خيّم الحزن على جنوب إسبانيا بعد أن تحولت الأمطار الغزيرة والرياح العاتية إلى مأساة إنسانية أودت بحياة ثلاثة أشخاص في مقاطعتي غرناطة ومالقة، فى واحدة من أعنف موجات الطقس التي تضرب البلاد مع نهاية عام 2025، لتجدد المخاوف من تكرار سيناريوهات الكوارث المناخية التي باتت أكثر شراسة في السنوات الأخيرة.
ارتفاع ضحايا الفيضانات
وأعلنت السلطات الإسبانية، العثور على جثة شاب كان يقود دراجة نارية في بلدة إيلورا التابعة لمقاطعة غرناطة، بعد أن جرفته السيول أثناء محاولته عبور مجرى مائي فاض بشكل مفاجئ، ووفقًا لبيانات الحرس المدني، فقد عُثر على الجثمان على بُعد نحو ثلاثة كيلومترات من موقع الحادث، في مشهد يعكس قوة التيار المائي الذي اجتاح المنطقة خلال ساعات قليلة، وفقا لصحيفة الدياريو الإسبانية.
وكان الشاب برفقة صديق له حاول اجتياز المجرى نفسه، إلا أن الأخير نجا بأعجوبة وتمكن من طلب المساعدة، بينما اختفى سائق الدراجة وسط المياه المتدفقة، قبل أن تنتهي عمليات البحث بالعثور عليه جثة هامدة.
وفي مقاطعة مالقة، لم تكن المأساة أقل قسوة، حيث لقي رجلان يبلغان من العمر 53 و54 عامًا مصرعهما بعدما جرفت مياه نهر شاحنة صغيرة كانا يستقلانها في بلدة ألهورين إلجراندي. وأوضح عمدة البلدة أن المركبة عُثر عليها مقلوبة داخل مجرى النهر، بينما استمرت عمليات البحث لساعات طويلة انتهت بالعثور على الجثتين، وسط صدمة السكان المحليين.
12 ساعة متواصلة من الأمطار الغزيرة
وشهدت مناطق واسعة من مالقة نحو 12 ساعة متواصلة من الأمطار الغزيرة، تسببت في فيضانات عارمة، وألحقت أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية والمنازل، ما اضطر السلطات إلى إجلاء عدد كبير من السكان كإجراء احترازي.
وتعيد هذه الحوادث الدامية إلى الواجهة الجدل المتصاعد حول تأثيرات التغير المناخي على إسبانيا، التي تعاني من تزايد حدة الظواهر الجوية المتطرفة، بين موجات حر غير مسبوقة وأمطار فجائية مدمرة. ولا تزال ذاكرة الإسبان مثقلة بآثار فيضانات أكتوبر 2024، التي أودت بحياة أكثر من 230 شخصًا، خاصة في إقليم فالنسيا، في كارثة وُصفت حينها بأنها الأسوأ منذ عقود.
ومع تكرار هذه المشاهد القاتمة، تتصاعد الدعوات لتعزيز أنظمة الإنذار المبكر، ومراجعة سياسات إدارة المخاطر، في محاولة للحد من الخسائر البشرية التي باتت تدفع ثمنًا باهظًا لتحولات مناخية متسارعة لا ترحم.