قد يظهر وخز الرأس على هيئة تنميلٍ خفيفٍ أو إحساس بوخز دقيق أشبه بتيار كهربائي قصير، يمر فجأة في جانب الرأس أو يمتد إلى الوجه والعنق. وبينما يراه البعض أمرًا بسيطًا، يعتبره الأطباء إشارة عصبية لا ينبغي تجاهلها، لأنها قد تكشف عن اضطراب خفي في الأعصاب أو الدورة الدموية أو حتى في الحالة النفسية.
وفقًا لتقرير نشره موقع Tua Saúde، فإن الشعور بوخز الرأس من الأعراض التي تتعدد أسبابها بدرجة كبيرة، إذ يمكن أن ينتج عن التوتر أو الصداع النصفي أو أمراض أكثر تعقيدًا مثل التصلب المتعدد أو داء السكري. وتكمن أهمية التقييم الطبي في تحديد ما إذا كان هذا العرض عابرًا أم دليلًا على خلل عصبي يحتاج إلى علاج.
1. الصداع النصفي: العصب تحت الضغط
في أثناء نوبات الصداع النصفي، يضطرب تدفق الدم إلى أجزاء من الدماغ ما يؤدي إلى تنميل مؤقت أو وخز في جانب الرأس أو الوجه. وغالبًا ما يسبق الألم الشديد مرحلة “الهالة”، التي يشعر فيها المريض بتغيّر في الرؤية أو إحساس غريب في الرأس.
تجنب المنبهات الغذائية كالكافيين والشوكولاتة والنوم المنتظم يقلل تكرار النوبات، فيما قد تستلزم الحالات المتكررة تدخلًا دوائيًا بإشراف طبيب الأعصاب.
2. التوتر والقلق: متى يتحول الضغط النفسي إلى إحساس جسدي؟
عندما تتصاعد مستويات الكورتيزول والأدرينالين في الجسم بفعل التوتر، يزداد تدفق الدم ونشاط الجهاز العصبي، ما قد يسبب وخزًا متقطعًا في الرأس أو الأطراف.
الراحة الذهنية، وتقنيات التنفس العميق، وممارسة المشي المنتظم تساعد على خفض التوتر ومنع عودته في صورة أعراض عصبية.
3. التهاب الجيوب الأنفية: ضغط خلف الجبهة
يؤدي احتقان الجيوب الأنفية وتراكم الإفرازات إلى ضغط على الأعصاب الدقيقة في الوجه والرأس، ما يولد شعورًا بالوخز أو الثقل خلف العينين والجبهة.
ينصح الأطباء باستخدام الغسول الملحي الدافئ والحفاظ على ترطيب الجسم، وفي الحالات المزمنة قد تُستخدم مضادات الالتهاب أو الكورتيكوستيرويدات.
4. إصابات الرأس: عصب مضغوط بعد الصدمة
حتى الرضوض البسيطة على الرأس يمكن أن تسبب تهيجًا للأعصاب السطحية أو خللًا في تدفق الدم الموضعي، وهو ما يُترجم إلى وخز أو تنميل.
يجب مراجعة الطبيب فورًا إذا ترافق العرض مع صداع شديد، أو دوار، أو فقدان وعي، إذ قد يحتاج المريض إلى تصوير مقطعي أو رنين مغناطيسي لاستبعاد النزف أو إصابة الدماغ.
5. أمراض الأسنان: جذور الأعصاب تمتد للرأس
أحيانًا لا يكون مصدر الوخز في الرأس من الدماغ، بل من الفم نفسه. فالتهاب اللثة أو الخراجات أو بعد إجراءات جراحية للأسنان يمكن أن يمتد الإحساس العصبي إلى منطقة الرأس والوجه.
في معظم الحالات يزول الوخز بزوال الالتهاب، لكن استمرار الأعراض يستدعي مراجعة طبيب الأسنان لتقييم العصب الوجهي.
6. داء السكر: الأعصاب تحت تأثير السكر
ارتفاع مستويات الجلوكوز المزمنة قد يُتلف الألياف العصبية الدقيقة، وهي حالة تُعرف بالاعتلال العصبي السكري. ورغم أن الأطراف السفلية أكثر تأثرًا، فقد يظهر الوخز أحيانًا في الرأس أو الرقبة.
التحكم الصارم في السكر عبر النظام الغذائي، والأدوية الموصوفة، والرياضة اليومية، يمثل الركيزة الأولى للوقاية والعلاج.
7. التصلب المتعدد: خلل في التواصل العصبي
في هذا المرض المناعي، يهاجم الجهاز المناعي الطبقة العازلة للأعصاب، ما يعطل الإشارات العصبية في مناطق متعددة من الجسم. من أبرز علاماته التنميل والوخز المتكرر في الوجه أو الرأس، وقد يصاحبه ضعف في العضلات أو اضطراب في التوازن.
التشخيص المبكر بالعلاج الموجه يساعد على إبطاء تطور المرض وتحسين نوعية الحياة.
8. مرض لايم: عدوى تحملها الحشرات
ينتقل هذا المرض عبر لدغة قراد مصاب، وبعد أسابيع قد يظهر المريض بأعراض عصبية تشمل وخز الرأس أو الوجه، مع تيبس الرقبة وإرهاق عام.
العلاج المبكر بالمضادات الحيوية يمنع المضاعفات العصبية طويلة الأمد.
9. الصرع: نشاط كهربائي مفرط
قد يسبق النوبة الصرعية شعور غريب كوخز في الرأس أو اليدين نتيجة تغيرات مؤقتة في الإشارات العصبية.
يلزم تقييم الحالة من قبل طبيب الأعصاب باستخدام تخطيط الدماغ واختيار الدواء المناسب للتحكم في النشاط الكهربائي الزائد.
10. الهربس النطاقي: وخز يتبعه ألم جلدي
ينتج هذا الفيروس عن إعادة تنشيط فيروس الجديري القديم داخل الأعصاب، فيبدأ المرض بوخز أو إحساس حارق في منطقة محددة من الرأس أو الوجه، ثم تظهر بثور صغيرة مؤلمة.
يُعالج الهربس النطاقي بمضادات الفيروسات ومسكنات الألم، ويجب التدخل المبكر لتجنب مضاعفات ما بعد العدوى.
متى تزور الطبيب؟
يُنصح بمراجعة الطبيب إذا استمر الوخز أكثر من ثلاثة أيام، أو ترافق مع ضعف في الوجه، أو صداع حاد، أو دوار. وقد يطلب الطبيب فحوصات دم أو تصويرًا بالرنين المغناطيسي لتحديد السبب الدقيق وتوجيه العلاج.