تربية الأطفال على الوعي المالي من التحديات التي تواجه الكثير من الآباء، فالأطفال لم يختبروا بعد معنى دفع الفواتير أو الالتزام بالمصاريف اليومية، لذلك قد يبدو المال بالنسبة لهم فكرة مجردة بلا حدود واضحة. وغالبًا ما يلجأ الأهل لعبارة سريعة مثل "مش معانا فلوس كفاية"، لكنها في الحقيقة لا تعلم الطفل شيئًا عن قيمة المال أو كيفية التعامل معه.
ووفقًا لموقع "parents" فإن اختيار العبارات الصحيحة مع الأطفال يمكن أن يصنع فارقًا كبيرًا في طريقة تفكيرهم مستقبلًا، خاصة إذا كانت هذه العبارات تعزز ما يعرف بـ"عقلية النمو" بدل الشعور بالعجز أو الحرمان.
1- "سعرها أعلى من اللي حابة أصرفه دلوقتي"
هذه العبارة لا تغلق الباب تمامًا أمام رغبة الطفل، لكنها ترسخ مفهومًا مهمًا وهو التحكم في الإنفاق. فبدلًا من ربط عدم الشراء بعدم وجود المال، يتعلم الطفل أن القرار مرتبط بالاختيار والحكمة.
هذه الجملة تعلم الأطفال أن المال أداة نتحكم فيها، وأن وضع حدود للإنفاق مهارة ضرورية لحياة مالية صحية. كما أنها توصل رسالة ضمنية بأن الشراء يجب أن يكون مقصودًا ومدروسًا، وليس اندفاعيًا.
وتشير الدراسات إلى أهمية البدء المبكر في هذه التربية، حيث أظهرت أبحاث لجامعة ميشيغان أن الأطفال في سن الخامسة يمتلكون بالفعل ردود فعل عاطفية مختلفة تجاه الادخار والإنفاق، وتؤثر هذه المشاعر لاحقًا على سلوكهم المالي في الحياة الواقعية.
2- "اللعبة دي حلوة فعلًا.. إيه رأيك نحوش لها شوية؟"
هذه العبارة تنقل الطفل من منطق الرفض إلى منطق التخطيط والانتظار. فالطفل هنا يتعلم أن الرغبة يمكن تحقيقها، لكن عبر الصبر والادخار. هذا الأسلوب يعزز شعور الطفل بالقدرة والمسؤولية، ويجعله شريكًا في تحقيق ما يريد بدل تلقي الرفض فقط.
ويؤكد عدد من الخبراء الماليين أن الانتظار يمنح الأشياء قيمة أكبر، كما أن كثيرًا من الأطفال بعد فترة من الادخار يكتشفون أنهم لم يعودوا يرغبون في الشيء نفسه، أو يفضلون الاحتفاظ بالمال أو إنفاقه على أمر أكثر أهمية بالنسبة لهم.
3- "عندنا أولويات تانية دلوقتي كعيلة"
هذه العبارة تعد من أكثر الجمل تأثيرًا، لأنها تربط المال بالقيم وليس بالحرمان. فالطفل يفهم أن طريقة إنفاق الأسرة تعكس ما هو مهم لها، مثل الأمان، والتعليم، والاحتياجات الأساسية.
كما أن استخدام كلمة "نحن" يشعر الطفل بأنه جزء من القرار، وأن المال يدار لخدمة العائلة ككل، وليس لرغبة فرد واحد فقط.
بهذا الأسلوب، يتعلم الطفل أن الاختيارات المالية ليست عقابًا ولا تضييقًا، بل شكل من أشكال الرعاية والمسؤولية، وهي رسالة عميقة قد ترافقه طوال حياته.