قدم تليفزيون اليوم السابع تغطية خاصة، تناولت ملابسات مقتل ياسر أبو شباب، قائد ميليشيات فى غزة، فى ظل تعدد الروايات وتضاربها حول ظروف مقتله.
واستعرضت التغطية، تفاصيل إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلى، مقتل أبو شباب على يد مسلحين مجهولين داخل قطاع غزة، مرجّحة وفق تقديرات أولية أن الجريمة جاءت نتيجة خلافات داخلية، كما نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول أمني أن أبو شباب نُقل إلى مستشفى سوروكا حيث توفى متأثرًا بجراحه، وأن المؤشرات الأولية تشير إلى نزاع داخلي داخل العشيرة وليس عملية تصفية نفذتها حركة حماس.
كما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن التقديرات تميل إلى أنه قُتل على يد أحد عناصر مجموعته، بينما أشارت مصادر أخرى إلى مقتله في كمين لعناصر حماس، فى حين تحدّثت أنباء عن اشتباك وقع بينه وبين مقاتلين من كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة.
وقال مراسل القناة 12 عميت سيجال إن «حماس اعتبرت أبو شباب تهديدًا استراتيجيًا لحكمها»، مؤكدًا أن التحقيق جارٍ لمعرفة كيفية وصول عناصر من الحركة إليه وتصفيته، على حد تعبيره. كما أوضح مسؤول أمني إسرائيلي أن التحقيقات لا تزال جارية حول الظروف الدقيقة لمقتله، خاصة أنه يُعد أحد أبرز الخصوم الميدانيين لحماس في جنوب القطاع.
وبدأ اسم أبو شباب يبرز بعد إطلاق سراحه عقب هجمات 7 أكتوبر 2023، إذ أسس ميليشيا مسلحة باسم القوات الشعبية عملت فى منطقة شرق رفح، واتهمته حماس بالتعاون مع إسرائيل ونهب المساعدات، وهي الاتهامات التى نفى صحتها، مؤكدًا أنه يسعى إلى «طرد عناصر حماس» وتقويض نفوذها.
وتشير تقارير إسرائيلية إلى أن أبو شباب كان يحصل على دعم مباشر من جهاز الشاباك ووحدة 8200 المتخصصة بالاستخبارات الإلكترونية، فى إطار ما وصفته وسائل إعلام عبرية بمحاولة إسرائيلية لبناء نموذج لإدارة محلية معادية لحماس فى رفح. كما أفادت تقارير بأن قوات الاحتلال كانت توفر غطاءً وحماية له أثناء تحركاته.
وينتمى أبو شباب، المولود عام 1990، إلى قبيلة الترابين فى رفح. وكان معتقلًا قبل 7 أكتوبر بتهم جنائية، لكن تم إطلاق سراحه عقب قصف إسرائيلى استهدف مقرات أمنية لحماس. وتورطت مجموعته لاحقًا فى عدة أحداث مثيرة للجدل، أبرزها مقتل مجموعة عملاء ومستعربين شرق رفح فى مايو الماضى، والذين قالت الفصائل إنهم يتحركون تحت غطاء «عصابة ياسر أبو شباب».
وتتركز الاتهامات لميليشيا أبو شباب فى محورين أساسيين: نهب جزء من المساعدات الإنسانية القادمة إلى جنوب غزة، والتعاون المباشر مع الجيش الإسرائيلى، وهو ما تذكره جهات إسرائيلية أيضًا، بينما كان ينفى الأمر باستمرار.
وتستمر متابعة القضية فى إسرائيل فى ظل تعدد الروايات وتضاربها، بينما تتزايد الأسئلة حول طبيعة الدور الذى لعبه أبو شباب فى جنوب القطاع، وحجم الدعم الذى تلقاه، والجهة التى تقف فعليًا وراء اغتياله.