قدم الكاتب الصحفي أكرم القصاص، رؤية تحليلية حول كيفية تفعيل دور الأحزاب السياسية الجديدة التي نجحت في دخول البرلمان، في إطار متابعة المشهد البرلماني والسياسي عقب الجولة الثانية من الانتخابات، مشدداً على ضرورة الالتحام بالشارع وتطوير الخطاب السياسي لمواكبة التغيرات التكنولوجية.
البناء من القاعدة: الشباب والمجالس المحلية
وأكد القصاص، خلال تغطية مفتوحة للانتخابات البرلمانية على قناة دي إم سي، أن العمل الحزبي الناجح يجب أن يبدأ "من أسفل إلى أعلى"، وليس العكس، وانتقد الاعتماد على المسؤولين السابقين أو الوزراء في عضوية الأحزاب كواجهة فقط، مشيراً إلى أن العمل السياسي يحتاج إلى كوادر شابة تبدأ مسيرتها من الجمعيات الأهلية والمجالس الشعبية المحلية. ووصف المجالس المحلية بأنها "المفرخة" الحقيقية للأحزاب، حيث تمنح الشباب الخبرات التراكمية اللازمة للقيادة السياسية.
تطوير الخطاب السياسي لمواكبة "العالم الرقمي"
وأشار القصاص إلى أن العالم يشهد تحولاً جذرياً في شكل الممارسة السياسية بفعل التطور التكنولوجي، والذكاء الاصطناعي، والإعلام الرقمي، وأوضح أن "الخطاب الكلاسيكي" لم يعد صالحاً للتعامل مع الأجيال الجديدة التي تمتلك رؤية مختلفة للحياة والثقافة، مؤكداً أن الموبايل أصبح "نافذة الناس على العالم"، مما يفرض على الأحزاب تغيير أدواتها في التواصل.
وفي قراءته للمشهد الحزبي، دعا القصاص الأحزاب ذات التوجهات المتشابهة إلى التقارب وبناء تحالفات سياسية قوية بدلاً من الاكتفاء بالتحالفات الانتخابية المؤقتة، وأوضح أن وجود أحزاب عديدة ومتشابهة يستوجب الجلوس معاً لتوحيد الرؤى، ضارباً المثل بالنماذج الدولية مثل بريطانيا وأمريكا التي تعتمد على عدد محدود من الأحزاب الكبرى المؤثرة.
السوشيال ميديا وصناديق الاقتراع
ورداً على التساؤل حول مدى فعالية وسائل التواصل الاجتماعي في توجيه الناخبين نحو صناديق الاقتراع، ذكر القصاص أن هناك ما يقرب من 50 إلى 60 مليون مصري يستخدمون "فيسبوك" ومنصات التواصل، مشيراً إلى أن عدم ذهاب بعضهم للتصويت يعكس "خللاً في الخطاب السياسي" الموجه إليهم.
وأكد أن التحدي الحقيقي أمام الأحزاب هو تحويل هذا الوعي الرقمي إلى مشاركة فعلية على الأرض من خلال خطاب مقنع وقادر على فتح آفاق للحوار والإجابة على تساؤلات الشارع.