بشير عبدالفتاح: إسرائيل تسعى إلى تموضع عسكرى فى صومالى لاند

أكد الدكتور بشير عبد الفتاح، الباحث في الشؤون الإقليمية، أن إقليم صومالي لاند يمثل حالة انفصالية داخل الدولة الصومالية، تسعى منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي للانفصال، دون أن تنجح في الحصول على اعتراف دولي.

النظام الدولي يرفض الكيانات الانفصالية

وأوضح عبد الفتاح، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج كلمة اخيرة، مع الاعلامي احمد سالم، أن النظام الدولي يقوم على مبدأ الحفاظ على وحدة الدول، ويرفض السماح بتحول الأقاليم إلى دول مستقلة، محذرًا من أن فتح هذا الباب سيؤدي إلى تفكك الدول وغياب الكيانات الموحدة.

وأشار الباحث إلى أن إسرائيل تستثمر في الكيانات غير المعترف بها دوليًا إذا كانت تخدم مصالحها، لافتًا إلى أن صومالي لاند تتمتع بموقع استراتيجي مطل على خليج عدن قبالة السواحل اليمنية، ما يمنحها أهمية خاصة تسمح بالتموضع قرب باب المندب، بما يشكل إزعاجًا للدولة المصرية ويخدم التنسيق الإسرائيلي الإثيوبي.

لا اعتراف دوليًا.. وإسرائيل الاستثناء

وأكد عبد الفتاح أن صومالي لاند لا تتوافر فيها الشروط القانونية والسياسية اللازمة للاعتراف الدولي، موضحًا أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تعترف بها، وهو اعتراف لا يترتب عليه أي إجراءات شرعية للتواجد الإسرائيلي في الإقليم.

وأوضح أن هذه القضية تظل إقليمية في المقام الأول، ولا تمثل تهديدًا للأمن والسلم الدوليين، نظرًا لغياب الثقل السياسي لـصومالي لاند، مشيرًا إلى أن مجلس الأمن لا يعتبرها مصدر تهديد إلا في حال حدوث اضطرابات تمس أمن الملاحة في باب المندب.

رفض عربي وإقليمي للتحركات

ولفت عبد الفتاح إلى أن الرفض للتحركات المتعلقة بصومالي لاند لا يقتصر على الدول العربية فقط، بل يشمل أيضًا تركيا، متوقعًا أن إسرائيل لا تنتظر اعترافًا دوليًا بقدر ما تسعى إلى تموضع عسكري فعلي على الأرض.

وشدد الباحث على أن التحرك المصري سيظل مستمرًا لإفشال أي تحركات إسرائيلية في المنطقة، خاصة في ظل وجود سلطة صومالية ترفض ما يحدث، إلى جانب اتفاقية دفاع مشترك بين مصر والصومال، تحول دون السماح بأي وجود إسرائيلي هناك.

واختتم بشير عبد الفتاح تصريحاته بالتأكيد على أن السماح بتموضع عسكري إسرائيلي في «صومالي لاند» يعني وجود تحالف إسرائيلي إثيوبي مع الإقليم، وهو ما يحمل تداعيات خطيرة على أمن البحر الأحمر والمنطقة بأسرها.