تتنوع مقتنيات المتحف المصري ومنها متعلقات عائلة الملكة تي من خلال تحف أثرية نادرة منها مومياء تويا والدة الملكة، وهي موجودة ضمن كنوز مقبرة يويا وثويا المعروضة بالطابق العلوي بالمتحف ورغم مرور أكثر من 3300 عام، لا تزال ملامح وجهها الهادئ واضحة، مع خصلات من شعرها البني المحفوظة بشكل مذهل.
وقبل أكثر من 3400 عام، وفي مدينة أخميم بصعيد مصر، ولدت طفلة غيرت وجه التاريخ، ولم تكن الملكة تي، الزوجة العظمى للملك أمنحتب الثالث ووالدة الملك المثير للجدل إخناتون وجدة توت عنخ آمون، من سلالة ملكية نقية، لكن وراء هذه العظمة، كانت هناك أم منحتها القوة.
كانت والدتها، تويا، سيدة من النخبة شغلت مناصب دينية رفيعة، حيث كانت مغنية للإلهة حتحور، ورئيسة فناني آمون ومين. هذا الإرث الديني والثقافي الذي غرسته في ابنتها، ساعد في تشكيل شخصيتها والتي أصبحت يُسجل اسمها في الوثائق الرسمية الدولية، وكان الحكام الأجانب يتعاملون معها مباشرة كشريك سياسي.
من هي الملكة تي؟
تعد الملكة تى واحدة من أعظم ملكات مصر الفرعونية، وقد لعبت دورًا بارزًا وفعالاً فى قصه حياة اثنين من ملوك مصر الفرعونية وكانت الملكة تى لا تمت بصلة للعائلة الملكية فأبوها يويا كاهن الإله مين، رب الخصوبة، وأمها تويا، رئيسة حريم الإله مين بأخميم، وتزوجت الملكة تى فى سن مبكرة من الملك أمنحتب الثالث، أقوى ملوك الدولة الحديثة، الذى اشتهر عهده بعصر الدبلوماسية السياسية، وأنجبت تى من أمنحتب الثالث أمنحتب الرابع الملقب بإخناتون الذى حول الديانة الرسمية للدولة لتصبح عبادة آتون على عكس فراعنة مصر القدماء الذين كانوا ينتمون إلى آمون.
كانت الملكة تى شخصية بارزة فى الحياة الملكية التى عاشتها، ومن أبرز أدوارها عندما قدمت نفرتيتى للملك أخناتون خلال إحدى الحفلات التى تنظمها فى القصر ليختارها شريكة حياته.
كما كانت الملكة تى من أعظم ملكات مصر الفرعونية وساندت زوجها وابنها فى أمور المملكة اقتصاديًا وسياسيًا وكانت نائبة عن الملك فى الاحتفالات، لدرجة أنه كان يكتب اسمها فى المرسلات الدولية، كما كان لها الدور فى تنصيب ابنها إخناتون على عرش مصر الذى اختار عاصمة جديدة هى تل العمارنة بالمنيا حاليًا.
ويوجد للملكة تى أكبر تمثال فى المتحف المصرى بالتحرير، والذى يؤكد دور الملكى تى وعظمة مكانتها عند الملك، والتمثال للملكة وهى تجلس مع زوجها الملك أمنحتب الثالث، كما يوجد للملكة تمثال من أروع القطع المصرية من خشب الأبنوس فى متحف برلين، والذى يبرز ملامحها بدقة عالية كما تم العثور على العديد من الأثاث الجنائزى.

مومياء الملكة تي