في اكتشاف استثنائي، عثر علماء الآثار على ثلاثين مقبرة لقرود في ميناء بيرينيكي الأثري على البحر الأحمر، مما يكشف عن تربية النخبة العسكرية الرومانية للحيوانات كرفقاء مقربين، وقد تم العثور على هذه الحيوانات مع مقتنيات جنائزية، مما يغير الافتراضات السابقة حول تربية الحيوانات الأليفة في العصور القديمة.
أدلة على تجارة الحيوانات الحية
يرتبط هذا الاكتشاف التاريخي، الذي يعتبر الأول من نوعه، بتجارة الحيوانات الحية بين الهند والإمبراطورية الرومانية خلال القرنين الأول والثاني الميلاديين، وقد وثق العلماء بقايا ثلاثين قردًا مدفونًا في مقبرة الحيوانات في بيرينيكي، ما يشير إلى تحول كبير في ممارسات تربية الحيوانات الأليفة لدى الرومان.
وفقًا للتحليل الذي نشر في مجلة الآثار الرومانية، تتنوع الأنواع المكتشفة من القرود بين مكاك الريسوس، مكاك القلنسوة، وقرود غريفت، وهي جميعها تعود إلى مناطق جنوب الهند أو وادي السند شمال الهند، ويعتبر هذا الاكتشاف أول دليل أثري على نقل حيوانات حية من الهند إلى الأراضي الرومانية، ما يوسع فهمنا لشبكات التجارة القديمة عبر البحر الأحمر، وجاء ذلك بحسب ما ذكر موقع ancient orgnins.
وتظهر طقوس الدفن في بيرينيكي المكانة الاجتماعية الرفيعة التي حظيت بها هذه الحيوانات بين أصحابها الرومان، حيث تم العثور على هياكل عظمية لقرود مدفونة مع سلع جنائزية متقنة الصنع، مثل الأصداف البحرية، سلال منسوجة، وقطعة قماش مطوية تشبه دمية من القماش، هذه القطع تشير إلى أن القرود كانت تعتبر جزءًا مهمًا من الحياة الاجتماعية للرومان، وربما وضعت لضمان انتقالهم إلى الحياة الآخرة.
على الرغم من الاحترام الكبير الذي كان يحظى به هؤلاء الرفقاء الغريبون، تشير الأدلة إلى أن النخبة الرومانية واجهت صعوبة في توفير الرعاية المناسبة لهذه الحيوانات، أظهرت العديد من هياكل القرود علامات سوء التغذية، ما يعكس تحديات تربية الحيوانات الغريبة في بيئة صحراوية قاسية مثل منطقة بيرينيكي.
قرد مكاك هندي يعبر عن المجتمع العسكرى الرومانى
يعد امتلاك قرد مكاك هندي في المجتمع العسكري الروماني علامة على المكانة الاجتماعية الرفيعة، حيث كان الضباط الرومانيون في بيرينيكي يعتبرون هذه الحيوانات رموزًا للمكانة والقدرة على التحكم في كائنات غريبة، ما يعزز مكانتهم بين أقرانهم في المجتمع العسكري.