يرتبط شهر رمضان ارتباطا وثيقا بالفانوس ولا يخل منزل أو مكانا، أو شارعا، أو محلا تجاريا من الفانوس، وسيطرت الفوانيس الصينى ذات الأشكال والألوان والمواد التى لا تتناسب مع ثقافة الشعب المصرى لسنوات على سوق الفانوس فى مصر ولكن لم تجد بعد ذلك رواجا كبيرا كما كانت من قبل بعد أن عادت الورش المحلية لتصنيع الفوانيس التى ما زالت تحتفظ برونقها، وجمالها ويزداد عليها الطلب من الصغار والكبار نظرا لجودتها ومتانها وتعدد أشكالها، وأحجامها وأسعاره المناسبة.
وقال عم مصطفى عبد العزيز أقدم صانع الفوانيس فى أسيوط أن الفانوس أصبح تقليدا لا يمكن الإستغناء عنه وهو مرتبط بفرحة شهر رمضان المبارك وبالرغم من غزو الفوانيس الصينى والمستوردة للسوق المصرى، ولكن الفانوس المصرى يظل الطلب عليه أكبر عند كل الفئات الكبار والأطفال، ولم يستطع الفانوس المستورد أن يلغى ثقافة المصريين كبارا وصغارا أو أن يجعل الأشكال الحديثة والبلاستيك تنسى المصريين الفانوس المعدنى بألوانه الزاهية وإنارته البهية التى تجعل للشهر الكريم فرحة أخرى بجوار فرحته الأساسية والروحانية.
وأضاف عم مصطفى، أنه محب لمهنته وهو وما جعله على مدار أكثر من 40 عاما بارعا فى تصميم وصناعة الفوانيس التى ظلت مصدرا لدخله بعد خروجه على المعاش مستغلا ورشة والده الذى كان يعمل فى النجارة فى تصنيع الفوانيس فتعلم طريقة التصنيع قبل 40 عاما وبرع فيه حتى أصبح مقصدا لكل المحلات التجارية فى أسيوط.
وأوضح عم مصطفى، أن موسم رمضان موسم خير وبركة لكل المحال التجارية وخاصة محلات بيع فوانيس ومستلزمات شهر رمضان من زينة بكافة أشكالها ومستلزمات تزيين الشوارع، والمنازل، وغالبية هذه المحال بدأت بشكل كبير الإعتماد على الفوانيس محلية الصنع بعد أزمة الإستيراد وزيادة أسعار الفوانيس الصينى والمستوردة حيث أن الفانوس المحلى، قليل الثمن، ومصنوع بدقة ومتانه وبداخلة إنارة، ومحفور عليه "رمضان كريم"، أو بعض العبارات المرتبطة بشهر رمضان المبارك وتتعدد أنواعه، ما بين الخشب والصاج، والزجاج الملون ذات الطلاء الذهبى وخاصة أنه فانوس تراثى جميل محتفظ بشكله المميزالمذهب وألوانه الجميله
وأشار عم مصطفى إلى أن الإقبال الكبير على المنتج المحلى تسبب فى توفير الدخل لمئات الأسر، بالإضافة إلى زيادة خبرات العاملين فى هذه الصناعة، وزادت العمالة حتى تتمكن من تغطية السوق المحلى الأسيوطى والأسواق المحلية المجاورة فى المحافظات الأخرى.