يتعرض الأطفال في الكونغو الديمقراطية للعديد من الانتهاكات والنزوح المتكرر الذي يجبرهم على العيش بلا مأوى وبدون أي مساعدات، ووفق اليونيسف في عام 2025، تصاعد القتال إلى مستويات لم نشهدها منذ عقود، ووصل الوضع الإنساني إلى مستويات كانت بالفعل أسوأ من الكارثية.
6.5 مليون نازح بسبب العنف في الكونغو الديمقراطية
وأَضافت منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف أنه تتسم أعمال العنف في الشرق بالاستهداف المتعمد للمدنيين ومخيمات النزوح والمستشفيات والمدارس. ويُقتل الأطفال ويُشوّهون ويُختطفون ويُجندون في الجماعات المسلحة. وفي عام 2024، بلغ عدد النازحين في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية حوالي 6.5 مليون شخص، مما يجعلها واحدة من أسوأ أزمات النزوح على مستوى العالم.
تفشي الأمراض يهدد حياة الالاف من الأطفال
وحذرت اليونيسف من أن تفشي الكوليرا في جمهورية الكونغو الديمقراطية كان له تأثير مدمر حيث بلغ إجمالي الحالات 64427 حالة منذ بداية العام، بما في ذلك 1888 حالة وفاة، منها 14818 حالة بين الأطفال و340 حالة وفاة، مما يجعله أسوأ تفشٍ للمرض في البلاد منذ 25 عامًا.
أدى تفشي المرض إلى تعطيل تعليم الأطفال، وتعريضهم للمرض، وإجبارهم على مشاهدة معاناة وفقدان أفراد أسرهم. وفي إحدى أكثر الحالات مأساوية، توفي 16 طفلاً من أصل 62 طفلاً كانوا يقيمون في دار رعاية جماعية في كينشاسا في غضون أيام بعد أن اجتاح المرض دار الأيتام.
ووفق يونيسف تتأثر حاليًا سبع عشرة مقاطعة من أصل ست وعشرين مقاطعة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بما في ذلك العاصمة كينشاسا. وتختلف نسبة الحالات التي تشمل الأطفال من مقاطعة إلى أخرى، لكنها تبلغ في المتوسط حوالي 23.4% على مستوى البلاد.
مسؤول اليونيسف يدعو لدعم الخدمات الأساسية في الكونغو
قال جون أغبور، ممثل اليونيسف في جمهورية الكونغو الديمقراطية: "لا ينبغي أن يتأثر أطفال الكونغو بهذا القدر من الخطورة داعيا لزيادة على الاستثمارات في خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة والصحة، لا سيما في المناطق التي تشهد تفشياً واسعاً للكوليرا، وذلك لحماية صحة ورفاهية الأسر والأطفال الكونغوليين بشكل أفضل".
وقالت منظمة أنقذوا الأطفال إن العائلات التي تهرب من الصراع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية تصل إلى بوروندي إلى مخيمات مكتظة بالسكان دون أي شيء، مما يترك الأطفال جائعين ومصابين بصدمات نفسية ومعرضين لخطر الإصابة بالأمراض، حيث قامت العديد من العائلات برحلة محفوفة بالمخاطر سيراً على الأقدام على مدى ثلاثة أو أربعة أيام، حيث ناموا في العراء وعبروا الأنهار التي غمرتها الفيضانات، قبل أن يصلوا منهكين وجافين إلى مراكز العبور المكتظة التي توفر مأوى قصير الأجل للنازحين قبل انتقالهم إلى أماكن إقامة أخرى طويلة الأجل
ولفتت المنظمة الدولية الي انه يُعرّض النقص الحاد في الغذاء والمياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي والمأوى والرعاية الصحية في مراكز العبور الأطفال لخطر تفشي أمراض خطيرة كالكوليرا، مما اضطرهم إلى ترك تعليمهم لكن حجم الاحتياجات يفوق بكثير الموارد المتاحة
ولفتت المنظمة انه منذ 6 ديسمبر، عبر أكثر من 84 ألف شخص من جنوب كيفو إلى بوروندي هرباً من القتال والقصف المتصاعدين، مما رفع عدد اللاجئين وطالبي اللجوء الكونغوليين في بوروندي إلى أكثر من 200 ألف، وفقاً للأمم المتحدة.