الإنفلونزا ليست مجرد “برد قوي”، بل عدوى فيروسية نشطة تصيب الجهاز التنفسي وتؤثر على الجسم بالكامل. تبدأ الأعراض فجأة وتشمل الحمى، والسعال، وآلام العضلات، والتعب العام. ومع أن معظم الحالات تتحسن تلقائيًا خلال أسبوع، إلا أن فهم الأعراض بدقة يساعد على التعامل معها سريعًا قبل أن تتطور إلى مضاعفات أكثر خطورة.
وفقًا لتقرير نشره موقع Medical News Today، فإن الإنفلونزا تنتشر بسهولة عبر الرذاذ المتطاير أثناء العطس أو السعال، ويمكن أن تبقى الفيروسات نشطة على الأسطح لساعات. لذلك فإن التعرف المبكر على الأعراض واتخاذ خطوات علاجية صحيحة في المنزل يختصر مدة الإصابة ويقلل احتمالات العدوى للآخرين.
1. الحمى وارتفاع درجة الحرارة
تُعد الحمى أول وأوضح علامات الإصابة بالإنفلونزا، إذ ترتفع درجة الحرارة غالبًا فوق 38 مئوية. يشعر المريض ببرودة شديدة حتى في الأجواء الدافئة.
للتخفيف، يُنصح بالراحة التامة، والإكثار من شرب الماء والعصائر الطبيعية، واستخدام كمادات فاترَة على الجبهة والإبطين. كما يمكن للطبيب وصف الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لخفض الحرارة دون الإفراط في الجرعة.
2. القشعريرة
تظهر القشعريرة نتيجة تفاعل الجسم مع ارتفاع الحرارة في محاولة لتعديلها. يمكن السيطرة عليها بالدفء المعتدل لا الزائد، مع تناول وجبات دافئة خفيفة وشوربة الدجاج الغنية بالبخار الذي يساعد أيضًا على فتح الممرات الأنفية.
3. السعال الجاف
السعال في حالات الإنفلونزا يكون في العادة جافًا ومزعجًا. ولتقليله، يُنصح بشرب السوائل الدافئة مثل مزيج العسل والليمون أو شاي الزنجبيل، والابتعاد عن المهيجات كالدخان والعطور القوية. إذا استمر السعال لأكثر من عشرة أيام، فلابد من مراجعة الطبيب لاحتمال حدوث التهاب ثانوي.
4. التهاب الحلق
ينتج التهاب الحلق عن تهيّج الأغشية المخاطية بفعل الفيروس. يمكن التخفيف منه بالغرغرة بماء دافئ وملح، أو تناول مشروبات مهدئة مثل شاي النعناع أو البابونج. كما يُفضل تجنب الأطعمة القاسية أو الحارة التي قد تزيد من التهيّج.
5. انسداد الأنف وسيلانه
الأنف المسدود من أكثر الأعراض إزعاجًا للمصابين. للتغلب عليه، يُنصح باستنشاق البخار من ماء مغلي مع بضع قطرات من زيت النعناع، أو استخدام محلول ملحي لغسل الأنف مرتين يوميًا. ويمكن للطبيب وصف بخاخ مزيل للاحتقان عند الضرورة لمدة لا تتجاوز خمسة أيام.
6. آلام العضلات والمفاصل
يشعر كثير من المصابين بإنفلونزا بألم عام يشبه آلام ما بعد التمارين الرياضية. هذه الآلام ناتجة عن تفاعل جهاز المناعة مع الفيروس. العلاج المثالي هو الراحة، وشرب الماء بكثرة، وتناول وجبات تحتوي على فيتامين C والمغنيسيوم، إذ تساعد في تقليل الالتهاب العضلي.
7. الصداع
الصداع المصاحب للإنفلونزا عادة يكون نابضًا ويتركز في مقدمة الرأس. يمكن تخفيفه بالراحة في مكان هادئ ومظلم، وتناول السوائل، ووضع كمادة باردة على الجبهة. في حال استمراره أو ازدياده يجب مراجعة الطبيب لاحتمال وجود التهاب في الجيوب الأنفية.
8. فقدان الشهية
فقدان الرغبة في الطعام أمر شائع أثناء الإصابة بالإنفلونزا، لكنه لا يعني الامتناع عن الأكل كليًا. تناول وجبات صغيرة من الحساء والخضار المسلوقة يمنح الجسم الطاقة دون إرهاق الجهاز الهضمي. كما يُنصح بالابتعاد عن الأطعمة الدسمة أو المقلية حتى التعافي.
9. التعب العام والإرهاق
يعود الإرهاق إلى استنزاف الجسم لطاقته في مقاومة الفيروس. للتغلب عليه، يجب الحصول على قسط كافٍ من النوم لا يقل عن ثماني ساعات، وشرب الماء بكميات وفيرة للحفاظ على الترطيب. ينصح الأطباء أيضًا بتناول أطعمة تحتوي على الحديد والبروتين لدعم عملية التعافي.
10. اضطراب الجهاز الهضمي
رغم أنه غير شائع لدى البالغين، قد تظهر أعراض مثل الغثيان أو الإسهال خاصة عند الأطفال. في هذه الحالة، يكون الحل المثالي هو الإكثار من السوائل لتعويض الفاقد، وتناول الأرز المسلوق أو الموز لتخفيف الاضطراب المعوي، مع تجنب الألبان مؤقتًا.
متى تحتاج إلى زيارة الطبيب؟
ينبغي مراجعة الطبيب فورًا إذا استمرت الحمى لأكثر من ثلاثة أيام، أو ظهر ضيق في التنفس، أو بدأ السعال بإفراز بلغم أصفر أو أخضر. بعض الحالات قد تحتاج إلى أدوية مضادة للفيروسات مثل أوسيلتاميفير لتقليل مدة المرض وشدة الأعراض.