أكد الدكتور حسام حسني، المدير التنفيذي للمستشفيات الجامعية وأستاذ الأمراض الصدرية، أن مصر تشهد خلال الفترة الحالية زيادة في معدلات الإصابة بالالتهابات الفيروسية التي تصيب الجهاز التنفسي، تزامنًا مع دخول فصل الشتاء، مشيرًا إلى أن هذه الزيادة تُعد طبيعية في هذا التوقيت من كل عام.
جاء ذلك خلال مداخلة بتقنية الفيديو ببرنامج «الحياة اليوم» مع الإعلامي محمد مصطفى شردي، تعليقًا على انتشار أعراض تنفسية حادة لدى عدد كبير من المواطنين خلال الأيام الأخيرة.
طبيعة الشتاء وزيادة نشاط الفيروسات
وأوضح حسني أن فصل الخريف وبداية الشتاء يشهدان بطبيعتهما نشاطًا متزايدًا للفيروسات التنفسية التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، مؤكدًا أن العالم بأكمله يشهد حاليًا نفس الزيادة، وفق ما تعلنه المؤسسات الطبية الدولية.
لا حالات حرجة ولا دخول للعناية المركزة
وأشار أستاذ الأمراض الصدرية إلى أن المطمئن في الوضع الحالي هو عدم رصد حالات حرجة أو دخول أعداد كبيرة من المرضى إلى المستشفيات أو الرعايات المركزة، مؤكدًا أن الإصابات المتداولة حتى الآن لم تؤدِ إلى استخدام أجهزة التنفس الصناعي أو وفيات، وهو ما يُعد «نعمة حقيقية» في هذه المرحلة.
حرب بين الفيروس والمناعة
وأكد حسني أن أي عدوى فيروسية هي معركة بين الفيروس وجهاز المناعة، موضحًا أن الفيروسات مع الوقت تتحور وتضعف، في مقابل اكتساب الإنسان مناعة أقوى، مشيرًا إلى أن النشاط الحالي يشمل فيروسات الإنفلونزا إلى جانب متحورات كورونا، دون وجود ما يستدعي القلق.
لماذا تظهر الأعراض دون حرارة؟
ولفت إلى أن بعض المرضى قد يعانون من كحة وضيق تنفس دون ارتفاع في درجة الحرارة، موضحًا أن ذلك يحدث عندما تكون المناعة العامة جيدة، بينما تكون مناعة عضو معين – كالجهاز التنفسي – ضعيفة، وهو ما يظهر بوضوح لدى المدخنين ومرضى حساسية الصدر.
اختلاف الأعراض حسب الحالة الصحية
وأوضح حسني أن الأعراض تختلف باختلاف نوع المناعة، حيث يعاني الأصحاء من أعراض عامة مثل تكسير الجسم واحتقان الأنف وآلام الحلق، بينما تظهر لدى مرضى الصدر أعراض أشد مثل انقباض الشعب الهوائية وضيق التنفس وصوت الأزيز، خاصة خلال فترات الليل.
متى نلجأ للطبيب؟
وشدد على أن الأصحاء يمكنهم الاكتفاء بالعلاج التقليدي دون مضادات حيوية أو كورتيزون، أما أصحاب الأمراض المزمنة أو ضعف المناعة، فيجب عليهم التوجه للرعاية الطبية المتخصصة إذا استمرت الأعراض أكثر من 24 ساعة، لتجنب حدوث مضاعفات.
لا داعي للذعر أو العودة للإجراءات المشددة
وأكد حسني أنه لا توجد حاجة للعودة إلى الإجراءات الاحترازية المشددة، مثل الإغلاق أو العزل العام، موضحًا أن ارتداء الكمامة يكون ضروريًا فقط لمن يعاني من أعراض، حفاظًا على نفسه ومنع انتقال العدوى للآخرين.
عادات صحية بسيطة تقلل الانتشار
ودعا أستاذ الأمراض الصدرية إلى الالتزام بعدد من العادات الصحية، أبرزها استخدام المناديل عند الكحة أو العطس، التهوية الجيدة للمنازل، غسل اليدين بالماء والصابون لمدة 20 ثانية، وتجنب التجمعات عند الشعور بالتعب.
التغذية السليمة أساس تقوية المناعة
وأوضح حسني أنه لا توجد أدوية مباشرة لتقوية المناعة، مشيرًا إلى أن التغذية السليمة، وعلى رأسها تناول الخضروات والسلطات يوميًا، تُعد العامل الأهم في دعم جهاز المناعة والوقاية من المضاعفات.
تحذير من الاعتماد على الصيدليات دون تشخيص
وحذر من الاعتماد على شراء الأدوية عشوائيًا من الصيدليات دون استشارة طبية، مؤكدًا أن الأدوية الآمنة للأصحاء تشمل خافضات الحرارة من مجموعة الباراسيتامول، وأدوية الكحة ومضادات الهيستامين، مع ضرورة مراجعة الطبيب حال استمرار الأعراض أو زيادتها.