لا تزال ردود الأفعال حول قرار باتريس موتسيبي رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف"، بإقامة بطولة كأس أمم أفريقيا كل 4 سنوات بدلاً من كل عامين، متواصلة على الرغم من مرور أسبوع على إعلان القرار.
لمتابعة أخبار بطولة كأس أمم أفريقيا 2025 عبر بوابة كأس أمم أفريقيا اضغط هنا
انقسام حاد حول مستقبل كأس أمم أفريقيا بعد "قنبلة" موتسيبي
أثار قرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف"، القاضي بإقامة بطولة كأس الأمم الأفريقية كل أربع سنوات بدلا من النظام المعتمد منذ عقود كل سنتين، موجة واسعة من الجدل والانقسام داخل الأوساط الكروية الإفريقية، بين من يراه خطوة نحو التطوير ومواكبة الروزنامة الدولية، ومن يعتبره مساسًا بهوية المسابقة وتراجعًا عن خصوصية القارة، وأن القرار جاء من أجل خدمة مصالح أندية أوروبا.
وانتقد مدرب المنتخب التونسي سامي الطرابلسي القرار، معتبرًا أن تغيير مواعيد البطولة ليس أولوية، وأن القضايا الأهم تتعلق بتطوير مستوى الكرة الإفريقية والحد من نزيف المواهب نحو أوروبا، مؤكدًا أن تعديل التواريخ لن يغيّر واقع الكرة الإفريقية، مشيرًا إلى أن القارة كانت تستحق حضورًا أقوى في الجوائز العالمية الفردية.
من جهته، أعرب المدرب البلجيكي لمنتخب مالي، توم سانفييت، عن رفضه الشديد للقرار، معتبرًا أن تنظيم البطولة كل أربع سنوات "غير طبيعي"، ومطالبًا باحترام خصوصية إفريقيا، التي اعتادت منذ عام 1957 على إقامة بطولتها القارية كل سنتين.
أما مدرب منتخب أوغندا بول بوت، فأبدى استياءه من القرار، مشيرًا إلى صعوبة تقبّله في بيئة كروية إفريقية اعتادت هذا النسق الزمني. وألمح إلى أن ازدحام الروزنامة العالمية، بما فيها كأس العالم للأندية، قد يكون أحد أسباب هذا التغيير، معربًا عن أمله في الحصول على توضيحات رسمية من "كاف".
في المقابل، ظهرت آراء أكثر توازنًا، حيث رأى مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي أن القرار يحمل جوانب إيجابية وأخرى سلبية، وأوضح أن إقامة البطولة كل سنتين كانت تمنح المنتخبات فرصة أكبر للتطور أو إعادة البناء بعد الإخفاق، في حين أن الانتظار أربع سنوات قد يجعل التعويض أكثر صعوبة، مؤكدًا في الوقت ذاته ضرورة التأقلم مع التحولات التي تشهدها كرة القدم الحديثة.
كما أبدى هوجو بروس، المدير الفني لمنتخب جنوب أفريقيا، دعمه لقرار إقامة كأس الأمم الإفريقية كل أربع سنوات اعتبارًا من عام 2028، معتبرًا أنه يصب في مصلحة المنتخبات الإفريقية.
وأوضح أن ازدحام الروزنامة الدولية، مع إقامة كأس العالم للأندية في يونيو ثم كأس الأمم الإفريقية، يعقبها بعد ستة أشهر فقط كأس العالم، يفرض ضغوطًا كبيرة على اللاعبين والأجهزة الفنية.
وأشار بروس إلى أن المنتخبات الإفريقية المتأهلة إلى كأس العالم تواجه صعوبات إضافية، موضحًا أن منتخب جنوب أفريقيا اضطر إلى الحصول على فترة راحة قصيرة لاستعادة التركيز قبل خوض كأس الأمم الإفريقية في ديسمبر، بعد الانشغال بالمشاركة في المونديال، مضيفاً، بهذا النظام الجديد، يمكن أن تصبح كأس الأمم الإفريقية محور التركيز الأساسي".
وتابع المدرب البلجيكي أن قرب موعد كأس العالم قد يدفع المنتخبات أحيانًا إلى التركيز المسبق على المونديال على حساب البطولة القارية، وهو ما حدث بالفعل مع منتخب بلاده، قبل أن يضيف: "الوضع بات أكثر توازنًا الآن إلى حدّ ما".
وختم بروس تصريحاته بالتأكيد على أن هذا التغيير قد يساعد المنتخبات الإفريقية على تحقيق نتائج أفضل في كأس العالم، نظرًا لإمكانية توجيه كامل التركيز والإعداد نحو الاستحقاق العالمي في التوقيت المناسب.
من جانبه، أبدى قائد المنتخب الجزائري رياض محرز تفاؤله بالقرار، معتبرًا أنه قد يمنح البطولة قيمة أكبر ويزيد من حدة المنافسة والضغط على المنتخبات من أجل التتويج، إضافة إلى تقليص عدد المشاركات المتكررة للاعبين في النهائيات.
وبين مؤيد يرى في القرار خطوة تنظيمية وتطويرية، ومعارض يخشى أن يفقد كأس الأمم الإفريقية جزءًا من روحها وتاريخها، يبقى الجدل مفتوحًا داخل "كاف" وفي الشارع الكروي الإفريقي، بانتظار ما ستكشفه المرحلة المقبلة من انعكاسات حقيقية على واحدة من أعرق البطولات القارية في العالم.