محمود عبدالراضى

قلوب تسع الجميع

السبت، 27 ديسمبر 2025 12:12 م


في عالم تتسابق فيه الكلمات وتتهافت الأحداث، تظل القلوب المحبة كالحدائق التي لا تغلق أبوابها أبدًا، تستقبل كل المارين عليها، مهما اختلفت أرواحهم أو ألوانهم.

قلب محب هو ذاك المكان الذي يسع الجميع، لا يرفض أحدًا ولا يميز بين كبير وصغير، بين قريب أو غريب، بين فرح أو حزن.

هو مكان تختفي فيه الأحكام المسبقة، ويزدهر فيه التفهم والتسامح، كما تزدهر الزهور في أرض خصبة.

القلوب المحبة لا تُقاس بمدى ما تعطى من مال أو سلطة، بل بمدى قدرتها على الشعور بالآخرين، على الاستماع لهم، على مشاركة لحظاتهم الصغيرة قبل الكبيرة.
هي قلوب تعرف أن الحب ليس مقصورًا على شخص واحد، بل هو سيل متدفق، يروي كل النفوس العطشى للدفء والاهتمام.

كلما توسعت تلك القلوب، ازدادت طاقة العطاء فيها، حتى يصبح كل حزن يُخفف، وكل ابتسامة تُضاعف، وكل كلمة لطيفة تُصبح جسرًا بين الأرواح.

في زمن سريع الخطى، نحتاج إلى قلوب كهذه، قلوب تسع الجميع، قلوب لا تعرف الضيق أو الحقد، قلوب تعرف أن الحب الحقيقي لا ينفد، بل يزداد مع كل من يدخل إلى فضائها.

إنها قلوب تجعل العالم مكانًا أفضل، لأنها تعلمنا أن العطاء الحقيقي يبدأ من الداخل، من القدرة على المحبة بلا شروط، على رؤية الجمال في الآخرين، على تقدير اللحظات الصغيرة التي تصنع الفارق الكبير.

تسع القلوب المحبة الجميع، لأنها لا ترى الحدود التي نرسمها نحن بأيدينا، لا ترى الألوان أو الجنسيات أو المظاهر أو المراتب، كل من يدخل قلبًا محبًا يجد نفسه بين دفء يضمنه، وبين اهتمام يفوق توقعاته.

إنه المكان الذي يُعلّمنا أن المحبة لا تُقسم، ولا تُقاس، بل تُحس وتُعاش وتُزرع في كل ما حولنا، وهكذا تصبح القلوب المحبة مثل الشمس، لا تنحصر في زاوية، بل تنير كل مكان تصل إليه.

القلوب التي تتسع للجميع هي كنز نادر، وفن جميل يُمارس بصمت، لكنه يصنع المعجزات في حياة من حولنا، وكلما زاد عدد هذه القلوب، أصبح العالم مكانًا أرحب للفرح، للتسامح، وللإنسانية.

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة