فتح الإعلامي أحمد سالم، عبر برنامج "كلمة أخيرة" المذاع على قناة "ON"، ملفاً شائكاً ومؤلماً يتعلق بتصاعد حدة وبشاعة الجرائم المرتكبة ضد الأطفال في الآونة الأخيرة، متسائلاً عن الدوافع النفسية التي تجعل بشراً يتجردون من إنسانيتهم تجاه كائنات ضعيفة.
تفسير زيادة "بشاعة" الجرائم
وفي تحليل نفسي دقيق، أوضح الدكتور مهاب مجاهد، استشاري الطب النفسي، أن زيادة "جرعة" العنف في هذه الجرائم لا تعود لسبب واحد، بل لمجموعة من العوامل النفسية والاجتماعية:
الشخصية السيكوباتية: أكد د. مهاب أن مرتكب هذه الجرائم غالباً ما يعاني من "اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع"، وهو شخص يفتقر تماماً لمشاعر التعاطف أو الندم، ويرى في الطفل "هدفاً سهلاً" لتفريغ رغباته أو غضبه.
تأثير "الاعتياد على العنف": أشار إلى أن كثرة التعرض لمشاهد العنف عبر وسائل التواصل الاجتماعي قد تسبب نوعاً من "التبلد الحسي"، مما يدفع الشخص المنحرف لارتكاب أفعال أكثر قسوة ليشعر بنفس النشوة أو التأثير الذي كان يشعر به سابقاً.
لماذا يرتكب "المتزوجون" هذه الجرائم؟
ورداً على تساؤل الإعلامي أحمد سالم المستنكر حول وقوع هذه الجرائم من أشخاص متزوجين ولديهم أسر، فجر د. مهاب مفاجأة نفسية، موضحاً:
الزواج كـ "ستار اجتماعي":
أكد أن الكثير من المنحرفين سلوكياً أو "البيدوفيليين" (المجذبين للأطفال) يلجؤون للزواج كنوع من التمويه الاجتماعي لتبدو حياتهم طبيعية أمام الناس، وهو ما يسمى بـ "القناع الاجتماعي".
الانفصام في السلوك:
أوضح أن هؤلاء الأشخاص يعيشون بشخصيتين؛ شخصية "رب الأسرة" أمام المجتمع، وشخصية "المجرم" التي تظهر فقط عند الانفراد بالضحية، مشدداً على أن الزواج ليس "علاجاً" للانحراف النفسي، بل قد يكون أحياناً وسيلة لتسهيل الوصول للضحايا.
رسالة تحذيرية
وشدد استشاري الطب النفسي على ضرورة رفع الوعي لدى الآباء والأمهات بعدم وضع الثقة المطلقة في أي شخص بناءً على وضعه الاجتماعي أو العائلي، مؤكداً أن "المجرم لا يرتدي ملابس المجرمين"، بل قد يكون أقرب المقربين أو شخصاً يبدو في غاية الوقار.
من جانبه، دعا الإعلامي أحمد سالم إلى ضرورة تشديد العقوبات وفتح الحوار المجتمعي حول الصحة النفسية للكشف المبكر عن هذه النماذج المشوهة قبل وقوع الكارثة.