الدعاء سلاح لا لعنة.. عالم أزهري يحذر من استخدام الدعاء للخصومات الأسرية

الأربعاء، 31 ديسمبر 2025 09:14 م
الدعاء سلاح لا لعنة.. عالم أزهري يحذر من استخدام الدعاء للخصومات الأسرية عالم أزهري يحذر من استخدام الدعاء للخصومات الأسرية

0:00 / 0:00
رامى محيى الدين

أثار مقطع متداول لسيدة تدعو على ابنها وزوجته أمام الكعبة المشرفة موجة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين متعاطف مع الألم الإنساني، وغاضب من توظيف أقدس بقاع الأرض في خصومة أسرية.

 

وفي هذا السياق أكد الشيخ أحمد خليل، عالم الأزهر الشريف، أن الواقعة تحتاج إلى ضبط علمي وشرعي يضع الأمور في نصابها الصحيح.

 

الدعاء عبادة راقية وليست أداة للانتقام

وأوضح الشيخ أحمد خليل أن الإسلام لم ينظر إلى الدعاء بوصفه تفريغًا للغضب أو وسيلة للانتقام، بل عبادة راقية لها آداب وحدود، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾، مشددًا على أن الرفق والصدق في الدعاء هما الطريق الأقرب للإجابة، وليس القلوب المشحونة بالغضب.

 

الشريعة الإسلامية والدعاء على المظلوم

وأشار عالم الأزهر إلى أن الشريعة راعت حال المظلوم وأجازت له الدعاء، لكنها رفعت منزلة العفو والصبر، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾، موضحًا أن الإسلام لا يربّي على الانتقام، وإنما على إصلاح النفوس وطلب الهداية.

 

النهي عن الدعاء على النفس والأبناء

وأكد الشيخ أحمد خليل أن النبي ﷺ نهى صراحة عن الدعاء على النفس أو الأبناء أو المال، مستشهداً بقول النبي ﷺ: «لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم»، موضحًا أن هذا التوجيه يهدف إلى دعاء صالح وبنّاء بدل الانتقام.

 

تحويل الغضب إلى دعاء بالهداية

وشدد الشيخ على أن القلب المشحون بالغضب لا يصلح للدعاء المقبول، وأن تحويل الدعاء إلى طلب الهداية والصلاح للأبناء هو الطريق الأمثل، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب»، مؤكداً أن هذا يعزز الروابط الأسرية ويحقق الخير في الدنيا والآخرة.

 

الكعبة المشرفة موطن للتوحيد لا للخصومات

وأشار إلى أن الكعبة لم تكن يومًا ساحة خصومات أو منبرًا لتصفية الخلافات الأسرية، بل هي موطن للتوحيد والتوبة والرجوع الصادق إلى الله، مستشهداً بقول الله تعالى: ﴿جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ﴾، مؤكداً أن استخدام الدعاء كأداة للهدم رسالة خاطئة يجب تصحيحها.

 

الدعاء الصادق طريق لإصلاح القلوب والأحوال

وأكد الشيخ أحمد خليل أن الشريعة جاءت لجبر القلوب وإطفاء نيران الفتن، داعيًا الله أن يصلح الأحوال ويؤلف بين القلوب، وأن تجعل بيوتنا قائمة على الرحمة والدعاء الصادق لا الخصام واللعن.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة