<< مصر وقفت موقفا رائعا ولا تزال متمسكة بأهدافها في منع التهجير القسري للفلسطينيين
<< شارون دمر المخيمات بداعي توسيع الطرق ودفع الفلسطينيين للهجرة وفشل
<< خطة ترامب لن تفعل مفعولها والفلسطينيون صامدون في أرضهم
توفيق أبو شومر الكاتب الفلسطيني، أحد سكان غزة منذ خمسينيات القرن الماضي، كان شاهدا على كافة محاولات التهجير القسري للفلسطينيين من القطاع منذ أكثر من 70 عاما، منذ أن كان طفلا وهو يرى صمود السكان ضد كافة الدعوات التحريضية لنقلهم من القطاع.
يكشف توفيق أبو شومر، المحاولات التاريخية للتهجير القسري والتي فشلت، موضحا أن هذا الملف من الملفات القديمة الجديدة، قائلا في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" :"أتذكر حتى الآن كيف تمكن الفلسطينيون من إلغاء هذا المخطط الذي اعتمده من قبل بن جوريون ومن قبل كل القادة الإسرائيليين الأوائل.
ويضيف أن محاولات التهجير القسري بدأت منذ 1953 عقب ثورة يوليو 1952، وهذا الملف كان له مناصرين في دول العالم وتبنته وكالة الغوث للاجئين وتضمن استيعاب عدد محدود في سيناء حتى وصلنا لعام 1955 حينها ثار الفلسطينيون ثورة كبيرة على هذا الملف في غزة وكانت كل الأحزاب السياسية ضد هذا المخطط وكان شعارها لا للتوطين والإسكان، متابعا :"أتذكر وأنا صغير هذا الهتاف الذي حملته الجموع التى جابت الشوارع والمدارس وهذا أسقط قضية التهجير، ولم تعد موجودة قضية التهجير".
ويوضح توفيق أبو شومر، أن هناك ملف آخر فتحه الإسرائيلي بن جوريون إلى إحدى المسؤولات الإسرائيليات اللاتي قمن بتهجير أكبر عدد من الإسرائيليين من ألمانيا عقب الحرب العالمية الثانية تدعى غادة سيراني، قائلا :" قال لها بن جوريون كيف نفعل هذا الآن للفلسطينيين ليتنا نتمكن من أن نطرد عددا كبيرا من سكان غزة فقالت له إذا خصصنا لكل أسرة مبلغ كبير من المال فإننا نستطيع أن نقضى على غزة ونفرغها لكن هذا الملف فشل ".
ويتابع :"افتتح الاحتلال مكاتب في غزة وما زالت أتذكر هذا الافتتاح في سبعينيات القرن الماضي، وكانت تعطي تذكرة فقط ذهاب لأمريكا الجنوبية، وهذه التذكرة ربما من يصل هناك لا يأخذ مالا ولكن يترك في الشارع، وهذا ما جعل أحد الفلسطينيين وهو شاب صغير يقتل زوجة السفير الإسرائيلي في دولة الباراجواي وبالتالي لم تنجح هذه الخطة".
ويشير إلى أن هناك خطة أيضا نفذها شارون في المخيمات عندما بدأ في 8 مخيمات بتوسيع الشوارع فيها مثلما يفعل الآن في مخيم جنين الآن، وعمل على تدمير البيوت وفتح الشوارع بحجة التطوير ولكن هذا المخطط أيضا باء بالفشل، ولم يسفر عن شيء وبقى الفلسطيني صامدا في أرضه، ، متابعا :"كل هذه الملفات هي ملفات ليست بسيطة ولكن ملفات عاشها كثيرون بعضهم أحياء حتى الآن ويعرفون أن هذه الخطط ليس لها فائدة".
ويقول توفيق أبو شومر :"ترامب لم ينطق عن الهوى لكن هذا مخطط إسرائيلي منذ زمن بعيد، ولكن آلية التنفيذ اختلفت، وهذه الآلية لن تنجح، وهناك شيء جديد في هذه الحرب التي تختلف عن السابق، لأنه في السابق لم تفجر إسرائيل المنازل ولم تجعل غزة عبارة عن منطقة صحراء قاحلة ولكن هذه المرة أرادوا صنع شيئا جديدا بإلغاء الحياة الطبيعية في غزة وقالوا إنه ربما يجعل الهجرة الطوعية والتهجير الزاحف كما يزعمون أي يجرى بالتدريج وهذه الخطة لم تفعل مفعولها".
ويضيف :"الدليل عندما سمحت إسرائيل بعودة الفلسطينيين من الجنوب إلى شمال غزة، تدفق مئات الآلاف إلى هذا الركام واعتبروا هذا الركام جزء من الوطن لذلك فإن هذا المشروع ضمن مشاريع عديدة وهذه المشاريع لن تتوقف عند هذا الحد بل ستستمر استمرار كبيرا وهذا التهجير جزء من السياسة الإسرائيلية".
ويؤكد توفيق أبو شومر، أن هدف الحرب الإسرائيلية أولا التهجير بعدما حاولت إسرائيل دفع الفلسطينيين للخروج من القطاع لكن مصر وقفت موقفا رائعا ولا تزال حتى الآن متمسكة بأهدافها في منع التهجير من غزة ومنع تنفيذ الخطة التي اعتمدتها إسرائيل وهو اقتطاع مساحة كبيرة من سيناء لمصلحة الفلسطينيين مع تعويض مصر وبالتالي هذا المخطط المشهور جرى إفشاله واليوم يتبنى ترامب هذا المخطط بطريقة أخرى وهو أن المكان لا يصلح للسكن بسبب الدمار وعلى الفلسطينيين أن ينتقلوا لمكان آخر ليتمكن الإسرائيليون والأمريكيون من إعادة تأهيل غزة واستغلال حقوق النفط فيها لأن القطاع لديه مخزون هائل من النفط وهو ملف أكثر خطورة وترامب يريد الرهان على هذه النقطة بأن يضم غزة لمشروعه التجاري وهو مشروع لن يتحقق بسهولة كما يظن الرئيس الأمريكي".