لا تكتفي مملكة النحل بصناعة العسل كغذاء، بل تنتج مركبات حيوية مذهلة تعمل كمنشطات خارقة ومعقمات طبيعية، فبينما يمثل "غذاء الملكات" إكسير الحياة والنمو، يبرز "البروبوليس" كأقوى مضاد حيوي عرفته الطبيعة لحماية الخلية من الأوبئة.
غذاء الملكات
هل تساءلت يوماً لماذا تعيش الملكة لسنوات بينما تموت العاملة في أسابيع؟ السر يكمن في "غذاء الملكات" (Royal Jelly)، وهو سائل هلامي أبيض تفرزه النحلات الشابات من غدد في رؤوسهن.
تأثير هذا الغذاء السحري
يقدم هذا الغذاء لجميع اليرقات في الأيام الثلاثة الأولى فقط، لكن اليرقة المحظوظة التي يتم اختيارها لتكون "ملكة" تستمر في تناوله طوال حياتها، و نتيجة، هذا الغذاء المركز بـ الفيتامينات والهرمونات يجعل الملكة أكبر حجماً، ويمنحها القدرة على وضع ألفي بيضة يومياً، والأهم من ذلك أنه يطيل عمرها بمقدار 40 ضعفاً مقارنة بالعاملات.
(صمغ النحل).. "الجهاز المناعي" للخلية
إذا كان العسل هو الغذاء، فإن "البروبوليس" هو الدرع، يجمعه النحل من صمغ الأشجار والبراعم، ثم يخلطه بإفرازاته الخاصة ليصنع مادة شديدة التعقيم والالتصاق.
يستخدم النحل هذا الصمغ لطلاء جدران الخلية وسد الشقوق، مما يجعل بيئة الخلية "أنظف من غرف العمليات" في المستشفيات، حيث يقتل الفيروسات والفطريات فوراً.
يؤكد الخبراء أننا أمام كائنات لا تهدر طاقة ولا تخلق مادة عبثاً، فكل إفراز داخل الخلية هو منظومة دفاعية أو حيوية متكاملة تضمن بقاء هذه المملكة صامدة أمام أقسى الظروف.