العمارة فى مصر الخديوية.. من باريس إلى القاهرة

الأحد، 07 ديسمبر 2025 12:00 ص
العمارة فى مصر الخديوية.. من باريس إلى القاهرة القاهرة الخديوية

كتب محمد فؤاد

تعد القاهرة الخديوية أحد أهم الفترات التاريخية الشاهدة بشكل دائم على مرحلة مهمة من جمال مصر ونهضتها المعمارية، شهدت شوارع القاهرة فى عصر الخديوي إسماعيل أبهى مراحل التطور المعماري، ورغم تعرض الكثير من المبانى لأضرار مختلفة مع الزمن، لكنها لا تزال شامخة فى منطقة وسط البلد إلى يومنا هذا.

القاهرة الخديوية تحفة معمارية

كان الخديوي إسماعيل شغوفا بالحضارة الأوروبية منذ أن كان يدرس في فرنسا، حيث طلب من الإمبراطور نابليون الثالث أن يقوم المهندس النمساوي "هاوسمان" بتخطيط القاهرة الجديدة، كما طلب من "هاوسمان" أن يطعم القاهرة بعناصر وملامح باريس، وكان إسماعيل يهدف إلى بناء عاصمة حديثة، بعيدة كل البُعد عن تلك المدينة، التي تنتمي للعصور الوسطى، فكانت القاهرة الخديوية هي مشروع إسماعيل التنويري والجمالي، فسخّر لها كافة الأموال والعمال لتخرج في أحسن صورة، حتى ظهرت كتحفة معمارية في وقتها.

وقد تنوعت المباني ما بين مباني ذات طابع سكني مثل عمارة الإيموبيليا، وطابع إداري مثل عمارة تريستا، وتجاري مثل ترينج، وبنوك مثل مبنى بنك مصر، واستقدام أعظم المهندسين المعماريين المهرة لتحويل حلمه إلى حقيقة، وكان من أبرزهم ثلاثة وعشرون معمارياً منهم "كاستامان"، الذي بنى عمارة "جروبى" والنمساوي أنطونيو لاشياك، الذي بنى بنك مصر بشارع "محمد فريد"، والعمارات الخديوية بشارع "عماد الدين"، والمهندسين الايطاليين ''أفوسكاني'' و''أورسيني'' في بناء دار الأوبرا عام 1869 على نمط أوبرا ''لاسكالا'' وكلف ''دي كوريل دل روسو'' ببناء قصر عابدين لينقل مقر الحكم من القلعة الى وسط القاهرة.

القاهرة تتحول إلى مدينة تضاهي أجمل مدن العالم

ومع اقتراب افتتاح قناة السويس تم بناء العديد من المباني في وسط القاهرة لاستيعاب الضيوف الذين يشاركون في افتتاح القناة، كما أصدر قانون بمنح الأرض مجانًا لأي شخص يلتزم ببناء منزل أو عقار عصري حديث مُحاط بحديقة، وذلك مقابل مبلغ كبير من المال، ومنح كل من يرغب في ذلك فترة زمنية لا تتخطى العامين، ومن يفشل يتم سحب الأرض منه، ولقد شهدت القاهرة خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر نهضة معمارية حقيقية لم يسبق لها مثيل، وتحولت إلى تحفة حضارية تضاهي أجمل مدن العالم بشوارعها وبميادينها وبمبانيها العريقة.
 

القاهرة الخديوية باريس الشرق

تلك المباني التي تجمع في تنسيق بديع حزمة من العناصر المعمارية؛ أعمدة وكرانيش وزخارف نباتية وكوابيل من الحجر وشرفات دائرية وقباب كعلامة مميزة لتلك المنطقة وتماثيل تنوعت في طابعها بين المحلي والوافد، ورسومات وزخارف، نقشت بدقة على جدران مبانيها العتيقة، وتعرض الكثير من مباني القاهرة الخديوية "وسط البلد" لوحات فريدة تظل فنًا قائمًا بذاته يزين واجهات ومداخل المباني، فهنا "وحوش" تقف على أبوابها حارسة، فيما تطل من فوق شرفاتها وجوه "ملائكية" تبتسم للمارة في الشوارع، وكأنها تحكي في صمت قصص فنانين شاركوا في بناء "باريس الشرق" وفيما يلي عرض موجز لأهم تلك المباني.


 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة