الشرق الأوسط.
وعلى إثر تلك التصريحات المخالفة للقوانين الدولية، تشجع الاحتلال الإسرائيلي بقيادة بنامين نتنياهو، على محاولة التملص من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة والمبرم مع الفصائل الفلسطينية منذ 19 يناير الماضي بفضل الجهود المصرية القطرية.
انتفضت دول العالم لرفض هذه التصريحات وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وفق مقررات الشرعية الدولية، وعلى رأسها أكدت مصر الدعم الكامل للحكومة الفلسطينية وخططها الإصلاحية، وشددت على أهمية تمكين السلطة الفلسطينية سياسيًا واقتصاديًا، وتولي مهامها في قطاع غزة باعتباره جزءًا من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما شددت القاهرة على أهمية المضي قدمًا في مشروعات وبرامج التعافي المبكر وإزالة الركام ونفاذ المساعدات الإنسانية بوتيرة متسارعة، دون خروج الفلسطينيين من قطاع غزة، خاصة مع تشبثهم بأرضهم ورفضهم الخروج منها.
ورفض العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أية محاولة لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين، مشددًا على ضرورة وقف النشاطات الاستيطانية، ورفض أية محاولة لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين قسرًا في غزة والضفة الغربية، مؤكدًا على ضرورة توطين الفلسطينيين على أرضهم.
بدروه أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية عن رفضهما الشديد لدعوات الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم.
رفضت المملكة العربية السعودية أي خطط لتهجير السكان الفلسطينيين الأصليين.
وأشارت وزارة الخارجية السعودية إلى أن المملكة لن تقيم علاقات مع الكيان دون إقامة دولة فلسطينية. وهو ما يتناقض مع ما قاله ترامب الذي قال: إن الرياض لا تطالب بمثل هذه الدولة.
ووفقًا لبيان الوزارة، فإن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عبَّر عن الموقف السعودي بشكل واضح وصريح، دون مجال للتأويل، بحسب بيان الوزارة.
وعبرت دول عدة بوجهات مختلفة عن رفضها أي تهجير للفلسطينيين خارج أرضهم، وطالبت بالعمل على تجسيد حل الدولتين ومنح الفلسطينيين فرصة العيش في دولتهم، فمن جانبها أعربت فرنسا عن رفضها مقترح الرئيس الأمريكي بشأن غزة، وذكرت الخارجية الفرنسية في بيان، أن مستقبل غزة يجب ألا يكون في إطار سيطرة دولة ثالثة، بل في إطار دولة مستقبلية تحت رعاية السلطة الفلسطينية.
وقال البيان الفرنسي، إن التهجير القسري لسكان غزة سيكون انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، مضيفًا أن باريس ستواصل معارضة الاستيطان المخالف للقانون الدولي وأي رغبة في ضم الضفة الغربية بشكل أحادي.
أعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، عن رفض بلاده مقترح ترامب بشأن السيطرة على غزة، وتهجير الفلسطينيين منها، قائلًا: "علينا ضمان مستقبل الفلسطينيين في وطنهم"، مضيفًا "أننا نريد أن نرى الفلسطينيين يزدهرون في غزة والضفة الغربية".
وفي أستراليا، قال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز، إن حكومته تؤيد حل الدولتين بالشرق الأوسط، في أعقاب إعلان ترامب المفاجئ عزمه تولي السيطرة على قطاع غزة.
وأعرب وزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين عن رفضه لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة وقال " لا للتهجير .. سكان غزة يجب أن يبقوا في أراضيهم"، وفقا لإذاعة الفاتيكان.
وأضاف الكاردينال بييترو بارولين في اجتماع: "هذه إحدى النقاط الأساسية للفاتيكان : لا للتهجير".
وأضاف ألبانيز في مؤتمر صحفي: "موقف أستراليا هذا الصباح هو نفسه ما كان في العام الماضي، والحكومة الأسترالية تؤيد حل الدولتين".
نددت الصين، -بلهجة شديدة- بتصريحات ترامب حول ما وصفه بـ"النقل القسري" للفلسطينيين من قطاع غزة، معتبرة أنها تتعارض مع المبادئ الدولية الراسخة.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، في مؤتمر صحفي، أن موقف بلاده ثابت في دعم الحكم الفلسطيني على أراضيه، مشددًا على أن "غزة يجب أن تبقى تحت الحكم الفلسطيني، وأن أي محاولة لفرض تهجير قسري على سكانها مرفوضة تمامًا".
قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، ، إن أطروحات تهجير الفلسطينيين من غزة تعبير عن ثقافة إلغاء قرارات مجلس الأمن.