دليل شامل لحماية المناحل من تقلبات الشتاء وضمان استدامة التلقيح

مع انخفاض درجات الحرارة إلى مستويات كبيرة خلال فصل الشتاء، يواجه مربو النحل تحديًا كبيرًا للحفاظ على طوائفهم من مخاطر البرودة والرطوبة، فمملكة النحل، التي تعد المحرك الرئيسي للتوازن البيئي والأمن الغذائي، تحتاج في هذه الفترة إلى إدارة خاصة تضمن سلامة "جيش التوصيل" من الأمراض الفتاكة وتضمن بقاء الملكة واليرقات في بيئة دافئة ومستقرة.

لذا، وضع خبراء تربية النحل هذا الدليل الفني المتكامل لحماية المناحل، والذي يركز على أربعة محاور استراتيجية تبدأ من العزل الحراري وتنتهي بالحماية من المبيدات:

الإدارة الشتوية للمناحل (تشتية النحل)

يحتاج النحل إلى بيئة دافئة للحفاظ على طاقة المستعمرة، خاصة في ظل التوقعات بموجات برد قاسية:

يجب تصغير فتحات الخلايا لتقليل دخول التيارات الهوائية الباردة ومنع دخول الأعداء الطبيعيين (مثل الدبور أو الفئران التي تبحث عن دفء).

وضع مواد عازلة (مثل الخيش أو القش) فوق الأقراص وتحت الغطاء الخارجي لضمان احتفاظ النحل بحرارة "العنقود".

توجيه فتحات الخلايا نحو الجهة القبلية (الجنوبية) لضمان أقصى استفادة من أشعة الشمس خلال النهار.

التغذية الاستراتيجية

في الشتاء، يقل نشاط السروح وقد تنفد المخزونات، مما يهدد حياة اليرقات:

في الأيام شديدة البرودة التي لا يستطيع فيها النحل الخروج لجمع اللقاح، يجب تقديم العجائن البروتينية لتعويض نقص "خبز النحل".

تقدم فقط في الأيام المشمسة وبتركيز عالٍ لتقليل الرطوبة داخل الخلية، مع تجنب التغذية السائلة في الأيام الغائمة تماماً.

مكافحة أمراض "الرطوبة والبرد"

الرطوبة العالية داخل الخلية هي العدو الأول للنحل في الشتاء، وتسبب أمراضاً فتاكة:

1- مرض النوزيما وهو "إسهال النحل" الذي ينشط في الشتاء الرطب؛ وللوقاية يجب ضمان تهوية مناسبة عبر فتحات علوية صغيرة جداً لخروج بخار الماء.
2- الفاروا ، يجب استغلال فترة "سكون الملكة" لإجراء مكافحة فعالة للفاروا باستخدام الأحماض العضوية (مثل حامض الأوكساليك) كون الطفيل يكون معلقاً على النحل البالغ.
3- عفن الحضنة، تجنب فتح الخلايا في الأيام الباردة أو الممطرة نهائياً لمنع حدوث "صدمة حرارية" لليرقات تؤدي لموتها وتعفنها.

تحذير من "الرش العشوائي"

بالتزامن مع مكافحة أمراض المحاصيل الشتوية (كالقمح والبطاطس)، يجب الحذر من سمية المبيدات:

ضرورة تواصل النحال مع المزارعين المجاورين لمعرفة مواعيد الرش.

يفضل أن يكون الرش في المساء بعد عودة النحل، مع اختيار مبيدات "صديقة للنحل" قدر الإمكان لضمان سلامة عمال التوصيل الطبيعيين.