"اليوم السابع" في جولة داخل "متحف زايد الوطني" بعد افتتاحه.. رحلة عبر تاريخ الإمارات..المتحف يستلهم رسالته من القيم الراسخة التي جسّدها المؤسس الشيخ زايد.. قارب ماجان والمصحف الأزرق أبرز المقتنيات.. صور وفيديو

أجرى اليوم السابع جولة خاصة داخل متحف زايد الوطني بأبوظبي، المتحف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، والذي تم افتتاحه الأربعاء الماضي ويقع في قلب المنطقة الثقافية في السعديات.

يقدّم المتحف الوطني لدولة الإمارات تاريخ وثقافة هذه الأرض من خلال رحلة تفاعلية تمتد من العصور القديمة حتى العصر الحديث، ويستلهم المتحف رسالته من القيم الراسخة التي جسّدها المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه.

وقال محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: " يروي متحف زايد الوطني، بصفته المتحف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، قصة هذه الأرض وشعبها. ويُجسّد المتحف القوةَ الجامعة للثقافة، بوصفه فضاءً يتيح للمواطنين والمقيمين والزائرين على حدٍ سواء أن يروا أنفسهم في مرآة حكاية شعبنا وأرضنا. وهو نقطة التقاء بين التراث والحداثة، تُسهم في تشكيل فهمنا للسرد الثقافي المتطور للدولة وإبراز ملامحه المتجددة. وبصفته مركزاً عالمياً للبحث والتعلم، سيُلهم ويُعدّ الجيل المقبل من القيّمين والمؤرخين والمختصين الإماراتيين في حفظ التراث، بما يمكّن دولتنا من تعزيز دورها في إنتاج المعرفة والمساهمة في الخطاب الثقافي العالمي.

السيد محمد خليفة المبارك والزميل محمد أسعد داخل المتحف

يصطحب متحف زايد الوطني زواره في رحلة عبر تاريخ دولة الإمارات، بدءاً من أقدم دلائل الوجود البشري وصولاً إلى الحضارات التي ساهمت في تشكيل ثقافتها وهويتها، مع التركيز على جهود المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويسرد القيم والطموحات التي شكلت دعائم بناء الوطن. ويُعد المتحف جسراً ثقافياً يبرز التاريخ والثقافة والتراث المشترك بين الإمارات السبع.

الزميل محمد أسعد داخل متحف زايد الوطني بأبوظبي 

يضم متحف زايد الوطني مجموعة مقتنيات حوالي 3000  قطعة ضمن ست صالات عرض دائمة تجمع بين قطعٍ أثرية ومقتنيات تاريخية، ووسائط سمعية وبصرية وتجارب متعددة الحواس، إلى جانب تركيبات فنية معاصرة وإعادة بناء بعض القطع الأثرية. ويكشف المتحف الجغرافيا والابتكار والتبادل والإيمان التي شكلت الهوية الإماراتية بدءاً من حديقة المسار التي تعد بمثابة صالة عرض خارجية يبلغ طولها 600 متر، وصولاً إلى صالات العرض المخصصة لسرد حياة الوالد المؤسس الشيخ زايد والملامح الطبيعية في دولة الإمارات، والاكتشافات الأثرية التي تمتد لأكثر من 300,000 عام من التاريخ البشري.

متحف زايد الوطني بأبوظبي

وعند الدخول يستقبلك في البهو الرئيسي قارب ماجان، والذي تمت تسميته نسبة لاسم المنطقة قديماً، من مواد خام وجدت على لوح صلصال مكتوب باللغة المسمارية، تمت اعادة بناء القارب باستخدام تقنيات قديمة يعود تاريخها إلى 2100سنة قبل الميلاد، واستطاع القارب اجتياز مجموعة من التجارب الصارمة، مما مكنّه من قطع مسافة 50 ميلاً بحرياً (92.6 كيلومترات) في مياه الخليج العربي. وتولى قيادة القارب مجموعة من البحارة الإماراتيين.

قارب ماجان

وقد شارك في مشروع قارب ماجان المنظم من قبل متحف زايد الوطني بالتعاون مع جامعة زايد وجامعة نيويورك أبوظبي، فريق دولي يضم أكثر من 20 خبيرًا من خمس دول، منهم أمناء متاحف، وأساتذة، وعلماء آثار، وطلبة من الإمارات، وصنّاع قوارب من ولاية كيرلا، إضافة إلى خبراء من إيطاليا، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة.

رئيس دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي خلال لقاءه مع الإعلاميين داخل متحف زايد الوطني

أما صالات العرض الرئيسية في متحف زايد الوطني فأولها صالة بداياتنا وي تسلّط صالة العرض هذه الضوء على نواح جديدة من حياة وإرث وقيم الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من خلال سرد قصصي أصيل.

ضمن المعروضات بمتحف زايد الوطني بأبوظبي

أما قاعة "عبر طبيعتنا" فتقدّم للزوار تجربة غامرة للتعرّ ف على التضاريس الطبيعية المتنوعة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتبحث في تأثيرها التاريخي على طبيعة الحياة فيها.

ضمن معروضات قاعة عبر طبيعتنا

وفي قاعة " إلى أسلافنا" تستكشف الأدلة على النشاط البشري الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 300,000 سنة في هذه البقعة من العالم، وتسلط الضوء على حركة التجارة المبكرة مع المجتمعات الأخرى في منطقة الخليج.

ضمن المعروضات بمتحف زايد الوطني بأبوظبي 

أما داخل قاعة " ضمن روابطنا" يتم استعراض الآفاق الواسعة التي تمتّع بها شعب الإمارات قديما والأثر الذي تركته ابتكاراته والمواد والمعارف، والتي بلغت أوجها مع تطور اللغة العربية وانتشار الإسلام. و تغطي الصالة العصر الحديدي قبل نحو 3,000 عام، إضافة إلى انتشار الإسلام في المنطقة منذ القرن السابع الميلادي وصولاً إلى القرن الثاني عشر الميلادي.

ضمن المعروضات بمتحف زايد الوطني بأبوظبي 

وتروي قاعة "في سواحلنا" قصة تطور الهوية الثقافية المتميزة لسواحل الإمارات، متتبعتاً تاريخ المجتمعات منذ عهد ابن ماجد (مواليد جلفار) وعصر الملاحين العرب العظماء. كما تستكشف ثقافة الساحل، بدءًا من العمارة والعملة والموسيقى، وصولًا إلى الركائز الاقتصادية الأساسية كالصيد واستخراج اللؤلؤ والتجارة وبناء القوارب.

ضمن المعروضات بمتحف زايد الوطني بأبوظبي 

أما قاعة "من جذورنا" فتواصل استكشاف الهوية الإماراتية من خلال عرض أساليب الحياة التقليدية والعادات الاجتماعية التي سادت في مناطق الإمارات الداخلية. من الصحراء إلى الواحات إلى الجبال.  وتسلط صالة العرض الضوء أيضًا على التراث غير المادي الذي ينتقل عبر الأجيال، مما يعزز الحفاظ على التاريخ بمرور الوقت.

إحدى المعروضات بقاعة من جذورنا

ويضم المتحف كذلك " حديقة المسار" وهي صالة عرض خارجية طولها 600 متر وتعرف الزوار على الجدول الزمني للشيخ زايد وتحيط بها المناظر الطبيعية التي ألهمته. تتميز حديقة المسار بمنحوتات ونباتات نموذجية للمناظر الطبيعية في دولة الإمارات العربية المتحدة: الصحراء والواحات والمناطق الحضرية.

حديقة المسار

ومن أبرز المعروضات الفريدة كذلك "المصحف الأزرق" والذي يعد  من أندر وأجمل المخطوطات القرآنية في العالم، ويعود إلى الفترة ما بين 800 إلى 900 ميلادي، ويتميّز برقّته وجماله، حيث كُتب على ورق أزرق بلون لافت بخط كوفي مذهّب، مما يجعله تحفة فنية فريدة من نوعها في تاريخ الفن الإسلامي.

المصحف الأزرق

كان المخطوط الأصلي يتكوّن من 600 صفحة مصنوعة من جلد الغنم، ولا يزال منها اليوم نحو 100 صفحة موزعة بين مجموعات خاصة ومتاحف عالمية. وسيتم عرض خمس صفحات منها في متحف زايد الوطني، وقد نجح فريق من الباحثين في متحف زايد الوطني في الكشف عن نص قرآني مخفي تحت طبقة زخرفية مذهّبة في إحدى الصفحات.

وصمم المتحف المعماري الحاصل على جائزة بريتزكر للعمارة اللورد نورمان فوستر من شركة فوستر وشركاه. ويمثل افتتاحه فصلاً جديداً من إرث هذا الوطن وتتويجاً لعام ثقافي غير مسبوق في دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ شهد افتتاح كل من تيم لاب فينومينا أبوظبي، ومتحف التاريخ الطبيعي أبوظبي في المنطقة الثقافية في السعديات، وإعادة افتتاح متحف العين.

الزميل محمد أسعد داخل متحف زايد الوطني بأبوظبي 

وبمناسبة افتتاح المتحف فتم إطلاق برنامج حافل بالعروض وورش العمل والأنشطة الثقافية المتنوعة، ويستمر حتى ٣١ ديسمبر، تحت شعار "جذور راسخة وإرث حي".

يحتفي البرنامج الذي يجمع بين الموسيقى والفنون الشعبية والسرد بتراث دولة الإمارات العربية المتحدة وإرثها الثقافي في المساحات الداخلية والخارجية للمتحف. ويقدم الأسبوع عروضاً تراثية لفنون الرزفة والنعاشات، وتجربة القهوة الإماراتية من تصميم "بيت القهوة" مصحوبة بفن التغرودة الغنائي، إلى جانب أهازيج النّهمة الساحلية وفن الندبة الجبلية، بالإضافة إلى أمسيات شعرية وموسيقية. كما تتيح الورش للزوار فرصة استكشاف الحِرف والفنون التقليدية المستوحاة من سردية المتحف ومقتنياته، إلى جانب جولات متحفية تتطلب حجزاً مسبقاً.

متحف زايد الوطني بأبوظبي 

متحف زايد الوطني بأبوظبي

متحف زايد الوطني بأبوظبي 

متحف زايد الوطني بأبوظبي