باحثون يكشفون: لماذا لا يستطيع البعض التوقف عن اتخاذ اختيارات سيئة

الجمعة، 26 ديسمبر 2025 12:00 ص
باحثون يكشفون: لماذا لا يستطيع البعض التوقف عن اتخاذ اختيارات سيئة مخ واعصاب

كتبت آلاء الفقي

هل تساءلت يومًا لماذا تتخذ أنت أو أصدقاؤك قرارات خاطئة باستمرار؟  الجواب ليس بسيطا، فقد يعود الأمر إلى إشارة بيولوجية تؤثر على خياراتك، حيث كشف باحثون في جامعة بولونيا، بقيادة جوزيبي دي بيليجرينو، نتائج دراسة علمية حول عملية التعلم الترابطي واتخاذ القرارات غير السليمة، أوضحت أن الإشارات التي يعتمد عليها الفرد في اتخاذ القرار قد تكون العامل الحاسم بين نتيجة جيدة وأخرى سيئة، وأن اتخاذ القرار عند "متتبعي الإشارات"، قد يكون بالتركيز على الإشارة التي تتنبأ بمكافأة ويتجهون نحوها مقارنة  ذلك بـ"متتبعي الأهداف" الذين يتجاهلون الإشارة حسب ما جاء في تقرير نشره الموقع الإلكتروني "نيوز ويك".

وفقا للباحثين يعتمد بعض الأشخاص على الإشارات المحيطة، مثل الصور أو الأصوات لاتخاذ القرارات أكثر من غيرهم، وهو ما يعرف  بنظرية "بافلوف في التعلم " وهى نظرية أطلقها العالم الروسي إيفان بافلوف ويقوم أساسها على عملية الارتباط الشرطي، والتي تتلخص بأنه يمكن لأي مثير محايد التأثير على جسم الإنسان ونفسيته، وفي حالة عدم وجود مثير آخر يثير استجابة منعكسة وطبيعية، تشير الدراسة إلى أن هؤلاء الأفراد يواجهون صعوبة أكبر في تحديث معتقداتهم والتخلص من الارتباطات عندما تدل الإشارات على نتائج محفوفة بالمخاطر ونتيجةً لذلك، قد يؤدي هذا إلى اتخاذ قرارات غير مواتية مع مرور الوقت.

ماهى مؤشرات النفسية لاتخاذ القرار

 استخدمت الدراسة تقنيات تتبع حركة العين، وقياس حدقة العين، والنمذجة الحاسوبية لإظهار أن الأشخاص الذين ينجذبون إلى المؤشرات التي تتنبأ بالمكافأة يحدثون معتقداتهم ببطء، مما يؤدي إلى قرارات متحيزة، ويعتقد الباحثون أن هذا يقدم رؤية جديدة حول سبب معاناة بعض الأفراد من سلوكيات محددة، والتي تلاحظ عادةً في حالات مثل الإدمان أو الاضطرابات الوسواسية القهرية.

أُجريت الدراسة باستخدام نموذج بافلوفي-نقل إجرائي معدّل، يتضمن ثلاث مراحل. وخلال جميع المهام، عُرضت على المشاركين صورة لآلة قمار مزودة بشاشتين.

كانت المرحلة الأولى من المهمة هي مرحلة التعلم البافلوفي، حيث تعلم المشاركون الإشارات البصرية التي تتنبأ بنتائج معينة، أما مرحلة التعلم الآلي، فقد مكنتهم من تعلم الأفعال التي تؤدي إلى نتائج محددة، وأخيرًا، اختبرت مرحلة النقل التحيز البافلوفي لتحديد ما إذا كانت الإشارات المتعلمة تؤثر على الأفعال المختارة.

وتشير النتائج إلى أن الأشخاص الذين يتبعون الإشارات يميلون إلى السماح للإشارات المرتبطة بالمكافأة بالتأثير على سلوكهم، حيث أظهروا وحدهم اتساعًا أكبر في حدقة العين مقارنةً بالإشارات المحايدة و في هذا السياق، يمكن أن تعمل الإشارات كعوامل تحفيزية تجذب انتباههم، مما يُعيق اتخاذ القرارات المثلى.

النتيجة
 

مع مرور الوقت، وجد أن الأشخاص الذين يتبعون الأهداف يكيفون قيمهم بسرعة، بينما كان الأشخاص الذين يتبعون الإشارات أبطأ بكثير في التكيف واستمروا في التحيز غير التكيفي ونتيجة لذلك، اعتمد الأشخاص الذين يتبعون الإشارات بشكل كبير على قيم الإشارات القديمة، مما دفعهم إلى اتخاذ خيارات سيئة.

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات قهرية أو إدمان، فإن الارتباط بين الإشارات ونتائج الاختيار قد يُؤدي إلى اتخاذ قرارات سيئة. تعكس الأنماط الملحوظة في الدراسة السلوكيات التي تُرى بشكل متكرر بين المدمنين حيث تستمر الإشارات في دفع السلوك على الرغم من العواقب السلبية.

يشير التقرير إلى إمكانية أن تحلل الأبحاث المستقبلية مجموعات المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية، وأن تستكشف ما إذا كان بالإمكان تعديل معدلات التعلم من خلال التدخلات الدوائية أو المعرفية.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة