أكد الشيخ حسن اليداك، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الشائعات تمثل أخبارًا مختلقة لا أساس لها من الواقع وتحتوي على معلومات مضللة تهدف إلى التهويل وإثارة الفتنة، وقد تستهدف المؤسسات أو الاقتصاد الوطني، مشيرًا إلى أن أثرها سلبي للغاية على الفرد والمجتمع.
وأضاف خلال مداخلة عبر الزووم، ببرنامج مع الناس، المذاع على قناة الناس اليوم الثلاثاء، أن الشائعات تسبب فقدان الثقة بين الأفراد وبينهم وبين المؤسسات، وتخلق حالة من الاحتقان لا أساس لها في الواقع، وكل من يشارك أو يروج لها يكون سببًا في انتشارها.
العقوبة تشمل من يحب أن تكون الشائعات موجودة أو يساهم في نشرها
وأوضح أن الشريعة الإسلامية عالجت هذا النوع من الأخطار بشكل صارم، مستشهدًا بقول الله تعالى: "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة"، مؤكّدًا أن العقوبة تشمل من يحب أن تكون الشائعات موجودة أو يساهم في نشرها.
وأشار إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء إثمًا أن يحدث بكل ما سمع" و"إن الله كره لكم القيل والقال وكثرة السؤال وإضاعة المال، موضحًا أن مجرد تداول الخبر دون تثبت يضر الفرد والمجتمع.
الإنسان يجب أن يكون متثبتًا من الأخبار قبل مشاركتها
وأضاف أن من يسمع الشائعة أو ينصت لها ويتركها تتمكن من قلبه، فقد يتخذ قرارات أو مواقف مبنية على باطل، وهو ما يعرضه لأضرار بالغة، مؤكدًا أن البيئة المناسبة للمجتمع السليم تعتمد على الوعي والمعرفة لما يدور من حوله.
وذكر وصية نبوية عظيمة في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت، موضحًا أن الإنسان يجب أن يكون متثبتًا من الأخبار قبل مشاركتها أو نشرها، وأن يعرف أهداف الشائعة ومن المستهدف من وراء نشرها، سواء كان الفرد أو المؤسسة أو الوطن، وأكد على أن التثبت من الأخبار واجب شرعي، وأن الامتناع عن نشر الشائعات أو الإسهام في ترويجها هو جزء من حماية المجتمع وصيانة قيمه وأمنه.