ذوبانه يثير الرعب.. نهر القيامة الجليدى يستمر فى إثارة مخاوف العالم.. خبراء: اكتشاف مناطق ذوبان غامضة على شكل "قطرات دموع".. ومخاطر مع زيادة التشققات.. والنهر يفقد 50 مليار طن من الجليد سنويا

السبت، 01 فبراير 2025 01:00 ص
ذوبانه يثير الرعب.. نهر القيامة الجليدى يستمر فى إثارة مخاوف العالم.. خبراء: اكتشاف مناطق ذوبان غامضة على شكل "قطرات دموع".. ومخاطر مع زيادة التشققات.. والنهر يفقد 50 مليار طن من الجليد سنويا نهر القيامة الجليدى

فاطمة شوقى

"نهر القيامة الجليدى" .. أثار حالة من الرعب والقلق لدى خبراء العالم، وهو نهر ثويتس الجليدي في القارة القطبية الجنوبية، والذى حصل على هذا الإسم بسبب قدرته على إغراق السواحل في جميع أنحاء العالم حال انهياره، وتشير إحدى الدراسات الأخيرة إلى أن النهر الجليدي قد يبدأ قريبا في الانهيار في المحيط مثل صف من أحجار الدومينو، حيث إن مساحة النهر تقترب من مساحة فلوريدا الأمريكية.

نهر القيامة الجليدى
نهر القيامة الجليدى


ويستمر نهر ثويتس في القارة القطبية الجنوبية في إثارة القلق من اقتراب ذوبانه بسبب التغيرات المناخية ، وأكد عدد من الباحثين في برنامج التعاون الدولى بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ، ببرمجة غواصة آلية  بدون قائد تحت الماء تسمى ران AUV  ، للغوص فى النهر لمعرفة مدى سرعة ذوبانه، ولم تكن المخاوف من سرعة ذوبانه فقط بل أنه أيضا يجتوى على تجاويف مخيفة ، كشفت عنها الغواصة التي تم ارسالها ، والتي أظهرت أشكال غريبة على شكل دموع ، وهضاب جليدية على شكل كثبان رملية.

القارة القطبية الجنوبية
القارة القطبية الجنوبية


وأشار موقع تشيولا الإسباني إلى أن مجموعة من الباحثين المكلفين بمتابعة النهر، أكدوا استخدام غواصة مستقلة تحت الماء (AUV) التي ركضت تحت جليد يبلغ سمكه 350 مترًا، وأنشأ فريق دولي من الباحثين أول خرائط تفصيلية للجانب السفلي من نهر جليدي، وكشفوا عن أدلة حول ارتفاع مستوى سطح البحر في المستقبل.

شكل قطرات دموع فى نهر القيامة الجليدى
شكل قطرات دموع فى نهر القيامة الجليدى


على مدى 27 يومًا، سافرت الغواصة مسافة حوالى 1000 كيلومترًا - بما في ذلك 16 كيلومترًا من الغمر المباشر في التجويف - لمعرفة كيف تذوب الأنهار الجليدية بشكل أسرع بالقرب من التيارات القوية تحت الماء ومراقبة تضاريس هذا الجرف الجليدي المهم، وما اكتشفه الخبراء على متن الغواصة هو أن خصائص الجزء الغربي من الجرف الجليدي تختلف بشكل كبير عن خصائص الجزء الشرقي، الذي يعتبر أكثر سمكًا وبالتالي يذوب بشكل أبطأ.

غواصة فى نهر القيامة الجليدي
غواصة فى نهر القيامة الجليدي


كما أنتجت الغواصة ران ذاتية التشغيل أيضًا خرائط عالية الدقة للجانب السفلي من جرف دوتسون الجليدي والتي كشفت عن أشكال غريبة على شكل دموع ، وهضاب جليدية.
وقالت آنا والين، المؤلفة الرئيسية للدراسة، في بيان: "لقد استخدمنا في السابق بيانات الأقمار الصناعية ونوى الجليد لمراقبة كيفية تغير الأنهار الجليدية بمرور الوقت"، وأضافت "من خلال توجيه الغواصة إلى داخل التجويف، تمكنا من الحصول على خرائط عالية الدقة للجانب السفلي من الجليد،  الأمر يشبه إلى حد ما رؤية الجزء الخلفي من القمر."


على عكس الأنهار الجليدية، التي تستقر على الأرض، فإن الجروف الجليدية تشكل جزءًا من المحيط. إنها تعمل كدعامة تمنع الجليد الأرضي من التدفق إلى المحيط ورفع مستوى سطح البحر، لذا فهي ذات أهمية حيوية للنظام البيئي القطبي. وبما أن هذه المنصات تستقر على المحيط، فمن الممكن النزول تحتها.

غواصة
غواصة


استخدمت الغواصة ران التي يبلغ طولها 6 أمتار موجات صوتية نبضية (سونار متعدد الحزم متقدم) في الجليد لرسم خريطة لخصائصه، ولكن بسبب موقعها تحت القطب الجنوبي، لم تتمكن والين وفريقها من التواصل مع المركبة تحت الماء أو تتبع تحركاتها باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) بعد أن وصلت لمكان ما تحت النهر ، إلا أن الغواصة ران نجحت  في رسم خريطة لحوالي 80 كيلومترًا مربعًا من الجليد، وكانت الهياكل التي لاحظها أكثر تعقيدًا مما تصوره أي شخص.


ومن بين النتائج التي توصل إليها الفريق أن معدلات الذوبان المختلفة بين الأجزاء الشرقية والغربية من جرف دوتسون الجليدي يمكن تفسيرها بظاهرة تعرف باسم المياه العميقة القطبية المعدلة (mCDW)، والتي تحدث عندما تختلط المياه من المحيط الهادئ والمحيط الهندي مع كتل مائية محلية أخرى تؤثر على قلب الجليد. وقد تم استكمال هذه البيانات من خلال قياسات ران لهذه التيارات تحت الماء، فضلاً عن معدلات ذوبان عالية للكسور التي تمر عبر النهر الجليدي.

يثير مخاوف العالم من ذوبانه


وأطلق العديد من الخبراء تحذيرات من اقتراب ذوبانه حيث يفقد ثويتس سنويًا حوالي 50 مليار طن من الجليد، كما أن هذا النهر الجليدى يحتوى على ما يكفى من المياه لرفع مستوى سطح البحر من 60 سم إلى أكثر من 3 أمتار، وقال تيد سكامبوس، عالم الأبحاث الرئيسي في المعهد التعاوني لأبحاث العلوم البيئية (CIRES) ورئيس الاتحاد الدولى "يشكل ثويتس تهديدا كبيرا على المدى القصير".

تصدعات وشقوق فى نهر القيامة الجليدى
تصدعات وشقوق فى نهر القيامة الجليدى

 

ويعتبر نهر القيامة الجليدى،أكبر نهر جليدى في العالم ولذلك فإن ذوبانه يثير هذا الرعب والقلق ، ولكن ليس هو وحده من يهدد العالم ولكن تغير المناخ ، السبب الرئيسى ، في ذوبان الجليد في أنهار العالم وهو ما سيؤدى بطبيعة الحال إلى اختفاء تلك الأنهار

تشققات وصدوع في النهر الجليدى


رأى الباحثون أن الماء الدافئ تسبب في زيادة التشققات وتسارع الذوبان بشكل أكبر من المتوقع، وقالت بريتنى شميت عالمة الأرض بجامعة كورينل إن هذه الطرق الجديدة لرصد النهر الجليدى تسمح لنا بفهم أن الأمر للا يقتصر فقط على مقدرا الذوبان الذى يحدث،كما رصد العلماء صدوع في قاعدة النهر.

ظاهرة النينيو


وفقا للخبراء فإن تغير المناخ وظاهرة النينيو أبرز أسباب بدء ذوبان نهر القيامة الجليدى ، يشهد نهران جليديان مهمان في غرب القارة القطبية الجنوبية أسرع ذوبان منذ 5000 عام، وفقًا لدراسة بحثية جديدة نُشرت في يونيو الماضي في المجلة العلمية Nature Geoscience.
هذه دراسة أجراها فريق من الباحثين الدوليين بقيادة جامعة ماين، حيث قام أعضاؤها بفحص تاريخ الأنهار الجليدية في ثويتس وباين آيلاند على الطبقة الجليدية في غرب القطب الجنوبي

منطقة التأريض


وتشكل المياه الدافئة أيضًا تهديدًا لما يسمى "منطقة التأريض"، وهي المنطقة التي يقع فيها النهر الجليدي في قاع البحر، ويستخدم بيتر ديفيس، عالم المحيطات الفيزيائي في هيئة المسح البريطانية لأنتاركتيكا، وفريقه الماء الساخن لحفر ثقوب وصول من سطح الجرف الجليدي إلى تجويف المحيط، على عمق مئات الأمتار أدناه،  لقد اكتشفوا أن مياه المحيط في منطقة الاتصال بالأرض، وفقًا للمعايير القطبية، دافئة ومالحة أيضًا وهو ما أدى إلى إذابة الجرف الجليدي من الأسفل.

 

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة