بالتزامن مع تحذيرات خبراء الطقس من تدفق السحب الرعدية، برز مصطلح "الرياح الهابطة" كأحد أخطر الظواهر الجوية التي ترافق عدم استقرار الطقس.
ورغم قصر مدتها الزمنية، إلا أن قوتها التدميرية تجعلها تتصدر قائمة اهتمامات خبراء الأرصاد، لما تمثله من تهديد مباشر للأرواح والممتلكات.
كيف تتشكل الرياح الهابطة؟
يؤكد خبراء الطقس أن الرياح الهابطة ليست رياحاً أفقية عادية، بل هي تيار هوائي "ساقط" من أعماق السحابة الرعدية الركامية.
تبدأ حين يبرد الهواء داخل السحابة بشدة نتيجة تبخر قطرات الأمطار، فيكتسب كثافة عالية تجعله "أثقل" من الهواء المحيط، فيهوي بسرعة عمودية هائلة نحو الأرض وبمجرد اصطدام هذا التيار بسطح الأرض، ينفجر في اتجاهات أفقية بعنف، مشكلاً موجة ارتدادية من الرياح العاتية.
صدمة هوائية مفاجئة
تكمن خطورة هذه الرياح في عنصر المفاجأة وقوة الضغط، حيث تتسم بقوة تدميرية يمكن أن تتجاوز سرعتها أحياناً 100 كيلومتر في الساعة، مما يمنحها قدرة على تحطيم النوافذ، واقتلاع الأشجار المعمرة، وإسقاط اللوحات الإعلانية الضخمة، و الضغط الرأسي بخلاف الرياح العادية التي تدفع الأجسام جانبياً، فإن الرياح الهابطة تضغط على الأجسام من الأعلى أولاً ثم تزيحها، وهو ما يفسر الانهيارات المفاجئة لأسقف المنشآت الخفيفة والصوب الزراعية.
تداعيات كارثية على المحاصيل والمنشآت
و يمثل هذا النوع من الرياح كابوساً للمزارعين، فاندفاع الهواء المفاجئ يؤدي إلى "رقاد" المحاصيل القائمة، وتكسر أفرع الأشجار المثمرة، وتساقط الأزهار، مما يعني خسارة فادحة في الإنتاجية.
كما أن الصوب الزراعية (البيوت البلاستيكية) تكون الضحية الأولى، حيث يمزق ضغط الهواء الأغطية ويحطم الهياكل المعدنية إذا لم تكن محكمة الإغلاق.
إرشادات السلامة القصوى
يشدد الخبراء على ضرورة الالتزام بالقواعد التالية فور رصد السحب السوداء أو سماع الرعد الدخول إلى أقرب مبنى صلب والابتعاد عن النوافذ الزجاجية، و إغلاق فتحات التهوية في الصوب الزراعية لتقليل ضغط الرياح الداخلي و التوقف التام للمركبات بعيداً عن الأشجار وأعمدة الإنارة، نظراً لأن الرياح الهابطة قد تؤدي إلى انحراف السيارة عن مسارها أو انقلابها.