خبير للقاهرة الإخبارية: إسرائيل تواجه واقعا استراتيجيا جديدا وتفقد هيمنتها

أكد الدكتور سهيل دياب، خبير الشؤون الإسرائيلية، أن العامين الماضيين (2023-2025) أحدثا تحولاً استراتيجياً عميقاً في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن إسرائيل تجد صعوبة في تقبل انتهاء عهد هيمنتها الأحادية في المنطقة.

نهاية الهيمنة الأحادية الإسرائيلية

وأوضح سهيل دياب، خلال مداخلته على قناة القاهرة الإخبارية، أن المنطقة تشهد صعوداً لتعددية الأقطاب واللاعبين الإقليميين، ما يعني أن إسرائيل لم تعد قادرة على فرض إرادتها بمفردها في الشرق الأوسط، وهو ما يفرض عليها واقعاً جديداً يتجاوز قدرتها على المناورة التقليدية.

تحولات التحالفات من الأيديولوجيا إلى المصالح

وأشار سهيل دياب خبير الشؤون الإسرائيلية إلى تغير جوهري في طبيعة التحالفات الدولية، حيث انتقل العالم من مرحلة التحالفات الأيديولوجية التي سادت منذ الحرب العالمية الثانية إلى مرحلة التحالفات المصلحية، وضرب مثالاً بقدرة دول إقليمية كبرى على إقامة علاقات متوازنة مع قوى متناقضة بناءً على المصالح الاقتصادية والأمنية، مما يقلل من مساحة التأثير الإسرائيلي.

استراتيجية الحدود الآمنة وتصادمها مع القانون الدولي

وحول الصراع الإسرائيلي مع الجوار، لفت سهيل دياب إلى سعي إسرائيل لفرض ما يُعرف بـ الحدود الآمنة عبر القوة العسكرية، بعيداً عن الاعتراف بالحدود الدولية والقوانين المنظمة لها، مؤكدا أن هذا النهج يهدف إلى تأخير التغيرات الاستراتيجية في المنطقة ولكنه يصطدم بالواقع الدولي الجديد، مما يجعل السلام الدائم مجرد أمنية مؤجلة.

استبعاد المواجهة العسكرية المباشرة مع إيران

وبشأن احتمالات اندلاع حرب شاملة، أعرب سهيل دياب عن تقديره بأن المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران تظل مستبعدة في المدى المنظور، رغم تصاعد نبرة التصريحات المتبادلة، موضحا أن الأطراف الفاعلة تدرك خطورة الانزلاق نحو الفوضى الشاملة، مفضلين إدارة الصراعات ضمن الأطر السياسية والاستخباراتية المحدودة.