فيسبوك
واتساب
مع الارتفاع المستمر في الأسعار في العالم كله، باتت إدارة النفقات اليومية تحديًا حقيقيًا يواجه الكثير من الأسر، إذ تزداد تكلفة المعيشة ويصبح ضبط الميزانية أكثر صعوبة. ورغم ذلك، لا تزال هناك حلول عملية واستراتيجيات ذكية يمكن اتباعها للتقليل من آثار الغلاء والحفاظ على الاستقرار المالي. وفي هذا السياق، توضح الدكتورة باكينام سيف الدين مدرس ورئيس قسم المحاسبة ومدير وحدة ضمان الجودة بكلية الإدارة مجموعة من النصائح المهمة للتعامل مع غلاء الأسعار بوعي وتنظيم.
التخطيط أساس السيطرة على المصروفات
أكدت مدرس المحاسبة أن أول خطوة يجب أن تبدأ بها أي أسرة هي التخطيط الجيد للميزانية الشهرية، مشيرة إلى ضرورة معرفة تكلفة كل بند من بنود الإنفاق بشكل واضح. وبعد وضع الخطة، يأتي دور التنفيذ ثم الرقابة المستمرة، حتى لا تخرج المصروفات عن الإطار المحدد وتفقد الخطة معناها.
لا توجد ميزانية ثابتة تناسب الجميع
أوضحت مدرس المحاسبة أن تحديد نسب ثابتة للإنفاق لا يصلح لكل الأسر، لأن كل أسرة تختلف عن الأخرى من حيث عدد الأفراد، والدخل الشهري، وطبيعة الاحتياجات. لكن الأهم هو أن تضع كل أسرة حدًا أقصى لنفقاتها الشهرية يتناسب مع ظروفها، مع الالتزام به قدر الإمكان.
أخطاء شائعة تزيد الأعباء المالية
أشارت مدرس المحاسبة إلى أن من أكثر الأخطاء انتشارًا العشوائية في إدارة المصروفات، وغياب أي خطة واضحة للإنفاق، إضافة إلى الشراء غير المدروس للأشياء دون تقييم حقيقي للحاجة إليها، وهو ما يؤدي إلى استنزاف الدخل دون شعور.
نصائح عملية لتقليل النفقات دون ضرر
ونصحت الأسر بضرورة كتابة الاحتياجات الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها، مع تخصيص جزء احتياطي مدروس تحسبًا لأي زيادة مفاجئة في الأسعار. هذه الخطوة تساعد على تجنب الأزمات المالية غير المتوقعة.
متابعة المصروفات اليومية خطوة بخطوة
من الطرق البسيطة والفعالة لمراقبة الإنفاق، أوصت مدرس المحاسبة بتدوين جميع المصروفات اليومية، مهما بدت صغيرة، وفي نهاية الشهر يتم جمعها لمعرفة إجمالي النفقات وتقييم مدى الالتزام بالميزانية الموضوعة.
كيف تضبط مصروفاتك اليومية؟
أوضحت مدرس المحاسبة أن ضبط المصروفات يبدأ بتحديد الدخل الشهري بدقة، ثم كتابة الاحتياجات الأساسية، مع تخصيص جزء للرفاهيات، وجزء آخر للادخار، حتى لا تختلط الأولويات وتضيع السيطرة على المال.
باكينام سيف الدين مدرس المحاسبة
أهمية الميزانية الشهرية للأسرة
شددت مدرس المحاسبة على أن وضع ميزانية شهرية يساعد الأسرة على التحكم في مصروفاتها وتقليل النفقات الزائدة، موضحة أن الالتزام بنسبة 80% من الميزانية يُعد أمرًا مقبولًا، نظرًا لاحتمال ظهور نفقات طارئة أو تغييرات غير محسوبة.
تقسيم النفقات مفتاح الأمان المالي
نصحت مدرس المحاسبة بتقسيم المصروفات إلى ثلاثة أقسام رئيسية: احتياجات أساسية، ورفاهيات، وادخار. هذا التقسيم يسمح باستخدام جزء من الادخار أو الرفاهيات عند الطوارئ دون المساس بالاحتياجات الضرورية.
الفرق بين الاحتياج والرغبة
اختتمت مدرس المحاسبة حديثها بالتأكيد على أهمية التفرقة بين الاحتياج والرغبة؛ فالاحتياج هو ما لا يمكن الاستغناء عنه مثل الطعام، والمشروبات، وسداد الفواتير الأساسية، بينما الرغبة هي كماليات يمكن تأجيلها أو الاستغناء عنها إذا لم تسمح الإمكانيات المادية، وهو ما يعد خطوة أساسية للسيطرة على المصروفات في ظل غلاء الأسعار.
